هزّت حادثة طعن رجل في رأسه مدينة Stade التاريخية في 22 مارس/ آذار الماضي. ما أدى إلى تصاعد التوترات والجرائم العشائرية في وضح النهار! ووفقاً لبحث أجرته NDR وتقرير مجلة ARD السياسية في ميونيخ (Bayerischer Rundfunk)، الحادثة التي بدأت كنزاع مروري انتهت بمأساة أودت بحياة خالد رشيد الزين، وهو فرد من عشيرة الزين المعروفة بالمدينة.
خلفية النزاع العشائري
تضم مدينة Stade العديد من العائلات الكبيرة ذات الجذور الأجنبية، والتي يتورط بعض أعضائها بأنشطة إجرامية. ووفقاً للخبير العشائري والمحقق السابق توماس غانز، هناك حوالي 350 شخصاً في Stade يمكن تصنيفهم ضمن العائلات ذات الهيكل الإجرامي. هذه العائلات ظهرت في مناطق جرائم مختلفة لسنوات عديدة، وغالباً ما تؤدي النزاعات بينها إلى تصاعد العنف.
تفاصيل حادثة الطعن
اندلعت اشتباكات بين عشيرتي الزين وميري. وبدأت الاشتباكات حوالي الساعة الـ 4 مساءً بهجوم من أفراد عشيرة الزين على متجر للشيشة يخص عشيرة ميري. خالد رشيد الزين، الذي قُتل لاحقاً، كان مشاركاً في هذا الهجوم. ورداً على ذلك هاجم أفراد عشيرة ميري منزل الزين، وخلال الشجار الذي أعقب ذلك طعن أحد أفراد عشيرة ميري الضحية خالد الزين في رأسه بسكين، ونقل هذا الأخير إلى مستشفى إلبه وتوفي متأثراً بجراحه في اليوم التالي.
تداعيات الطعن
تجمع العديد من أفراد العائلتين وأصدقاء الضحية أمام المستشفى، ما استدعى الشرطة لحماية المكان. حضرت العديد من الشخصيات الدينية وأقارب الضحية إلى Stade بمحاولة لتهدئة الوضع ومنع تصعيده. دفن خالد الزين في لبنان، موطن عائلته الأصلي.
أسباب النزاع
تشير التحقيقات إلى أن النزاع بين العشيرتين قد يكون ناتجاً عن المنافسة على مناطق النفوذ بالمدينة. عائلة الزين تدير مقهى شيشة وسط المدينة، ما يثير احتمال أن النزاع كان حول السيطرة على الأعمال التجارية في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، وقعت مشاجرات بين العائلتين في نوفمبر 2023 بمنطقة بوخهولز، ما زاد من تعقيد الصورة.
الجريمة المنظمة في Stade
شهدت ولاية ساكسونيا السفلى، بما في ذلك Stade، زيادة الجرائم المتعلقة بالعشائر. وأفادت التقارير أن العائلات الكبيرة متورطة بمجموعة متنوعة من الأنشطة الإجرامية، من تهريب المخدرات إلى العنف المنظم. وفي الواقع، كان خالد الزين نفسه حوكم بين 2010 و2013 بتهمة تهريب المخدرات، وتعرض أحد كبار المدعين العامين للتهديد خلال تلك المحاكمة.
تعريف “الجريمة العشائرية”
صنّفت “الجريمة العشائرية” في تقارير الحالة كفئة فرعية من “الجريمة المنظمة”. وتوضح نظرة على الجرائم المدرجة تحت اسم “الجرائم العشائرية” في تقارير الحالة الاتحادية والخاصة بالولايات، أن هذه الجرائم لا تقتصر على الجريمة المنظمة فقط، بل تشمل أيضاً الجرائم العامة مثل الأذى الجسدي، والمخالفات المرورية، أو مخالفات قانون الحماية من عدوى كورونا خلال فترة الجائحة.
وحادثة الطعن في Stade تعكس تصاعد النزاعات العشائرية وتداعياتها الدموية بالمدينة. لكنّ هذه الحوادث تسلط الضوء على التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجهها السلطات بالتعامل مع الجرائم المنظمة والنزاعات العشائرية، وضرورة إيجاد حلول فعالة لاحتواء هذه الصراعات ومنع تصاعدها مستقبلاً.
