Foto: Anas Khabir
01/07/2024

كيف يستغل “حزب البديل” البطولة الأوروبية لترويج الكراهية؟

غرفة صلاة للمسلمين في مهرجان المشجعين، فريق وطني ليس “ألمانيًا بما فيه الكفاية”! هكذا ينتشر التزييف العنصري والتحريض المعادي للمسلمين في جميع ساحات المشجعين خلال البطولة الأوروبية الجارية. وهذا جزء من الاستراتيجية التي ينتهجها حزب البديل واليمين المتطرف لحشد قطعانه!

حزب البديل والبطولة الأوروبية وسجادة الصلاة!

فمنذ بداية بطولة أوروبا، تم تداول مقاطع فيديو يظهر غرفة للصلاة عند منطقة المشجعين في برلين على منصات TikTok  وإكس وتيليغرام، ويمكنك رؤية سجادة صلاة وكرسي في الغرفة. وتشير هذه المقاطع إلى أن الغرفة تم إعدادها خصيصًا وحصريًا للمسلمين. ثم تشتعل الكراهية المركزة تجاه أتباع الديانة الإسلامية في التعليقات.

ولكن ما ذكر في هذه المنشورات والفيديوهات ليس صحيحًا. نعم هناك غرفة للصلاة، ولكنها مفتوحة لجميع الأديان. وقال مدير الاستدامة في مشروع ثقافة برلين، لوكاس بلاس: “لقد أنشأنا غرفة الصلاة هذه بحيث يكون لدى الشخص مكان يلجأ إليه عندما يريد الصلاة. والمقصود منها أن تكون مشتركة ومفتوحة لكل الناس من جميع الأديان”.

فيديو آخر يقول فيه ناشره: “على الرغم من وجود مثل هذه الغرف للصلاة، إلا أنه لا توجد غرف خلوة أخرى للأمهات المرضعات على سبيل المثال”! لكن بلاس دحض هذا الادعاء قائلاً: “بالإضافة إلى غرفة الصلاة، لدينا أيضًا غرف استرخاء – على سبيل المثال للأمهات المرضعات، ولكبار السن، وللأشخاص الذين يبحثون عن الحماية من الشمس، لقد أردنا إنشاء مكان في منطقة المعجبين حتى يشعر الجميع بالراحة”.

وما قصة السجادة في غرفة الصلاة؟ أوضح بلاس: “السبب في ذلك هو أن المسلمين يحتاجون بوضوح إلى السجادة، وأنها لن تمر عبر نقاط مراقبة الدخول. ولهذا السبب هي موجودة”.

الأعلام الوطنية ليست محظورة

كذبة أخرى يروجونها، هي أن الأعلام الألمانية غير مرغوب فيها بل ومحظورة! كما نشر ساسة من حزب البديل مقاطع فيديو يقولون ذلك. وكدليل على صدقهم، يستخدمون صور المشجعين الألمان دون الأعلام الألمانية أثناء مشاهدة مباريات البطولة. نعم الصور حقيقية، لكنها مبتورة وتظهر في سياق ملفق. عندما يشاهد المشجعون المباراة، عادةً ما لا ترفع الأعلام حتى لا تعيق الرؤية. ولكن عندما يسجل هدف، يرجع هؤلاء الأعلام ويلوحون بها، ويمكن رؤية ذلك في جميع الصور الأخرى.

كما لا يسمح بإحضار الأعلام واللافتات العلقة على العصي، لأن هذه العصي ممكن أن تستخدم كأسلحة داخل الملعب. وأوضح بلاس أن الأمر برمته: “خدعة قديمة. فجميع أعلام الدول المشاركة مسموحة هنا. والأعلام الألمانية بالطبع مرحب بها ومسموح بها أيضًا”.

هذه رواية الدوائر اليمينية المتطرفة، وتهدف لإخفاء مشكلة بالنسبة لليمين المتطرف: لقد كانوا يحرضون ضد الهجرة والتنوع لسنوات. ولكن الآن يدعم قطاع واسع من المجتمع الألماني فريقهم الوطني المتنوع للغاية. عالم الاجتماع روبرت كلوز قال: “المتطرفون اليمينيون يواجهون مشاكل حقيقية بالارتباط بالمنتخب الوطني الحالي”، بسبب تنوعه.

إزالة أو مخالفة وغرامة!

وهناك أيضًا إدعاءات كاذبة أخرى تتعلق أيضًا بالعلم الألماني: حيث يُزعم بشكل متكرر أنه يجب التخلص من الراية فورًا بعد بطولة أوروبا. وإلا ستكون هناك عقوبات وغرامة! وهذا غير صحيح، وخارج الأحداث الكبرى مثل بطولة كرة القدم الأوروبية، يُحظر استخدام علم الخدمة الاتحادي الذي يحتوي على شعار النسر. فهو مخصص للسلطات الألمانية الرسمية. أما الأعلام الألمانية التي لا تحمل الشعار فليست محظورة ولا يلزم إنزالها.

ويوضح كلاوس أن “الجهات اليمينية المتطرفة تنشر عمدا أخبارا كاذبة لتشويه سمعة التنوع. وينصب تركيزهم الأيديولوجي على أمة بيضاء وعرقية، تستبعد منها الهويات والمجموعات الأخرى. ومن خلال نشر تقارير كاذبة، يأمل هؤلاء بالوصول إلى حشود أكبر، وتصعيد الصراعات الاجتماعية ضد التنوع والهجرة”.

العنصرية ومعاداة المسلمين تحركها الأحداث!

وبالإضافة إلى الأخبار الكاذبة الكلاسيكية، أصبح المنتخب الألماني محور العديد من المناقشات ونظريات المؤامرة. السياسي من حزب البديل، ماكسيميليان كراه، قال في مقطع مصور على تطبيق تيك توك: “هذا الفريق ليس منتخبًا وطنيًا”! سيكون الأمر أشبه بـ “قوة مرتزقة صحيحة سياسيًا، فريق قوس قزح، فريق الفخر”. في العديد من المنشورات، يؤكد المستخدمون المتطرفون أنهم سيقاطعون بطولة أوروبا لأن المنتخب الوطني متنوع للغاية.

استمرار الإثارة حول روديغر

هناك إثارة مستمرة بشأن اللاعب أنطونيو روديغر. ويواجه المدافع المركزي مرارا اتهامات بالإسلاموية على شبكات التواصل الاجتماعي. وقد أثار هذه الاتهامات، من بين أمور أخرى، منشور لروديغر على موقع إنستغرام بداية شهر رمضان هذا العام، حيث رفع إصبع السبابة “إصبع التوحيد هو لفتة دينية وجزء من الصلاة”. ومع ذلك، فإن الجهاديين، وخاصة أنصار ما يسمى بتنظيم داعش استخدموا هذه الإيماءة كرمز لتحديد هويتهم بالماضي.

يمكن أيضًا رؤية روديغر في صورة رسمية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم مع رفع إصبع السبابة – تمامًا مثل اللاعبين الوطنيين الآخرين. وفي هذه الحالة ليست علامة دينية. وقال روديغر: “تم التقاط الصورة كجزء من جلسة التصوير الرسمية لبطولة كأس الأمم الأوروبية. كما قام عشرات اللاعبين الآخرين من جميع أنواع الفرق الأوروبية بهذه الوضعية. هناك أكثر من 50 صورة للاعبين، وذلك أيضًا لأن مصور الاتحاد الأوروبي لكرة القدم طلب ذلك بالضبط”.

وقال اتحاد الكرة تعليقًا على الصورة: “الرمز الذي يظهر في الصور – مثل العديد من الرموز الأخرى التي ظهرت خلال جلسات التصوير – هو وقفة احتفالية نموذجية – ونظرًا لأهداف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم – يجب ألا يرتبط بآثار دينية أو سياسية”. من المنتخب الألماني، على سبيل المثال، تم تصوير مارك أندريه تير شتيجن وكريس فوهريش وماكسيميليان ميتلشتات من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بنفس لقطة روديغر.

اللاعب الوطني أنطونيو روديجر!

بعد الفوز على الدنمارك في دور الـ16، ظهرت مرة أخرى موجة من الكراهية ضد روديغر عبر الإنترنت. على خلفية تصريحه في مقابلة بعد المباراة: “ما يمكننا انتقاده هو أننا لم نقضي عليهم (يقصد منتخب الدنمارك) مسبقًا”. ثم أضاف: “لقد أهدرنا الكثير من الفرص”.

قد تكون العبارة مزعجة، لكنها عبارة شائعة في مبارايات كرة القدم. ربما من الأفضل القول “توجيه الضربة القاضية مبكرًا” للفريق الآخر. كما أن روديغر ليس أول لاعب ألماني يستخدم هذا التعبير في مقابلة صحفية عقب مباراة. لكن في حالته، يتصيد هؤلاء كلامه وينشرونه على الشبكات الاجتماعية لاتهامه مرة أخرى بأفكار إسلامية وأفكار حقيقية للقتل!