Photo: Martin Schutt/dpa
02/09/2024

ردود فعل الأحزاب على نتائج الانتخابات المخيبة للآمال في تورينغن وساكسونيا

اتجهت أنظار الجميع يوم أمس نحو الشرق، حيث أجريت الانتخابات المحلية في ولايتي تورنغن، وساكسونيا. ومع أن النتائج لم تكن بعيدة عن التوقعات، إلا أنها تركت صدمة لدى أنصار وأعضاء الأحزاب الديمقراطية، فيما كانت فرحة لليمينيين المتطرفين، الذين حققوا في كل ولاية أكثر من 30% من الأصوات. هذه النتائج وُصفت من قبل المستشار أولاف شولتز بأنها “مريرة”، فيما حُمّل هو وتحالفه الحاكم المسؤولية عن حصول البديل من أجل ألمانيا على هذه المكاسب.

يانس شبان من CDU: شولتس هو المسؤول

يرى السياسي من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، يانس شبان، أن النتائج الأولية لانتخابات البرلمانات الإقليمية في ساكسونيا وتورنغن تحمل رسالة واضحة إلى حكومة شولتس في برلين. وقال نائب رئيس الكتلة البرلماني لحزب CDU وCSU، على القناة الثانية “الناخبون أرادوا إرسال إشارة إلى تحالف إشارة المرور الحاكم بأن المستشار لم يعد موضع ثقة”.

SPD: هناك الكثير مما يجب فعله الآن

من جهتها قالت رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ساسكيا إيسكن في مقابلة مع MDR AKTUELL إن صورة الحكومة الاتحادية لم تقدم دعماً للأحزاب المحلية، مضيفة “علينا أن نعترف بذلك بصراحة. نحن غير راضين عن الصورة العامة، ليس فقط بسبب تناقص الدعم، ولكن أيضاً لأن صنع السياسات أصبح أصعب وتنفيذ القرارات الجيدة أصبح معقداً ويتعرض للتفكك”.

في السياق ذاته حذّر الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي كيفين كونرت شركاء الائتلاف الحاكم من التراجع عن أهدافهم الاتحادية، قائلاً في قناة ARD “سيكون من الضروري الآن لحزبنا أن يظهر بشكل أوضح ما يمكن تحقيقه فقط مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وأن لا نسمح للآخرين بالتلاعب بنا”، في إشارة إلى الحزب الديمقراطي الحر FDP. وأضاف أن حزمة المعاشات التقاعدية المتفق عليها يجب أن تُنفذ. وأعرب رئيسة الحزب ساسكيا إيسكن، في ليلة الانتخابات عن توقعها من المستشار أولاف شولتس أن يعزز مواقف الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الحكومة.

حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي : نحن الحصن

يرى الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي كارستن لينيمان أن نتائج حزبه في الانتخابات بولايتي تورنغن وساكسونيا تعتبر ناجحة. وقال في قناة ARD “نحن الحصن”. وأضاف أن أحزاب التحالف الثلاثي تمت معاقبتها، ونتائج حزب البديل من أجل ألمانيا تُشعره بالحزن. وأكد لينيمان أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي لن يتعاون مع حزب البديل، قائلاً “قلنا ذلك قبل الانتخابات وسيبقى الأمر كذلك”. وعن التحالفات الممكنة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي مع حزب سارا فاغنكنيشت قال إن ذلك سُيقرر في الولايات، من قبل المرشحين البارزين للحزب في الولايتين، كريتشمر وفوغت.

حزب سارا فاغنكنيشت: نريد المشاركة في الحكومة بدون حزب البديل

وبعد تحقيقه لنتائج قوية في أول انتخابات برلمانية محلية يخوضها، تطمح رئيسة حزب سارا فاغنكنيشت التي يحمل الحزب اسمها إلى مشاركة حزبها الجديد في الحكومة في ساكسونيا وقالت في قناة ARD “نأمل بشكل كبير أن نتمكن في النهاية من تشكيل حكومة جيدة مع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي”. ومن المحتمل أن يحتاج هذا التحالف إلى مشاركة الحزب الاشتراكي الديمقراطي لتحقيق الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة. وأضافت فاغنكنيشت أنه يمكن تشكيل ائتلاف مشابه في تورينغن مع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وربما أيضاً مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. مؤكدةً أن الناس يتطلعون بعد خمس سنوات من حكم الأقلية إلى أغلبية مستقرة تتصدى للمشاكل الملموسة. مثل النقص الهائل في عدد المدرسين. كما شددت على أن الناس يريدون حكومة ولاية تكون لها صوت على المستوى الاتحادي وتدافع عن “السلام والدبلوماسية” وضد نشر الصواريخ الأمريكية في ألمانيا. وأكدت فاغنكنيشت رفضها لأي تحالفات حكومية مع حزب البديل.

حزب البديل من أجل ألمانيا: لدينا تفويض حكومي

بدورها وصفت رئيسة حزب البديل من أجل ألمانيا أليس فايدل في مقابلة مع ARD النتائج بأنها نجاح تاريخي لحزبها. وقالت إن حزب البديل من أجل ألمانيا أصبح لأول مرة القوة الضاربة في ولاية اتحادية في تورينغن. وأضافت أن حزب البديل أيضاً عزز مواقعه في ساكسونيا. وتساءلت فايدل عما إذا كانت الأحزاب الثلاثة في التحالف الحاكم ستتمكن من مواصلة الحكم بعد أن عاقبها الناخبون.!

في السياق ذاته أعلن الرئيس المشترك لحزب البديل من أجل ألمانيا، تينو تشروبالا، عن حق حزب البديل في المشاركة بالحكومة بناءً على نتائج الانتخابات. وقال في مقابلة مع ZDF “إرادة الناخبين تتمثل بأن يكون هناك تغيير سياسي في ساكسونيا وتروينغن”. وأضاف أن حزب البديل لديه تفويض حكومي واضح في تورينغن. مؤكداً على استعداد الحزب للتفاوض مع جميع الأحزاب الأخرى. ومحذراً في الوقت ذاته الأحزاب الأخرى من استمرار ما يسمى الجدار الناري ضد حزب البديل.

حزب اليسار: “ليلة انتخابية مريرة”

أما حزب اليسار وعلى لسان رئيس الحزب، مارتن شيرديوان، وصف ليلة أمس بانها “ليلة انتخابية مريرة من نواح عديدة”. وأضاف في تصريحاته لقناة phoenix. “نحن نشهد لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية أن حزباً ذو طابع فاشيستي في جوهره يحصل على الأغلبية في ولاية اتحادية”. كما وصفت الرئيسة المشتركة للحزب، يانين فيسلر، نتائج حزب البديل بأنها “إشارة مقلقة”. وعبّرت فيسلر عن ارتياحها لانفصال حزب “سارا فاغنكنيشت عن حزب اليسار. معتبرة أن الانفصال كان جيداً وأن حزبها يمكنه الآن الخروج من مرحلة “الانشغال بالمشاكل الداخلية”.

حزب الخضر: نجاح حزب البديل يمثل منعطفاً

أعرب رئيس حزب الخضر، أوميد نوريبور، عن صدمته من نتائج الانتخابات في ساكسونيا وتورينغن. مؤكداً أن الوقت قد حان للدفاع عن الديمقراطية. وأشار إلى أن نجاح حزب البديل في تورينغن يمثل “منعطفاً ديمقراطياً”.

كما أعربت كاترين غورينغ-إيكاردت، نائبة رئيس البرلمان، عن صدمتها ووصفت النتائج بأنها :”منعطف ديمقراطي”. وأكدت أن حزب الخضر سيواصل الدفاع عن القيم الديمقراطية وأضافت أن النتائج هي “الفاتورة” للنازعات غير الضرورية.

الحزب الديمقراطي الحر FDP: انتكاسة ومُحفّز

وبعد النتائج المخيبة لحزب، عبر رئيس الحزب الديمقراطي الحر، كريستيان ليندنر، من خلال منشوره على موقع X، عن خيبة أمله من نتائج الانتخابات. لكنه أكد أن حزبه لن يتخلى عن الدفاع عن القيم الليبرالية. وأضاف “النتائج في ساكسونيا وتورينغن مؤلمة. لكن لا يجب أن تتسبب في خداعنا، لن نتخلى عن معركتنا من أجل القيم الليبرالية”. وأكد الأمين العام للحزب، بيجان جير ساراي، في مقر الحزب ببرلين أن الأداء السيء لحزبه في الانتخابات ليس سبباً للاستسلام. واصفاً الأمر بأنه “انتكاسة مؤقتة، وتحفيز في الوقت نفسه”. وأوضح رئيس الحزب، فولفغانغ كوبيكي، أن النتائج الانتخابية تُظهر أن تحالف إشارة المرور الحاكم في ألمانيا قد فقد شرعيته!

للاطلاع على نتائج الانتخابات وتحليلات النتائج يمكنكم زيارة الرابط التالي عن ساكسونيا، والرابط التالي عن تورنغن.