Photo: canva Pro
22/05/2024

موقع شبيغل يسأل: ماذا يعني أن تكون ألمانياً؟

تحتفل ألمانيا يوم غد بالذكرى الـ 75 لصدور الدستور الألماني. إذ صدر القانون الأساسي للبلاد في 23 أيار/ مايو 1949. ودخل حيز التنفيذ في اليوم التالي. وبهذه المناسبة أجرى موقع Spiegel online استطلاعاً للرأي تحت عنوان “من نحن الألمان؟”. طارحاً سؤال “ماذا يعني أن تكون ألمانياً؟” اليوم. على شخصيات مشهورة، بعضها من أصول من مهاجرة!

غوندوغان ماذا يعني أن تكون ألمانياً؟

إيلكاي غوندغان، من مواليد 1990، وهو لاعب وسط في نادي برشلونة الإسباني، وقائد المنتخب الألماني منذ عام 2023. يقول غوندوغان “ألمانيا بالنسبة لي متعددة الثقافات، وهذا شيء جيد. لأن هذا التنوع يثري بلدنا، تماماً مثل منتخباتنا الوطنية”. وأضاف غوندوغان ذو الأصول التركية: “ألمانيا هي بلد يحاكم نفسه كثيراً، وفي بعض الأحيان ينتقد نفسه بشدة، ولكن من خلال هذا النقد المستمر تستطيع أن تكون دائماً متقدمة وحديثة”. وفي إشارة إلى استقبال ألمانيا للعمال الضيوف بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ليسهموا بإعادة بناء البلد قال لاعب نادي برشلونة: “أنا ممتن جداً لهذا البلد؛ لأنه استقبل جدي كعامل ضيف، لذا نشأت أنا فيه في التسعينيات، وحصلت على كل الفرص سواء في كرة القدم أوفي التعليم”.

ماسالا: ألمانيا الحديثة هي التي تدرك أن تنوعها قوتها

كارلو ماسالا، من مواليد 1968، هو أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة القوات المسلحة الألمانية في ميونيخ. نشأ ماسالا كإيطالي في ألمانيا. عانى ماسالا بحسب موقع ويكيبيديا في طفولته وشبابه من الإقصاء العنصري. يقول ماسالا في رده على سؤال موقع شبيغل: “ألمانيا الحديثة بالنسبة لي هي التي تدرك أن تنوعها هو مصدر قوتها، وتفتخر بذلك”. ويضيف ماسالا الذي يتحدث الألمانية والإيطالية بطلاقة: “ألمانيا الحديثة هي التي توفر وعوداً بالترقية الاجتماعية للأشخاص بغض النظر عن أصلهم أو دينهم أو لون بشرتهم أو توجههم الجنسي”. ويؤكد ماسالا الذي وُلد لأب إيطالي وأم نمساوية بأن: “ألمانيا الحديثة تفتخر بكونها ديمقراطية مستقرة وتدرك قيمة هذا النظام الأساسي رغم كل نقاط ضعفه”.

مارينيتش: يجب التركيز على الإنجازات بدلاً من المشاكل!

ياغودا مارينيتش، من مواليد 1977، وهي كاتبة ومقدمة بودكاست، ومؤلفة كتاب “صُنع في ألمانيا”. مارينيتش من أصل كراوتي، جاء والداها إلى ألمانيا كعامل ضيف مما كان يُعرف آنذاك بـ يوغوسلافيا. لها عدة مجموعات قصصية وروايات. تقول في ردها على سؤال موقع شبيغل: “أرغب أن نركّز في موضوع الهجرة على الإنجازات بدلاً من المشاكل. ويجب أن نكون فخورين بما حققناه معاً. ليس فقط من خلال الخطابات، بل من خلال الواقع الذي نعيشه”. وأضافت: “ألمانيا وحدها قادرة على تحقيق الاستدامة، وفي حال نجحنا، فسيتم تسخير إمكانات الجميع ومواهبهم لرفع مستوى الناس الذين يعيشون في هذا البلد” موضحة “هناك الكثير مما يمكننا أن نفخر به”!

بيكمان: نحن الألمان رومانسيون!

راينهولد بيكمان، من مواليد 1956، هو صحفي تلفزيوني ومعلق رياضي على مباريات كرة القدم في قناة ARD. يقول بيكمان: “نحن الألمان رومانسيون، وذوو طبيعة ثنائية القطب، إما مبتهجون إلى عنان السماء، أو محبطون حتى الموت. وفي اللحظة الراهنة يسود الشعور باليأس”. ومع ذلك يرى بيكمان: “يمكننا أن نكون فخورين بأننا تمكّنا من تحويل الأنقاض التي تسببنا فيها بأنفسنا إلى ديمقراطية قوية ومنفتحة على العالم، وأصبحنا جيراناً جيدين”. ويؤكد بيكمان أن “هويتنا يجب أن نستمدها من هذا الإنجاز، وليس من خلال التشكيك في ذلك بطريقة شعبوية ومتشائمة من المستقبل”. وذلك بحسب بيكمان من خلال ” الحفاظ على الديمقراطية التي هي سبب رفاهيتنا الفردية والمشتركة”. ويطلب بيكمان “التقليل من التفكير الفئوي والحملات الانتخابية المستمرة، وبدلاً من ذلك التركيز على العمل المشترك”!

تيكيل: ألمانيا فتحت لنا عالماً جديداً تماماً

دوزن تيكيل، من مواليد 1978، هي عالمة سياسية وكاتبة، ومؤسسة مبادرة تعليمية اسمها “الحلم الألماني”. تجيب تيكيل على سؤال شبيغل أون لاين: “لم أفهم أبداً لماذا لا يمكن للمرء أن يحب هذا البلد. كان والدي يقول دائماً أن أطفاله لديهم أب آخر بجانبه وهو الدستور الألماني”. وتضيف تيكيل التي قدمت عائلتها من جنوب شرق تركيا: “هناك لم يكن الأمر آمناً للإيزيديين. عندما جاء والدي ووالدتي إلى ألمانيا في بداية السبعينيات، فتحت لهم ألمانيا عالماً جديداً تماماً”. وترى تيكيل “هذا الامتنان هو أساس هويتي الألمانية، التي يفتقر إليها الجيل الجديد. الهوية والاندماج لا تعني فقط شعور الانتماء، ولكن أيضاً ضمان استمرار الدولة”.