أطلق وزير العمل الاتحادي هوبرتوس هايل المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي قبل عام برنامج Jobturbo بهدف زيادة فرص العمل للاجئين. وقال حينها: “بالنسبة للاجئين المُعترف بهم والذين يتلقون إعانة المواطن وبإمكانهم العمل، نريد ضمان حصولهم على وظائف بسرعة من خلال هذا البرنامج”. آنذاك كان ربع اللاجئين الأوكرانيين فقط يعملون في ألمانيا، وكانت البلاد بمركز متوسط مقارنة بدول أوروبية أخرى مثل بريطانيا وليتوانيا والدنمارك. حيث كان أكثر من نصف اللاجئين الأوكران منخرطين في سوق العمل. الآن وبعد إطلاق البرنامج، طرح موقع focus سؤالاً حول النتائج التي وصل لها البرنامج. ومدى مساعدته في إدماج المزيد من اللاجئين في سوق العمل؟
عام على إطلاقه فما هو تأثيره؟
بحسب وكالة العمل الاتحادية، بلغ عدد اللاجئين الأوكران حتى أيلول/ سبتمبر 2024 نحو 531 ألف لاجئ، وهناك 722 ألف لاجئ من دول لجوء أخرى، أفغانستان، العراق، إيران، نيجيريا، باكستان، الصومال، سوريا. وكانت نسبة البطالة بين اللاجئين الأوكران 39.8%، بينما بلغت بين لاجئي الدول الأخرى 40.7%. أما نسبة العاملين من الأوكران فكانت 29.4%، ومن لاجئي الدول الأخرى 44.6%. وبالتالي، ارتفعت نسبة العاملين الأوكران بمقدار 5.1% مقارنة بتشرين الأول/ أكتوبر 2023، في حين زادت نسبة العاملين من اللاجئين الآخرين بنحو 1.6% فقط.
آراء متباينة حول نجاح البرنامج
بعض العاملين في مراكز العمل والوكالات اعتبروا أن الزيادة في عدد العاملين من اللاجئين لا يتوافق مع مصطلح turbo. ففي تقرير لصحيفة فيلت من تموز/ يوليو الماضي، صرّح رئيس أحد مراكز العمل بمدينة ألمانية كبيرة أن البرنامج “غير مجدٍ على الإطلاق”. ومع ذلك أبدت إدارة وكالة العمل الاتحادية رأياً مختلفاً، معتبرة أن هناك تطوراً إيجابياً في إدماج اللاجئين في سوق العمل.
أسباب البطء في إدماج اللاجئين
وبحسب موقع فوكوس، تسهم عدة عوامل ببطء اندماج اللاجئين في سوق العمل. أولها يتعلق بالضعف الاقتصادي وزيادة عدد الشركات التي أعلنت إفلاسها، ما أدى لانخفاض الطلب على العمالة. كما أشارت تقارير إلى انخفاض عدد الوظائف الشاغرة بنسبة 20% منذ عام 2022 حتى آب/ أغسطس 2024.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر تدفق المهاجرين المستمر إلى ألمانيا عاملاً رئيسياً في بطء عملية الاندماج. فبين كانون الأول/ يناير، وتموز/ يوليو 2024، وصل نحو 710 آلاف شخص إلى البلاد، معظمهم من أوكرانيا ودول اللجوء الأخرى. ويؤدي هذا التدفق إلى تقليل نسبة التوظيف؛ لأن الفترة بين وصول اللاجئ وبدء العمل تتطلب بعض الوقت.
نقص الكوادر في السلطات
ومن أسباب البطء بعملية إدماج اللاجئين في سوق العمل، نقص الكوادر بالمؤسسات الحكومية، إذ يُشكل ذلك عائقاً آخر أمام نجاح البرنامج. فنقص الكوادر المتخصصة بالمؤسسات الحكومية، يشكل عقبة أمام تسريع عملية توظيف اللاجئين وفقاً لكاثلين إكسنر التي تعمل منذ 17 عاماً في شركة مخابز Exner. وأضافت إكسنر: “نتلقى بشكل دوري طلبات عمل من اللاجئين، ونقوم بتوظيفهم بشكل منتظم، وندعمهم في اندماجهم. لكن الفكرة وراء برنامج (تيربو جوب) لم تكمل بعد، إذ تفتقر السلطات إلى الموظفين الكافين لتنفيذ البرنامج”. موضحة أن ذلك يبطئ عملية توظيف اللاجئين.