Foto: Kay Nietfeld/dpa
12/12/2024

ما هي مخططات ألمانيا ورؤيتها لدعم سوريا الجديدة؟

منذ أكثر من عقد من الزمان لم تكن هناك اتصالات دبلوماسية مباشرة مع سوريا. ومع سقوط نظام الأسد، ظهرت فرص جديدة. لكن الكثير ما يزال غير واضح. فما هي مخططات ألمانيا في سوريا الجديدة؟ وماهي سبل الدعم؟

ووفقاً لموقع Tagesschau صاغ المستشار أولاف شولتس بالفعل المهمة الكبيرة مساء الثلاثاء في برلين. وهي أنه لا ينبغي للمرء أن يفوت فرصة “أن يكون هناك أسلوب حياة آمن قانونيا في سوريا، وأن تظهر الديمقراطية، وأن يكون هناك إمكانية عيش الناس من مختلف الأديان معاً بشكل جيد”.

بيربوك تحذر تركيا وإسرائيل من التدخل

ولذلك دعت وزيرة الخارجية الاتحادية بيربوك إلى توخي الحذر: “إن المعركة من أجل سوريا حرة للجميع لم تحسم بعد”، كما قالت بيربوك. وفي حالة حدوث انتقال سلمي للسلطة، يجب أن تكون الأقليات أيضاً على الطاولة أثناء بناء هياكل الدولة. وفي النهاية يمكن أن تكون هناك انتخابات حرة. وألمانيا تريد دعم هذا.

8 ملايين يورو مساعدات إنسانية عاجلة

وأكدت بيربوك أنه من أجل استقرار الوضع في البلاد، يجب تقديم المزيد من المساعدة للسكان المحليين بسرعة على الرغم من الوضع الأمني ​​الصعب. ولذلك تريد ألمانيا توفير ثمانية ملايين يورو للمساعدات الإنسانية على المدى القصير. لكنها ترى أيضاً أن هناك العديد من المشاكل “يجب ألا تصبح سوريا ألعوبة في أيدي القوى الأجنبية مرة أخرى”. وحذرت بشكل مباشر الحكومتين التركية والإسرائيلية من التدخل. “إذا أردنا سوريا مسالمة فلا ينبغي التشكيك في سلامة أراضيها”.

تقدم بيربوك المساعدة الألمانية في العديد من المجالات، مثل إعادة إعمار البلاد على المدى الطويل، أو المعالجة القانونية للجرائم المرتكبة خلال نظام الأسد أو التخلص من الأسلحة الكيميائية. “توجد الآن فرصة لجعل العالم آمناً من الأسلحة الكيميائية”. قامت المحاكم الألمانية بعمل تحضيري مهم في ملاحقة الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد.

ألمانيا تعيّن منسقاً خاصاً للتواصل مع سوريا

تواجه ألمانيا تحديات معقدة في التعامل مع سوريا نظراً لغياب العلاقات الدبلوماسية المباشرة. السفارة الألمانية في دمشق مغلقة منذ يناير 2012، نتيجة ما حدث في سوريا وتدهور الأوضاع الأمنية، مما دفع وزارة الخارجية آنذاك إلى إصدار تحذير من السفر. كما شاركت ألمانيا في فرض عقوبات الاتحاد الأوروبي على نظام الأسد. فمنذ إغلاق السفارة، كانت ألمانيا تعتمد على تنفيذ المهام المتعلقة بسوريا من لبنان، لكن النتائج كانت محدودة. وعلى الرغم من أن إعادة فتح السفارة لم يكن مطروحا لسنوات، إلا أن تغيّر الظروف السياسية أتاح مناقشة خيارات جديدة.
وفي خطوة مهمة، عيّنت بيربوك وزير الدولة توبياس ليندنر كمنسق خاص لمناقشة سبل التواصل مع القيادة الحالية في سوريا. ما قد يشير إلى نهج جديد في العلاقات المستقبلية.

تقييم هيئة تحرير الشام يعتمد على أفعالها المستقبلية

أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ضرورة الحكم على هيئة تحرير الشام (HTS) بناءً على أفعالها. وشددت على أن أي تعاون يتطلب التزام الجماعة بحماية حقوق الأقليات والنساء. تأتي هذه التصريحات في سياق تعقيد التعامل مع هيئة تصنفها كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية بسبب سجلها في انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم أخرى. ورغم التحديات، يُلاحظ أن الحكومة الألمانية تتحرك سريعاً لاستكشاف إمكانية التواصل مع هيئة تحرير الشام، في خطوة تتطلب تنسيقاً وثيقاً بين الدول الأوروبية وحلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن تُطرح القضية خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين يوم الخميس، وسط مخاوف من أن تنافس بعض الدول الأوروبية على النفوذ في سوريا قد يعرقل الجهود الدولية المنسقة لدعم الاستقرار في المنطقة.

تصريحات وزير الدفاع الألماني

بالإضافة إلى ذلك أكد وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، على أهمية دور ألمانيا في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد. وفي مقابلة مع صحيفة تاغستيمين، أوضح بيستوريوس أن الاستقرار في المنطقة يتطلب وجوداً عسكرياً وسياسياً. وشدد بدوره على ضرورة التواصل مع هيئة تحرير الشام وتحويل تصريحاتها إلى أفعال.

وأشار الوزير إلى أن تجاهل أوروبا للأحداث في سوريا منذ 13 عاماً منح روسيا الفرصة للتدخل، وهو درس يجب الاستفادة منه الآن. كما دعا إلى التنسيق مع الدول الفاعلة في المنطقة، مثل تركيا، لتأمين استقرار سوريا ومنع عودة تنظيم داعش الإرهابي.

بيستوريوس أكد أن تحقيق الاستقرار لا يقتصر على التدخل العسكري، بل يشمل دعم الحلول السياسية، والعمل مع الحكام الجدد. كما شدد على أهمية الاستعداد لتقديم مساهمات ملموسة بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين.

وفي سياق متصل، ناقش الوزير مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إمكانية تعزيز تدريب القوات العراقية كجزء من استراتيجية شاملة لتحقيق الأمن في الشرق الأوسط، محذرًا من أن أي انسحاب أو تراجع في المنطقة قد يؤدي إلى نتائج عكسية وزعزعة الاستقرار.