Fatima Shbair/AP/dpa
25/09/2024

إسرائيل ووسائل تحقيق النصر في الحروب.. نظرة من الداخل!

في خضم النزاعات التي تخوضها إسرائيل في غزة ولبنان، برزت تساؤلات حول مدى فاعلية النهج الإسرائيلي في الحروب، خاصة التعامل مع جماعات مسلحة مثل حماس وحزب الله. الأميرال السابق ورئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) السابق، عامي أيالون، قدم رؤيته حول هذا الموضوع في لقاء خاص مع صحيفة “دير تاغسشبيغل”، مؤكدًا أن إسرائيل تفتقر إلى استراتيجية واضحة لتحقيق أهداف سياسية من خلال الحروب.

هل فازت إسرائيل في الحرب ضد حماس؟

برغم النجاحات العسكرية التي حققتها إسرائيل بضرب بنية حماس التحتية في غزة، إلا أن أيالون يرى أن هذه الانتصارات لا تعني نهاية الصراع. وأشار إلى أن حماس، على الرغم من تدمير قيادتها وتفكيك بنيتها العسكرية، ما زالت تعمل عبر خلايا صغيرة، وستستمر في تبني الأيديولوجية التي تقودها. يعتبر أيالون أن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم وجود رؤية سياسية واضحة من قبل الحكومة الإسرائيلية. فبدلاً من أن يكون الهدف من الحرب هو تحسين الوضع العام بالمنطقة، فإنها أصبحت هدفًا بحد ذاتها، وهي حالة وصفها أيالون بأنها “حرب من أجل الحرب”.

 التحديات على الجبهة اللبنانية

على الرغم من النجاح العسكري الذي حققته إسرائيل من خلال استهداف مواقع حزب الله في لبنان، يشير أيالون إلى أن هذه الهجمات، التي وصفها بأنها “ضربات عبقرية”، لا تعني بالضرورة تحقيق نصر شامل. فقد كانت إسرائيل قد انسحبت من جنوب لبنان عام 2000، ومع ذلك استمرت هجمات حزب الله على إسرائيل، ما يجعل الصراع على هذه الجبهة مستمرًا بلا حلول دائمة. يضيف أيالون أن على إسرائيل التفكير في الأهداف السياسية التي تريد تحقيقها من وراء هذه العمليات، وإلا فإن هذه الإنجازات العسكرية ستكون بلا جدوى على المدى الطويل.

 أهمية الدبلوماسية في حل الصراع

يرى أيالون أن الحل الوحيد القادر على إنهاء الصراع مع الفلسطينيين والحركات المسلحة في لبنان يكمن في تبني مقاربة تعتمد على الحل السياسي. فهو يؤكد أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي لتحقيق الاستقرار. بل يجب أن يكون هناك توجه دبلوماسي يدعم الحلول العسكرية، وهو ما ينقص إسرائيل اليوم. ويؤكد أن الحل الوحيد على المدى البعيد هو تبني حل الدولتين، حيث يكون هناك دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. ويرى أن الفرصة لتحقيق هذا الحل ما زالت قائمة، على الرغم من تعقيدات المشهد السياسي الحالي.

 تزايد الدعم لحماس في المنطقة

من الملاحظ أن الدعم لحركة حماس قد ازداد في العديد من الدول العربية منذ هجومها على إسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول. إلا أن أيالون يشير إلى أن هذا الدعم ليس حاضرًا بقوة بين سكان غزة أنفسهم. فحسب معلوماته، فإن سكان القطاع يعانون بشدة من سياسة حماس، التي تستخدمهم كدروع بشرية، بينما توفر لأعضائها حماية تحت الأرض في أنفاق معقدة. هذا النهج، بحسب أيالون، هو دليل على القيادة السامة التي تتبعها حماس، والتي لا تتردد بالتضحية بأرواح الفلسطينيين لتحقيق رؤيتها الأيديولوجية.

دور الولايات المتحدة في إنهاء الصراع

يشير أيالون إلى أن الحلول الجذرية للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين لن تأتي من الداخل، بل من الخارج، وتحديدًا من الولايات المتحدة. فالرؤساء الإسرائيليون السابقون، مثل أرييل شارون، اتخذوا قرارات كبيرة مثل الانسحاب من غزة تحت ضغط أمريكي. لذلك، فإن التدخل الأمريكي ضروري لدفع الأطراف المتنازعة نحو تسوية سياسية. ويعتقد أيالون أن العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، يدرك الآن أن الاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا من خلال تطبيق حل الدولتين.

 معضلة نتنياهو والحكومة الحالية

على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد شهد تزايدًا في شعبيته خلال الحرب، إلا أن أيالون يعتبر أن هذه الشعبية مبنية على مخاوف الشعب الإسرائيلي من الحرب ومن عدم الاستقرار. ويرى أن نتنياهو يستغل هذه المخاوف للبقاء في السلطة، وهو ما يجعل انتهاء الحرب أمرًا غير مرجح في قريبًا. إذ أن استمرار الحرب يساعد نتنياهو بالحفاظ على نفوذه السياسي.

الحاجة إلى رؤية سياسية جديدة

في النهاية، شدد أيالون على أن إسرائيل بحاجة إلى رؤية سياسية جديدة لتحقيق الاستقرار والأمن. القوة العسكرية وحدها لا تكفي لحل النزاع المستمر مع الفلسطينيين وحزب الله. بل يجب أن يكون هناك توجه دبلوماسي يدعم هذا الحل، ويجب أن يتضمن هذا التوجه تبني حل الدولتين.