يُشكّل التعليم والتدريب المهني في برلين جزءاً أساسياً من ثقافة المدينة وتنميتها الاقتصادية. فهي تضم عدداُ لا يُستهان به من المعاهد والجامعات والمراكز التدريبية المعترف بها عالمياً. وتُعتبر مركزاً هاماً للتدريب المهني والتوظيف. حيث يوجد العديد من المراكز التي توفر برامج تدريبية مختلفة في عدة مجالات. مثل الصناعة والتصنيع والسياحة والضيافة والتكنولوجيا والتسويق والتجارة والخدمات اللوجستية وغيرها. وكل ذلك، من أجل الطلاب الذين يرغبون بتحسين مهاراتهم والحصول على خبرة عملية في مختلف المجالات، وتحسين فرصهم مستقبلاً في سوق العمل.
لكن الأمر لا يبدو بهذه السهولة عند بعض العائلات القادمة إلى ألمانيا مؤخراً، والتي لا تزال بحاجة لمن يوضّح لها الفرق بين الدراسة والتدريب المهني Ausbildung، ودراسة BBR، من أجل مساعدة أبنائهم في تحديد هدفهم الدراسي الصحيح مستقبلاً.
تنوّع المتطلبات الأكاديمية مع كل شهادة مدرسية
ناديا فويجت
المتحدثة باسم وكالة التوظيف في برلين ميتيه، ناديا فويجت، وزميلتها مديرة فريق الاستشارات المهنية لما قبل الحياة العملية (BBvE.) جوديث فيول قالتا إن مؤهل التدريب المهني (BBR) هو أول شهادة مدرسية يمكن للطالب الحصول عليها. وهي تتوافق مع شهادة التخرج من المدرسة الثانوية البسيطة في الولايات الاتحادية الأخرى. وبالإضافة إلى BBR، هناك أيضاً مؤهل التدريب المهني الموسع (eBBR، أي ما يعادل eHSA)، وشهادة المدرسة المتوسطة (MSA، أي ما يعادل مؤهل المدرسة الثانوية)، ومؤهل الالتحاق بالكلية التقنية (FHR، أي ما يعادل شهادة التقنية). ومؤهل الالتحاق بالجامعة العامة (Abitur العام). تتضمن كل شهادة مدرسية زيادة بالمتطلبات الأكاديمية، فاعتماداً على ظروفهم الفكرية والشخصية، يحصل الطلاب على مؤهلات مدرسية مختلفة.
ماذا يمكنني أن أفعل بـ BBR؟
تجيب جوديث فيول: “مع BBR، يمكنك إجراء تدريب مهني مزدوج (التعلم في الشركة وبالمدرسة المهنية) أو تدريب مدرسي (التعلم في المدرسة الثانوية/ المدرسة). هناك أكثر من 400 مهنة تدريبية، واعتماداً على اهتماماتك يمكنك الاختيار. كلما ارتفعت شهادة التخرج من المدرسة، كلما كان التدريب الذي يمكنك القيام به أكثر تطلباً. بمجرد الانتهاء من التدريب المهني، تصبح عاملاً ماهراً ويتم الدفع لك وفقاً لذلك. واعتماداً على اهتمامك والتزامك بالعمل، يمكنك مواصلة تدريبك وبناء مستقبل مهني في الشركة”.
أيهما أفضل: التدريب المهني أم الاستمرار بالدراسة؟
تقول فيول: “هذا يعتمد على مهارات الشباب واهتماماتهم الخاصة، فمنهم من يستمتع بالذهاب إلى المدرسة ويتعلم بشكل جيد وسهل. بحيث يمكن أن يؤدي المزيد من الالتحاق بالمدارس إلى الحصول على مؤهل دراسي أعلى والمزيد من الفرص في سوق العمل. إلا أنه يوجد بالمقابل بعض الشباب ممن يجدون صعوبة بالغة في التعلم. فهم يفضّلون الانخراط عملياً بالأنشطة التي يمكنهم من خلالها تطبيق وتوسيع المعرفة التي تعلّموها بالفعل. دون الجلوس في المدرسة طوال اليوم. سيكون التدريب المهني منطقياً هنا، حيث يمكنك بعد ذلك اكتساب المعرفة العملية على الفور”.
وتتابع: “في بعض الأحيان يدرك الشباب أثناء التدريب أو بعده أنهم يريدون تعلم المزيد، على سبيل المثال: لإكمال دورة تدريبية أو دراسة أخرى. وهذا الاحتمال موجود أيضاً، بحيث يمكّنهم بعد ذلك من الحصول على مؤهلات الدراسة العليا في مراكز المدارس الثانوية”.
الكثير من الخيارات المتاحة تبعاً لكل مؤهل
تعطي جوديث فيول أملاً لكل من أراد متابعة دراسته الأكاديمية بعد الحصول على شهادة MSA أو شهادة Ausbildung، فتقول: “إذا كان الشباب مهتمين بالدراسة، فيجب عليهم الحصول على مؤهل الالتحاق بالكلية التقنية أو مؤهل الالتحاق بالجامعة العامة، لأن ذلك يتيح لهم التقدم إلى كلية/ جامعة للدورة الدراسية المطلوبة. هناك حوالي 22 ألف من البرامج الدراسية المختلفة، ويتعين على الطالب دوماً تحقيق متوسط درجات معين (NC = Numerus Clausus) حتى يتم قبوله في الدورة الدراسية المطلوبة”.
استشارات مجانية ودعم دائم لجميع الطلاب
بالنهاية، تنصح فيول بأن يدعم الأهل أطفالهم في تعلّمهم، سواء داخل المدرسة، أو في خلق أجواء مناسبة للواجبات المنزلية والتعلم داخل المنزل. وذلك من أجل أن يتمكنوا من تحقيق أفضل مؤهل دراسي ممكن.
كما توصي دائماً بطلب المشورة من الخبرات المهنية قبل بدء حياة الطالب المهنية. إذ يناقش المستشارون رغباتهم وخياراتهم مع الشباب، ويتم إجراء العديد من الاختبارات لهم في حال لم يكونوا متأكدين بعد من الطريق الذي سيأخذهم إلى حياتهم المهنية.
بالنسبة للشباب الذين ما زالوا يذهبون إلى المدرسة، تقدم المشورة لهم من قبل مستشارهم المهني بالمدرسة. أما الشباب الذين لم يعودوا يذهبون إلى المدرسة. فبإمكانهم الذهاب إلى مكتب الاستشارة المهنية في وكالة توظيف الشباب المحلية للحصول على مشورة مجانية في كثير من الأحيان وللمدة التي يحتاجون.
يمكنهم ببساطة زيارة وكالة العمل الاتحادية مع أو بدون موعد خلال ساعات العمل..
- إعداد وتقرير: خلود فاخرة
