إغلاق القنصليات الإيرانية في ثلاث مدن ألمانية كرد فعل على إعدام معارض إيراني ألماني. بينما لم تحرك وزيرة الخارجية أنالينا بيبورك ساكناً عندما قُتل ستة مواطنين ألمان من أصل فلسطيني في غزة العام الماضي. التلفزيون الألماني يتحدث الآن عن الواقعة بعد مرور عام على مقتل العائلة التي عاشت في مدينة دورتموند الألمانية لكنها لقت حتفها في غزة بعد غارة إسرائيلية. هناك انتقادات عديدة تواجه سياسة ألمانيا تجاه إسرائيل. فهل هذه ازدواجية في المعايير!
إغلاق قنصليات إيران في ألمانيا
أعلنت السلطات الألمانية إغلاق القنصليات الإيرانية الثلاثة في هامبورغ وفرانكفورت وميونخ. يأتي القرار احتجاجاً على إعدام السلطات الإيرانية المواطن الإيراني الألماني جمشيد شارمهد البالغ من العمر 69 عاماً. جاء جمشيد إلى ألمانيا مع عائلته في سن السابعة من العمر وعاش حياته في ولاية ساكسونيا السفلي. كان يدير متجراً للكمبيوتر لعدة سنوات بمدينة هانوفر حتى قرر الانتقال للولايات المتحدة الأمريكية عام 2003. وجاء رد فعل الحكومة الألمانية سريعاً بعد أن أعلن القضاء الإيراني عن إعدام شارمهد يوم الإثنين الماضي. إذ لم تلجأ الحكومة إلى مثل هذا الإجراء العقابي إلا مرة واحدة، عندما تم إغلاق أربع قنصليات عامة روسية بعد الهجوم على أوكرانيا.
عائلة فلسطينية ألمانية تفقد حياتها في غزة
مازال حمزة الجبالي غير قادراً على تصديق أنه فقد صديقه المفضل العام الماضي في غزة. فكلاهما كان يرتدي بالطو الأطباء الأبيض أثناء دراستهم سوياً في دورتموند ويتطلعان إلى المستقبل بأمل. خلال مقابلة أجرتها قناة ZDF، تحدث حمزة عن ذكرياته مع صديقه الألماني الفلسطيني يوسف أبو جاد الله، الذي ذهب في زيارة لغزة مع عائلته العام الماضي ولم يعودوا. خلال غارة إسرائيلية في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على مبنى سكني في حي النصيرات وسط قطاع غزة، قُتل 40 شخصاً. وكان من بين الضحايا يوسف أبو جاد الله وزوجته وأطفاله الأربعة.
عائلة أبو جاد الله من دورتموند إلى غزة
عاشت عائلة يوسف أبو جاد الله في دورتموند، حيث تولى الطبيب منصبه الجديد بوحدة العناية المركزة. بينما كان ابنه صلاح الدين البالغ من العمر عشر سنوات وابنه محمد ذو الثماني سنوات في المدرسة الابتدائية Nordhorn. وكان ما يزال طفله عبد الرحمن ذو الثلاث سنوات يذهب إلى الحضانة وطفله الأصغر عمر كان عمره تسعة أشهر فقط. ذهب أبو جاد الله مع أسرته إلى قطاع غزة لزيارة والديه وأخوته قبل أسابيع من اندلاع الحرب العام الماضي، ثم ظلت الأسرة عالقة. يقرأ صديقه حمزة الجبالي الرسالة الأخيرة التي كتبها له صديقه قبل وقت قصير من وفاته: “أهلا حمزة. لا يمكنك تخيل ما يحدث هنا. هناك الكثير من الجثث على الأرض كل يوم. كل يوم هناك قصف في كل مكان”.
محامي دولي يوجه اتهامات لإسرائيل
يمثل المحامي الدولي ألكسندر شوارتز من المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان عائلة أبو جاد الله ويوجه اتهامات ضد الجيش الإسرائيلي. جيث قال إن كل الضحايا الـ 40 الذين قتلوا جرء الهجوم الصاروخي كانوا مدنيين. وأن ذلك يعني أنه لا يوجد دليل على وجود هدف عسكري في المبني السكني الذي تم قصفه. وأضاف أن ذلك يشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي وبالتالي يشثير الشك في أنه جريمة حرب أيضاً. ويؤكد شوارتز أنه كان من واجب مكتب المدعي العام الاتحادي التحقيق بالأمر لأن هناك ستة ضحايا ألمان. بينما أعلن مكتب المدعي العام أنه لا يعتبر نفسه مسؤولاً. وقال شوارتز: “أعتقد أن النفعية السياسية هي التي تجعل الناس يغضون الطرف عن نزاع لا يتم غض الطرف عنه في أماكن أخرى”. وقد رفع المركز طلباً لدى المحكمة الإدراية في فرانكفورت نيابة عنه عائلة أبو جاد الله، ضد استخدام الأسلحة الألمانية في قطاع غزة.
المحكمة الجنائية تنظر في أوامر الاعتقال
الاتهام خطير. ويتساءل موقع قناة ZDF: “هل صحيح أن ألمانيا لا تحقق في قضية مقتل العائلة الفلسطينية الألمانية لأن إسرائيل في قفص الاتهام؟ وأن ألمانيا تفضل غض الطرف! بالرغم من أن منظمات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية وهيمان رايتس ووتش والأمم المتحدة تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب؟”.
ليست المحكمة الجنائية الدولية وحدها التي تنظر في مذكرات الاعتقال ضد أعضاء الحكومة الإسرائيلية. ويشمل ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء في حكومته. كما يشهد رأي خبراء محكمة العدل الدولية بأن سياسة إسرائيل بالأراضي المحتلة في الضفة الغربية تنتهك القانون الدولي.