Photo: Canva Pro
25/06/2024

تجربة العمل لأربعة أيام أسبوعيًا في 45 شركة ألمانية!

شركة لتنظيف السجاد، شركة للبناء، ووكالة سفر – هذه بعض الشركات الـ 45 التي تشارك في أكبر دراسة وطنية حتى الآن حول أسبوع العمل من أربعة أيام. ومع ذلك، “أربعة أيام” تعتبر فقط عنوان عمل مؤقت. فكيف تختار الشركات تقليص ساعات العمل. هناك من يتبع النموذج التقليد: يوم الجمعة عطلة للجميع. وهناك شركات تجعل موظفيها يعملون لخمسة أيام وتمنحهم إجازة كاملة كل خمسة أسابيع، أو تقلل من ساعات العمل اليومية. فكيف جرت الأمور خلال الأشهر الماضية؟ 

كيف جرت الأمور في وكالة للسفر 

في شركة Kootstra Schiffsreisen بمدينة مونستر، تملأ خطة العمل الملونة جدار المكتب منذ شباط/ فبراير. لقد قسّمت الشركة موظفيها إلى مجموعتين: نصفهم يأخذ يوم الاثنين والجمعة عطلة. منذ ذلك الحين، أصبح المكتب فارغاً بشكل ملحوظ. وكان عليهم تقليص ساعات الاستشارة الهاتفية لكي يكونوا أكثر إنتاجية. 

“شعر كل شخص بالفرح، وكذلك بضغط العمل”، يقول المدير التنفيذي يوليوس غرالر في الشهر الخامس من المشروع. كان مقتنعاً منذ البداية بأن يقلص ساعات العمل الأسبوعية وأراد تجربتها في شركته. تنظم الشركة رحلات بحرية ورحلات بالدراجة، خاصة في هولندا. الآن، قبل عطلة الصيف، هم في مرحلة حاسمة. ثم جاءت فيضانات نهر الدانوب، التي أثرت على العديد من رحلاتهم. لذا، لم يكن أسبوع العمل المكون من 4 أيام إيجابياً دائماً. يقول غرالر: “لقد أدى ذلك إلى توتر لدى الموظفين بسبب العمل الذي تراكم نتيجة يوم العطلة الإضافي”.

ردود الفعل إيجابية من العملاء والموظفين

على الرغم من ذلك، كانت إجابة المدير التنفيذي واضحة بشكل لا لبس فيه: “يمكننا أن نرى بالفعل أن الناس يشعرون بالراحة أكثر قليلاً، وأنهم ليس لديهم مشاكل تحدث لهم عند انجاز عملهم في الوقت المخصص”. لم يعد الموظفون يقومون بساعات إضافية، وظلت الإنتاجية كما هي، وكان ردود فعل العملاء أيضاً إيجابية. 

يقول غرالر إن 80% من الموظفين يرون أن المشروع ناجح، وعلى الرغم من أنه يتطلب مجهوداً إضافياً منه كرئيس للشركة في الشؤون التنظيمية، فإنه ينوي مواصلة أسبوع العمل من أربعة أيام بعد انتهاء المشروع.

العمال يطمحون لساعات عمل أكثر مرونة

تقوم جوليا باكمان من جامعة مونستر بتحليل بيانات الدراسة، وتجري هي وزملاؤها مناقشات دورية في الشركات. بالإضافة إلى ذلك، يرتدون ساعات رياضية تقيس نبضاتهم وجودة نومهم على سبيل المثال. الأمور لا تسير بسلاسة في كل مكان كما هي الحال في Kootstra Schiffsreisen بمونستر، تقول باكمان: “هذا ما يمكن قوله، حتى لو لم يتم تحليل البيانات رسمياً بعد”.

وتضيف: “نحن نهتم بشكل خاص بوجهة نظر الموظفين”، وتشير إلى أن العديد منهم يرى أن أسبوع العمل من أربعة أيام إيجابي، ولكن هناك بعض العمال متشكك. على سبيل المثال، في حال تم العمل لساعة إضافية كل يوم للحصول على يوم العطلة، فقد يجد بعضهم ذلك مُرهقاً بناءً على القطاع الذي يعملون فيه. واستنتجت الباحثة باكمان أن العديد من العمال يرغبون في جعل ساعات عملهم أكثر مرونة، ولكن ليس بالضرورة بتوزيعها على أربعة أيام. 

فرصة لمواجهة نقص العمال المهرة

فيما يتعلق بالشركات، أفادت باكمان بأنها لاحظت أن الوقت الذي أُنفق للعمل الأقل لم يتم الالتزام به دائماً وأن التحول كان صعباً على بعض الشركات، حسب القطاع، وحجم الشركة، أو ثقافة عمل الشركة. ومع ذلك، فقد تبين أيضاً وجود ميزة كبيرة: “عندما أعلنت الشركات عن ذلك كجزء من طبيعة الوظيفة، زاد عدد طلبات التوظيف بشكل ملحوظ، وبنفس السوية من المهارات”.

وهذا بحسب باكمان “فرصة واضحة، حيث دفع نقص الكفاءات العديد من الشركات إلى المشاركة بالدراسة”. باكمان بدورها متفائلة بحذر، إذ أن أسبوع العمل المكون من أربعة أيام ليس مناسباً لكل شركة، لكن قد يكون مفيدًا جدًا لبعضها. ومن المتوقع أن تقيم نتائج الدراسة بشكل نهائي في الخريف.