Bild von Canava
25/09/2024

وسائل التواصل الاجتماعي وضرورة التوعية لمواجهة تصاعد اليمين!

في السنوات الأخيرة، أصبحت الأحزاب اليمينية مثل حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) تحظى بشعبية متزايدة بين الناخبين الشباب. إذ تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي عاملاً رئيسياً في هذا التحول! وقد دعا المعلمون والخبراء إلى ضرورة تعزيز التوعية والتعليم الإعلامي في المدارس الألمانية كوسيلة لمواجهة هذه الظاهرة.

 تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب

يشير رئيس اتحاد التعليم والتربية (VBE)، جيرهارد براند، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تعمل كحافز لبدء عملية التطرف لدى الشباب. حيث يجد الكثير من الشباب أنفسهم عالقين في “مستنقع من الآراء الخطيرة والتأكيد الذاتي”. ما يستدعي ضرورة توعية الطلاب بآلية عمل هذه الوسائل. التعليم الإعلامي، سواء في المدارس أو من خلال الآباء، يلعب دوراً حاسماً بتوضيح هذه الديناميكيات وتحذير الشباب من المخاطر المترتبة على المعلومات الأحادية.

الحاجة إلى تحسين البنية التحتية التعليمية

لا يقتصر الأمر على الحاجة إلى التعليم الإعلامي فقط، بل يتطلب الأمر أيضاً تحسين البنية التحتية للمدارس. حيث أشار براند إلى أن حوالي 10% من المدارس في ألمانيا لا تزال تفتقر إلى الأجهزة الرقمية اللازمة! ما يعوق القدرة على تقديم تعليم فعال. إذا كانت المدارس غير قادرة على توفير هذه الأدوات الأساسية، فلا ينبغي أن نتوقع نجاحاً في تنفيذ برامج التعليم الإعلامي.

 دور المعلمين في التعليم الإعلامي

تؤكد سوزان لين-كليتزينغ، رئيسة الاتحاد الألماني للمدرسين، على أهمية تدريب المعلمين على مهارات التعليم الإعلامي. ويجب أن يعطى المعلمون الوقت والموارد اللازمة لتطوير مهاراتهم في هذا المجال. التعليم الإعلامي ليس مجرد إضافة إلى المناهج الدراسية، بل هو أداة ضرورية لمساعدة الطلاب على تطوير قدرة نقدية بالتعامل مع المعلومات التي يتلقونها.

 الفجوة بين السياسة والشباب

رئيس الهيئة الاتحادية للتعليم السياسي، توماس كروغر، تحدث عن نقص التواصل السياسي الفعّال مع الشباب. وأشار إلى أن حزب “AfD” هو الوحيد الذي نجح بالوصول إلى هذه الفئة من الناخبين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لذا، من الضروري أن توجه السياسات نحو اهتمامات الشباب وتطوير سياسة تعليمية فعالة تلبي احتياجاتهم.

 التحديات المتزايدة أمام الشباب

تواجه الأجيال الشابة العديد من الأزمات العالمية، مثل الحروب، ونقص الطاقة، والتضخم، وتغير المناخ، ما يزيد من قلقهم بشأن المستقبل. كما أن الضغوط الناتجة عن الديناميات المتعلقة بالهجرة قد تؤدي لزيادة الشعور بعدم الأمان بينهم. إنهم يجدون أن السياسة الحالية بعيدة جداً عن واقعهم اليومي، وهو ما يفرض ضرورة تحسين التعليم الإعلامي لضمان مستقبل أفضل لهم.

إن التعليم الإعلامي هو أداة حيوية لمواجهة التصاعد اليميني في المجتمع. يتطلب الأمر جهودًا جماعية من المدارس والمعلمين والآباء لتحقيق هذا الهدف. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن ينظر إلى هذا التعليم كجزء من استراتيجية شاملة لمواجهة التحديات السياسية والاجتماعية التي تواجه الشباب في الوقت الراهن.

المصدر: ميغاتسين