Photo : Pixabay
15/08/2024

الذكاء الاصطناعي يدخل المحاكم الألمانية لمعالجة طلبات اللجوء!

تعد قضايا اللجوء من القضايا التي تتطلب وقتاً طويلاً للحسم، ما يؤدي لتأخير كبير في إصدار القرارات النهائية. ولمواجهة هذه المشكلة، أطلقت المحكمة الإدارية في كارلسروه مشروعاً تجريبياً يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتسريع البت بالقرارات.

الذكاء الاصطناعي في خدمة العدالة

في إطار السعي لتسريع عمليات البت في قضايا اللجوء، زودت وزارة العدل بولاية بادن فورتمبيرغ قضاة المحكمة الإدارية في كارلسروه بأدوات تقنية حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي. كما أشارت وزيرة العدل، ماريون جينتجز، إلى أن هذه التقنية تحمل اسم “مساعد فحص ملفات اللجوء”، وهي تعمل على تحديد المعلومات الأساسية بالملفات بشكل آلي، وتقوم بوضع “ملصقات رقمية” على هذه المعلومات لتسهيل معالجتها.

كيفية عمل النظام

يعمل النظام الجديد على تحديد المعلومات المهمة بملفات اللجوء، على سبيل المثال: الأسباب المقدمة لطلب اللجوء والمعلومات الشخصية للمتقدمين. يتم تمييز هذه المعلومات بشكل رقمي ليسهل على القضاة الوصول إليها بسرعة. هذا التمييز الرقمي يساعد بتنظيم الملفات ويسهل على القضاة بدء العمل على القضايا دون الحاجة إلى فرز المعلومات بشكل يدوي، ما يسهم في تسريع الإجراءات.

تسريع الإجراءات القضائية

منذ يوليو الماضي، تعمل المحكمة الإدارية في كارلسروه على قضايا اللجوء المتعلقة بدول معينة تُعتبر آمنة أو دول ذات نسبة اعتراف منخفضة بقضايا اللجوء (أقل من 5%). ولتحقيق هذا الهدف، تم إنشاء تسع وظائف جديدة للقضاة وخمس وظائف جديدة للعاملين بخدمات الدعم. الهدف من هذه التغييرات هو ضمان معالجة القضايا بكفاءة عالية دون المساس بالمعايير القانونية.

التحديات المستقبلية والمعايير الزمنية

وفقاً للبيانات الأخيرة، تستغرق قضايا اللجوء وسطيًا 9.4 أشهر في الإجراءات الرئيسية، و1.9 شهر بالإجراءات المستعجلة. في هذا السياق، أكد المستشار الألماني، أولاف شولتس، ورؤساء الولايات الاتحادية على ضرورة تقليص مدة معالجة القضايا. كما تقرر أن يتم الانتهاء من قضايا اللجوء للأشخاص من دول ذات نسبة اعتراف منخفضة خلال ثلاثة أشهر كحد أقصى، بينما يجب أن تُغلق القضايا الأخرى في غضون ستة أشهر.

آفاق مستقبلية

يعتبر هذا المشروع التجريبي خطوة مهمة نحو تحسين كفاءة النظام القضائي في ألمانيا، خاصة فيما يتعلق بقضايا اللجوء. وإذا أثبت النظام فعاليته، فإنه قد يصبح جزءًا أساسيًا من عملية العدالة في المستقبل. ما سيساعد في تقليل الفترات الزمنية الطويلة التي يواجهها طالبو اللجوء حالياً.

المصدر