تتزايد حدة التوترات في الشرق الأوسط بعد تنفيذ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية الواسعة النطاق على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان امس. وقد أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، آفي هاجاري، أن “عشرات الطائرات المقاتلة شاركت في هذه العمليات، واستهدفت بشكل أساسي مراكز إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله”.
الأثر الإنساني للصراع و قتلى وجرحى في لبنان
جاءت هذه الغارات بعد تصعيد ملحوظ بالأعمال العدائية، إذ أطلق حزب الله نحو 90 صاروخًا على الأراضي الإسرائيلية في نفس اليوم، ما دفع إسرائيل للرد عسكريًا. ووفقًا لمصادر لبنانية، أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل العشرات في إحدى ضواحي بيروت، وهي منطقة تعرضت لهجوم صاروخي. وأكدت التقارير أيضًا أن الضربات الإسرائيلية أدت إلى مقتل 37 شخصًا آخرين وإصابة 68 في غارة سابقة، حيث استهدفت قادة حزب الله، بما فيهم إبراهيم عقيل، الذي وُصف بأنه “العقل المدبر للعديد من الهجمات”.
القلق الدولي وردود فعل الحكومة الألمانية
عبّر المتحدث باسم الحكومة الألمانية، ستيفن هيبستريت، عن قلق برلين إزاء تصاعد القتال بين إسرائيل وحزب الله، مؤكدًا أن “أي تصعيد إضافي للصراع سيكون له عواقب وخيمة على المدنيين في جميع أنحاء المنطقة”. ودعا هيبستريت إلى “خطوات دبلوماسية ملموسة لتجنب تفشي الصراعات”، مشددًا على أهمية الحوار في معالجة الأزمات.
المظاهرات في برلين لدعم للقضية الفلسطينية
في الأثناء، شهدت برلين تصاعدًا في المظاهرات المؤيدة لفلسطين، حيث تجمع حوالي 350 شخصًا في حي نويكولن. وقد وقعت اعتقالات وإصابات خلال الاحتجاجات التي تخللتها شعارات محظورة. وقالت المتحدثة باسم شرطة العاصمة: “قبضنا على عشرة أشخاص، وأُطلقنا سراح معظمهم بعد التعرف على هوياتهم، بينما وُجهت اتهامات بالاعتداء الجسيم إلى واحد منهم”. ويعكس هذا التصاعد تأييدًا متزايدًا للفلسطينيين في سياق الأحداث الراهنة، حيث يعتبر “تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية جزءًا أساسيًا من الحوار الاجتماعي في ألمانيا”.
استمرار الهجمات على غزة
يواصل الجيش الإسرائيلي هجماته في قطاع غزة، وأفادت تقارير صحفية بسقوط قتلى في قصف استهدف مبنى قديم يستخدم كمدرسة. وقال أحد السكان المحليين: “الحياة هنا أصبحت جحيمًا، والناس يواجهون صعوبات جمة”.
آفاق الحوار والسلام في ظل التصعيد العسكري
مع تصاعد القتال، تتزايد التساؤلات حول آفاق الحوار والسلام في المنطقة. التاريخ يشير إلى أن التصعيدات العسكرية غالبًا ما تؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلاً من حلها. لذا، تبرز الحاجة الماسة إلى جهود دبلوماسية من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، للعمل على وضع إطار للحوار والتهدئة.
ومن المتوقع أن تستجيب القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا، لهذه التطورات. إذ لعبت هذه القوى دورًا مهمًا في المفاوضات بين الأطراف المتنازعة في صراعات سابقة. وأكد الخبراء أن “الجهود الحقيقية لتسهيل الحوار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حزب الله، هي أمر حيوي لوضع حد للعنف وتحقيق استقرار طويل الأمد”.
إن التصعيد العسكري في لبنان والغارات الجوية الإسرائيلية ينعكسان على المشهد الإقليمي المعقد، ما يزيد من تعقيد جهود السلام ويؤكد على الحاجة الملحة لتدخل دولي فعّال لحل الأزمة.