Photo: Khalid Al Aboud/Amal Berlin
20/05/2024

مهرجان الفن والثقافة الكردية ببرلين جسور متبادلة مع الثقافات الأخرى

موسيقا، وملابس تراثية بألوان زاهية، وندوات ثقافية، ورسوم كاريكاتورية، أرد من خلالها القائمون على مهرجان الفن والثقافة الكردية، بناء جسور بينهم وبين الثقافات الأخرى. نسخة هذا العام حملت عنوان “من وجهات نظر أخرى”. انطلقت في الـ17 من هذا الشهر وعلى مدى أربعة أيام. كانت مليئة بالنقاشات، والحوارات، والرقصات والموسيقا الكردية العذبة..

مهرجان الفن والثقافة الكردية

أراد القائمون على هذا المهرجان وهم مركز ميتاني الثقافي الفني، “معرفة وجهة نظر الآخرين بالفن والثقافة الكردية”. ولم يقتصر ضيوف المهرجان بحسب يوسف عيسى رئيس المركز “على الضيوف الكرد، بل كان كان هناك ضيوف غير كرد، لديهم انتاجات فنية وثقافية تخص الكرد”. بالإضافة إلى ذلك “كان هناك فعاليات منوعة للأطفال، وورشات عمل تخص الرقص الكردي الفلكلوري والوسم المعروف لدى الكُرد بـ (دق)”.

لذا كان المهرجان بحسب عيسى “مساحة للتلاقي والتعارف والحوار بين الكُرد أنفسهم وكل محبي الفن والثقافة الكردي من مختلف شعوب العالم سواء ممن يقيمون في برلين وألمانيا أو خارجها”.

مهرجان الفن والثقافة الكردية

من أجواء المهرجان

المكتبة جزء من المهرجان

من ضمن أجنحة المهرجان الذي أقيم في “Ulme35“، كانت المكتبة، والتي حوت الكثير من العنوان المتنوعة، سواء الأدبية، أو الفنية، أو التاريخية. ومن الحضور التقينا هيثم الحسين، وهو روائي سوري كردي يقيم في بريطانيا. يشارك الحسين في المهرجان من خلال (منشورات رامينا)، التي رعت نشاطاً خاصاً بالترجمة من العربية إلى الكردية وبالعكس. فلدى منشورات رامينا بحسب الحسين “سلسلة من الشعر المُترجم للغة الكردية، ونشرنا حتى الآن عدة دواوين شعرية مترجمة من اللغة العربية بهدف إغناء المكتبة الكردية بالإبداعات العالمية ومن الإبداعات العربية”. ولأول مرّة تتم دعوة شاعر سعودي تُرجم ديوانه للكردية، وهناك أيضاً الشاعر السوري فواز القادري.

ويقول الحسين عن أهمية هذا النشاط، إنه يستمدها من “تعزير التواصل بين الثقافتين العربية والكردية، فنحن أبناء الثقافتين معاً، وكلا اللغتين تتعايشان في داخلنا لذلك كمنشورات رامينا يهمنا تعزيز هذه الروابط، والاشتغال على هذه المشتركات”. ويؤكد الحسين على أن مجال عمال منشورات رامينا هو العمل على النقاط والمساحات المشتركة “فنقاط الخلاف التي يخترعها البعض كثيرة”.

وأوضح الحسين أن أهمية مهرجان الفن والثقافة الكردية، يستمدها من وجوده في برلين، والتي تعتبر من كبريات العواصم العالمية. وكذلك وجود جاليتين كردية وعربية كبيرة فيها. وبرلين بحكم تعددها وتنوعها وعراقتها وثقافاتها، تحتضن هذه الثقافة. وتؤكد أننا نستطيع العيش معاً من دون أية إشكالات، طالما مدينة كبرلين ممكن تحتوينا، فيمكن أن  تحتوينا دمشق أيضاً. ويدعو الحسين إلى تعميم نموذج هذا المهرجان بعواصم أوروبية وعالمية أخرى. لوجود جاليات كردية، وكذلك جاليات عربية مرادفة ومعززة. فالمهرجان ناجح أثبت وجوده، وهو المهرجان الكردي الوحيد في أوروبا بهذا التنظيم.

علاوة على ذلك، يرى الحسين أن أهمية مثل هذه المهرجان تبرز من عدة جوانب: “الأول أنها تبقيك على تواصل مع ذاتك وحقيقتك وتاريخك. ومع أبناء بلدك ومع الجاليات” والجانب الآخر “أنها تكوّن نافذة للجيل الجديد والمجتمعات المضيفة لتتعرف عليك وعلى ثقافتك وهو طريق ذو اتجاهين”.

مهرجان الفن والثقافة الكردية

جانب من المكتبة

ألوان زاهية زينت جدران قاعات أولمه 35

ما أن تدلف إلى القاعة الوسطى لفيلا أولمه، تجد نفسك وقعت في سلة من الألوان الزاهية. التي طغت على الأثواب الفلكلورية الكردية، والشالات، المرصعة بالورود والأزهار التي تعكس طبيعة البلاد. جوان محمد السعيد كردي سوري من القامشلي، هو خيّاط متخصص في الملابس الفلكلورية الكردية. ويقيم في مدينة هانوفر. أخبرنا عن مشاركته بالمهرجان وهي “تقديمه للأزياء الكردية، ليتعرف العالم على هذا الزي، الذي نفتخر به”.

وبحسب السعيد  الزي الكردي يلقى رواجاً ليس فقط لدى الجالية الكردي، بل أيضاً بين الألمان والعرب أيضاً. وعن شعور لحظة عمله على قطعة تراثية يقول السعيد الذي انتقل من الرسم إلى الخياطة: “أتفنن في الخياطة. وعندما أعمل على قطعة أشعر كأنني أرسم لوحة. وأشعر أنني أعطيها من روحي أيضاً. وأقوم برسم ما أشعر به على الأزياء”. كما يرى السعيد أن يميز الزي الكردي هو “الأردان، والألوان، والزخارف، ونوعية القماش، فالألوان كلها من الطبيعة”.

مهرجان الفن والثقافة الكردية

شالات تراثية كردية

التمويل أكبر الصعوبات

كأي مشروع ثقافي أو فني، سعى القائمون على المهرجان لتأمين تمويل خاص بهم من خلال “التبرعات التي حصل عليها ميتاني- مركز الفن والثقافة” بحسب يوسف عيسى مدير المركز. فالمهرجان “ممول بشكل كامل من تبرعات محبي الفن والثقافة الكردية سواء من الكرد أو غيرهم المقيمين في ألمانيا وخارجها”. وهذا بحسب العيسى أسهم “باستقلالية المهرجان وعدم ارتباطه بأي جهة حزبية أو سياسية كردية أو غيرها”. وأضاف العيسى: “سنسعى في السنوات القادمة للحصول على تمويل من الصندوق المخصص للفعاليات الثقافية في حكومة ولاية برلين، ومن المؤسسات الحكومية وغير الحكومية المعنية بدعم المشاريع الفنية والثقافية”.

مجموعة صور من المهرجان 

3
مهرجان الفن والثقافة الكردية
مهرجان الفن والثقافة الكردية
4
5
6
2