05/10/2024

اللاجئون السوريون وموقفهم من مقتل نصر الله والخوف من أتباعه في ألمانيا!

أثار اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، في هجوم إسرائيلي يوم الجمعة الماضي، تباينًا كبيرًا في ردود الفعل داخل الجالية العربية في ألمانيا، خاصة في العاصمة برلين. ففي حين عبر البعض عن الحزن والتعاطف، أعرب آخرون عن الارتياح وتحقق العدالة بموت من يعتبرونه إرهابيًا مسؤولًا عن مجازر ارتكبت بحق المدنيين العزل في سوريا.

ترهيب اللاجئين السوريين في برلين!

تروي السيدة “ل.ح” أنها أثناء زيارتها لأحد المتاجر العربية في شارع زونن أليه لشراء بعض الحاجيات، شهدت مشادة كلامية بين سيدتين لبنانيّتين وصاحب المتجر. السيدتان اتهمتاه بالشماتة في مقتل “سيد المقاومة” حسن نصر الله، بعدما رأينه يشتري الحلوى في اليوم السابق. ردّ صاحب المتجر نافيًا التهمة، موضحًا أن شرائه للحلوى كان لأسباب عائلية وليس لأي هدف سياسي.

هذه الحادثة تعكس حالة التوتر السائدة في الشارع العربي ببرلين، حيث يتردد الكثيرون في التعبير علنًا عن ارتياحهم بمقتل نصر الله، على الرغم من تصنيفه وحزبه كمنظمة إرهابية بجناحيه السياسي والعسكري في ألمانيا. الخوف من انتقام أنصاره في البلاد جعل العديد من الأشخاص يتجنبون الإدلاء بآرائهم. بعض السوريين الذين تحدّثت إليهم رفضوا التعليق، معربين عن قلقهم من أن حزب الله قد لا يتردد في استهدافهم حتى داخل ألمانيا إذا تجرأوا على التعبير عن رأيهم بصراحة.

  • جانب من أراء بعض اللاجئين السوريين حول مقتل نصر الله

حزب الله المصنف كمنظمة إرهابية في ألمانيا

في عام 2020، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية حظر جميع أنشطة حزب الله اللبناني، بما في ذلك جناحه السياسي، واعتبرته تنظيمًا إرهابيًا مدعومًا من إيران. رغم هذا القرار، لم يكن هناك ترحيب من أنصار الحزب في العاصمة الألمانية برلين.

أفادت تقارير إعلامية ألمانية أن حزب الله يستغل الأراضي الألمانية لجمع الأموال لتمويل عملياته العسكرية. ووفقًا لصحيفة “تاغس شبيغل”، فإن المراكز الثقافية والمساجد التابعة للحزب في ألمانيا تلعب دورًا في تجنيد الأفراد وجمع التبرعات لصالحه، وأشارت بشكل خاص إلى مركز الإمام الرضا الإسلامي في برلين. كما رصدت السلطات الألمانية تورط الحزب في عمليات تهريب المخدرات، حيث تُنقل شحنات الكوكايين من أمريكا الجنوبية عبر إفريقيا إلى ألمانيا، لتسليمها في موانئ هامبورغ في ألمانيا، روتردام في هولندا، و أنتويرب في بلجيكا. وتُستخدم عائدات هذه التجارة غير المشروعة في شراء الأسلحة وتمويل العمليات العسكرية للحزب.

وفي عام 2020، قدر مسؤولون أمنيون أن هناك نحو 1050 عضوًا من حزب الله في ألمانيا، من بينهم حوالي 250 في برلين وحدها.

تباين الأراء السورية على فيسبوك!

على الرغم من الجرائم التي ارتكبها حزب الله بحق المدنيين في سوريا، يرى البعض أنه ليس من المناسب أن يبتهج السوريون بمقتل حسن نصر الله حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي هجمات على من أعرب عن سعادته بمقتل نصر الله، والكثير من تلك التعليقات كتبها أشخاص يعيشون في أوروبا، متنكرين بعباءة اللجوء التي حصلوا عليها على حساب من هُجّروا وقتل أهلهم على يد الحزب. تبنى بعض السوريين الموالين لنظام الأسد وحزب الله في أوروبا أسلوب “حصان طروادة” للتسلل بين صفوف اللاجئين، فهم لا يظهرون إلا لانتقاد الثورة ودعم الأسد وحلفائه. يتجلى في تصريحاتهم التكبر والتهجم، حيث يتهمون اللاجئين بالخيانة والجهل. واليوم يصفون السوريين بالخونة فقط لأنهم عبروا عن ارتياحهم بمقتل نصر الله، وحال اللاجئين السوريين هنا كحال الضحية التي تُلام على مقاومتها للسلاح الذي يُراد قتلها به.

لا شك أن غياب حسن نصر الله عن المشهد عقب عملية الاغتيال الإسرائيلة، أثار موجة من التعليقات بين من اعتبر أن الارتياح بمقتله تعبير عن يأس وهزيمة وحمق:

آراء أخرى وجدت أنه من حق الضحية أن تشعر بارتياح بمقتل زعيم ميليشيا تسبب بمأساتها وحرمها من أحبتها وكان عونًا بطائفية مفرطة لنظام طائفي بغيض حكم ويحكم سوريا منذ أكثر من نصف قرن:

لماذا يكرهون الحزب وزعيمه؟

في صيف وخريف عام 2015، عانى المدنيون في مدينة مضايا السورية من حصار وحشي يُعدّ من أبشع ما شهده هذا القرن. إذ جسّد هذا الحصار درجات مروعة من القسوة التي مارستها ميليشيات حزب الله، حيث حرموا السكان من الحصول على الغذاء والدواء، ما أدى إلى وفاة العديد من الأطفال، المرضى، وكبار السن. هذا الحصار لم يكن سوى حلقة في سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبتها تلك الميليشيات ضد الشعب السوري.

كاريكاتير منشور بمنصة الجزيرة الإخبارية بتاريخ 22 يناير/ كانون الثاني 2016

بدأت هذه الجرائم في منطقة القصير، حيث نفذت الميليشيات مجازر مروعة، وهدمت قرى بأكملها، وقامت بتهجير سكانها، محولة إياها إلى ساحة لانتهاكات طائفية. واستمر العنف والتدمير ليشمل مناطق واسعة، من دير الزور في الشرق إلى حلب في الشمال، ومن درعا في الجنوب إلى القلمون والبادية السورية، وصولًا إلى دمشق وضواحيها.

ما زاد من الكراهية تجاه حزب الله هو استهدافه المدنيين بشكل رئيسي، وليس المقاتلين فقط. ولم تكتفِ الميليشيا بذلك، بل سهلت أيضًا نقل الجماعات المتطرفة من خلال صفقات غامضة، حيث رحّلتهم في حافلات مكيفة إلى مناطق سيطرة تنظيم داعش شرق سوريا. وهذا أظهر بوضوح أن عداء حزب حزب الله كان موجهًا بالدرجة الأولى ضد الشعب السوري وليس ضد الجماعات المسلحة.

ورغم هذه الجرائم، لم يتراجع زعيم حزب الله حسن نصر الله، بل استمر في استفزاز السوريين بتصريحاته المتعجرفة، مؤكدًا استعداده لإرسال المزيد من مقاتليه إلى سوريا، وكأن قتل الأبرياء أصبح هدفًا في حد ذاته. كما زعم أن “الطريق إلى القدس” يمر عبر المدن السورية التي دمرها عناصر حزبه، وكأن سوريا أصبحت ساحة لتحقيق أحقاد تاريخية يغذيها نصر الله وجماعته.

بعض المجازر الموثقة التي ارتكبتها ميليشيات “حزب الله” في سوريا

  • 2012: عبر مقاتلو حزب الله الحدود من لبنان وسيطروا على أكثر من ثماني قرى في منطقة القصير.
  • أبريل 2012 – مجزرة دير بعلبلة: شهدت عمليات إعدام ميداني، اغتصاب للنساء، والتنكيل بالجثث وحرقها، ما أسفر عن مقتل 200 شخص، بينهم 21 طفلاً و20 سيدة.
  • حزيران 2013 – مجزرة رسم النفل: تم ذبح 191 شخصًا، بينهم 21 امرأة و27 طفلًا.
  • فبراير 2013 – مجزرة المالكية (ريف حلب): شهدت إعدام عدد كبير من أهالي القرية، وأسفرت عن مقتل 96 مدنيًا، بينهم 5 أطفال و3 نساء.
  • يونيو 2013 – مجزرة المزرعة (ريف حلب): قُتل فيها 55 شخصًا، بينهم 21 طفلًا و5 سيدات.
  • ديسمبر 2013 – مجزرة النبك (ريف دمشق): إعدام 399 شخصًا، بينهم 98 طفلًا و94 سيدة.
  • 2016 – مدينة حلب: شارك الحزب ضمن قوات شيعية مشتركة إيرانية وعراقية في إعدامات ميدانية طالت مئات العائلات السنية.
  • 2012-2016 – مجازر داريا: قُتل فيها 817 شخصًا، بينهم 67 طفلًا و98 سيدة.

دولة القانون فوق الجميع

القانون الألماني فوق الجميع، ومن حق أي شخص أن يشعر بالخوف نتيجة لما عاناه على يد نظام الأسد وميليشياته الطائفية. لكن يجب أن يدرك أن الحياة في ألمانيا تخضع لسلطة القانون، وأنه بإمكانه اللجوء إلى السلطات في حال تعرضه لأي تهديد أو خطر. وفي مثل هذه الحالات، يمكنكم الضغط هنا لتقديم شكوى.

Amal, Berlin!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.