Foto: Kholoud Fakhra
16/02/2024

الشباب المسلم في ألمانيا والحفاظ على هويتهم الدينية!

تختلف أساليب الشباب المسلم في ألمانيا للحصول على المعرفة اللازمة بالثقافة الدينية، فمنهم من يحصل عليها من خلال الأهل أو المدرسة. ومنهم من يعتمد على الإنترنيت أو ما يتم تداوله في محيطهم الاجتماعي. لكن معظمهم يلجؤون إلى المساجد المتوفرة بكثرة في المانيا، والتي تسعى من خلال رجالها المختصون إلى إنشاء جيل مثقف واعٍ. بعيداً كل البعد عن أي تصرفات همجية يتّهمه البعض بها، وعن نهج أي مواقف تتّسم بالتطرف كما يدّعون!

متابعة تلقي الدروس الدينية.. أمر أساسي!

عبدالرحمن، طالب ألماني من أصول عربية، ولد في برلين ويتابع تعليمه في الثانوية العامة، يقول: “أذهب إلى المسجد مرتين في الإسبوع. أتلقى دروساً في الفقه وتفسير القرآن. وللاستفادة أكثر. أقوم أحياناً بتحميل الكتب الدينية باللغة الألمانية من الإنترنيت أو عبر البحث في برامج يوتيوب. إضافةً إلى ما أسمعه من أصدقائي ومعارفي الذين أثق بهم. لقد حرص والداي على ذهابي إلى الجامع والالتزام بحفظ القرآن وبالدروس الدينية التثقيفية منذ صغري. فهذا أمر مهم وأساسي بالنسبة لنا للبقاء والحفاظ على هويتنا الدينية، لست وحدي فقط، بل معي أختي التي تدرس في الجامعة، وأخي الصغير أيضاً”.

أما لينا/ من سورية، فقالت: “كنت في السابعة من عمري عندما جئت إلى ألمانيا مع أهلي، وكانت أمي في دمشق تأخذني معها دائماً إلى المسجد لأحفظ القرآن.. أنا الآن في السابعة عشرة، وأحمد الله لأن أهلي تابعوا اهتمامهم بدراستي هنا أكثر، فقاموا بتسجيلي في جامع دار السلام مذ وصلنا إلى برلين، وأنا الآن أجيد الكتابة والقراءة باللغة العربية، وأواظب على حضور الدروس الدينية، إضافةً إلى مشاركتي بالكثير من المسابقات والمحاضرات والأنشطة الترفيهية الشتوية والصيفية التي يديرها المسجد”.

دور المؤسسات الدينية الفاعل

الشيخ محمد مطر

عن دور هذه المؤسسة الدينية تجاه الشباب المسلم في برلين. وما تقدّمه لهم من الناحية التربوية والتثقيفية، يحدّثنا الشيخ محمد مطر / المسؤول عن هذه الحلقات التدريسية في جامع دار السلام: “دورنا هو تعليمهم أساسيات الدين وتثبيتهم على العقيدة الصحيحة في العلم والعمل. وهي التي ستحصنّهم من الأفكار والعقائد الفاسدة ومن أن يعيشوا حياةً دون قيم أخلاقية. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، نربّيهم على أن يغتنموا الفرص في هذه البلاد من إمكانيات الدراسة والمهن والعمل ليبنوا عائلات مسلمة قوية في الدين والدنيا. وهذا سيؤهلهم أن يكونوا جزءاً رائداً من هذا المجتمع”.

هل تغيرت النظرة العدائية تجاه الإسلام؟

يتابع الشيخ مطر: “فيما يتعلق بالصورة السلبية الموجودة عند بعض الألمان تجاه الإسلام. فلا أعتقد أنها تغيرت، فهنالك العنصرية التي ظهرت في مجتمع فَقَد فيه بعض الناس قِيَمهم الأخلاقية والإنسانية. والتي اراها مرتبطة بضعف أو قوة السياسة والاقتصاد، فإذا كان الاقتصاد قوياً مثلاً. والناس يعيشون في أمان وراحة وسعة، كان قبولهم للآخرين أسهل، لكننا نشهد العكس. سياسة هذا البلد تتدرج نحو الأسوأ أخلاقياً، والاقتصاد يضعف، فأرى أن الأمور تسير نحو الأسوأ. نشهد مثلاً أن حزب البديل يقوى، وأحزاب أخرى تتبنى لغة العنصرية”.

المشاركة والاندماج بما فيه النفع والخير!

أما عن رأيه في موضوع اندماج الشباب المسلم في المجتمع الألماني، فيقول الشيخ مطر: “أرى أنه من الممكن إحداث الموازنة بين ثقافة أوطان هؤلاء الشباب المسلم والثقافة الألمانية. دون إحداث خلل في مفهوم (الاندماج)، فالمسلم الذي غرست فيه أركان العقيدة الصحيحة والفقه والسلوك منذ صغره. لا يخاف على دينه وثقافته، فيكون سهلاً عليه أن يشارك ويندمج بتوازن، وهذا يعيدني لقول أنه إذا قمنا بدورنا التربوي في هذا المجتمع، وبنينا عائلات مسلمة قوية. فإننا نستطيع أن نشارك الناس بثقة نفسية، ونوصل إليهم النفع والخير.

حتى فيما يخص إعداد شبابنا المسلم من أجل حضور المشهد السياسي في ألمانيا، فأرى أن هذا ليس ضرورياً. لأن التأثير الإيجابي لا يأتي عن طريق المشاركة السياسية في الأحزاب فقط. بل يكون بالمشاركة على أرض الواقع مع الناس اجتماعياً وأخلاقياً”.

  • تقرير وإعداد وتصوير: خلود فاخرة