أثار فيديو من مؤتمر صحفي لحزب AfD البديل من أجل ألمانيا في براندنبورغ، مخاوف العديد من ذوي الخلفيات المهاجرة، واللاجئين. وفي الوقت ذاته كان هناك تحركات في الشارع ضد الحزب، الذي بات يتمتع بشعبية هائلة، وخاصة بعد تحقيقه أكثر من 30% في الانتخابات المحلية لولايتي ساكسونيا وتورينغن. فما القصة؟ وما هي آخر نتائج الحزب في استطلاعات الرأي؟ وما هي أبرز ردّات الفعل حول الحزب وسياسته الإقصائية؟
حظر دخول اللاجئين للفعاليات العامة
الفيديو المنتشر يعود لـ28 من الشهر الماضي، أي بعد حادثة الطعن التي وقعت في مدينة زولينغن، وراح ضحيتها 3 أشخاص، وأصيب فيها ثمانية آخرين. وتظهر في الفيديو لينا كوتره النائبة عن حزب البديل في برلمان براندنبورغ، وهي تقدم ورقة مطالب استثنائية للبرلمان، والتي تضمن اقتراح فرض حظر على دخول طالبي اللجوء، واللاجئين المعترف بهم، واللاجئين الأوكرانيين إلى الفعاليات العامة.
وقالت كوتره “ما حدث في زولينغن قد يحدث هنا اليوم أو في أي مكان آخر غداً. نحن في مرحلة لم نعد قادرين فيها على السيطرة على الوضع”. وشملت مطالب الحزب للجلسة الاستثنائية التي عُقدت يوم الخميس في الثالث من أيلول/ سبتمبر، إنشاء شرطة حدودية لبراندنبورغ. كما طالب الحزب بأن يفقد طالبي اللجوء الذين يقومون “برحلات إلى بلدهم الأصلي” الحماية وأن يتم ترحيلهم “بشكل دائم” إلى وطنهم. بالإضافة إلى ذلك، حظر رفع أعلام قوس قزح على المباني العامة.
التنوع في خطر
وفي سياق الرد على تصريحات سياسيي حزب البديل هذه، قال سيباستيان فالتر من حزب اليسار يوم الثلاثاء الماضي. “الحقيقة هي أن حزب البديل من أجل ألمانيا AfD وتنظيم الدولة الإسلامية داعش هما في النهاية حلفاء في حربهما ضد الديمقراطية”. وأضاف أن حزب البديل يستخدم الهجمات مثل تلك التي وقعت في زلوينغن لتقسيم المجتمع. محذراً في سياق الجلسة الاستثنائية للبرلمان، من السياسة الرمزية قائلا “حتى لو قمت بنزع الأسلحة من المتطرفين، لا يمكنني منعهم من استخدام سكاكين المطبخ”
من جهته قال رئيس وزراء براندنبورغ، ديتمار فيدكه SPD، في مقابلة صباحية مع دويتشلاند فونك، إنه لا ينبغي أن تتحول النقاشات العامة إلى سباق لتبنى إجراءات راديكالية. بل يجب تطبيق صارم للقوانين المتعلقة بالترحيل. وأكد على ضرورة تطبيقها بجدية واستخلاص الدروس من الأحداث التي وقعت في الأشهر الأخيرة بحسب توصيفه.
ما هي نتائج آخر استطلاعات الرأي في براندنبورغ
في 22 أيلول/ سبتمبر، ستُجرى انتخابات جديدة لبرلمان ولاية براندنبورغ، وهي الثالثة ضمن انتخابات ولايات شرق ألمانيا للعام الحالي. ووفقاً لأحدث استطلاع رأي من قبل Infratest dimap بتكليف من مجلة Kontraste السياسية التابعة لـ ARD تصدر حزب البديل من أجل ألمانيا AfD النتائج قبل أسبوعين ونصف من الانتخابات المقررة. إذ حصل بقيادة مرشحه الرئيسي هانز كريستوف بيرندت، على 27% من الأصوات، متقدماً بشكل واضح على الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD بقيادة رئيس الوزراء في الولاية ديتمار فيدكه، الذي حصل على 23%.
وبحسب نتائج استطلاع الرأي، تراجع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي CDU، بقيادة مرشحه جان ريدمان، بنسبة نقطة مئوية ليصل إلى 18% ليحتل المركز الثالث. فيما احتل حزب تحالف سارا فاغنكنيشت المركز الرابع بنسبة 15%. أما حزب الخضر، فيواجه خطر العودة إلى البرلمان إذ حصل على 5% فقط وهو الحد الأدنى اللازم لدخول البرلمان.
أغلبية واضحة ضد مشاركة حزب البديل في الحكومة
وأظهر الاستطلاع أن 31% من المشاركين يوافقون على مشاركة حزب البديل من أجل ألمانيا في الحكومة، بينما يعارض 61% ذلك. أما بخصوص مشاركة حزب تحالف سارا فاغنكنيشت في الحكومة، فانقسمت آراء المشاركين في الاستطلاع بالتساوي.
وأشار الاستطلاع إلى أهم القضايا التي تشغل الناخبين المشاركين فيه. جاءت في مقدمتها الهجرة بنسبة 41%، يليها التعليم والمدارس بنسبة 26%. وحصلت مشكلات التنقل والمواصلات على 12% من اهتمامات المشاركين في الاستطلاع. في حين تعتبر الرعاية الصحية أولوية لـ11%. وحازت قضايا البيئة والمناخ على اهتمام 7%. وبأقل بدرجة مئوية جاء قضايا السكن والإيجارات في قائمة القضايا المهمة لـ6% من الناخبين المشاركين.