Photo: Amal Berlin
14/11/2023

“عيون” مهدد بخسارة تمويله بسبب اتهامات بمعاداة السامية!

يهدد الصراع في الشرق الأوسط مركز “عيون” الثقافي في نويكولن بخسارة التمويل. وتشير صحيفة Taz إلى أن السبب بحسب إدارة “عيون” لأن المركز يوفّر مساحات للمجموعات اليهودية والفلسطينية المهمشة. وبحسب إدارة الثقافة في حكومة ولاية برلين، لأنهم يعملون مع مجموعات تدعو إلى مقاطعة إسرائيل وتشكك في حقها في الوجود. وهذا وفقاً لإدارة الثقافة لا يتوافق مع مفهوم الدولة لمنع معاداة السامية!

بداية القطيعة بين الحكومة ومركز “عيون”

الأمر بحسب Taz يتعلق بجمعية الصوت اليهودي للسلام العادل في الشرق الأوسط، التي أقامت “احتفال حداد وأمل” في عيون يوم السبت الماضي بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسها. وأكدت متحدثة باسم إدارة الثقافة في حكومة ولاية برلين للصحيفة، أنها “طلبت بشكل عاجل” من إدارة “عيون” مسبقاً إلغاء الحدث الذي كان مخططاً له منذ الصيف، لأن هذه المجموعة “تدعم بشكل نشط حركة المقاطعة” (BDS هي حملة دولية تدعو إلى المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل).

ونقلت الصحيفة عن لونا سبو المديرة التنفيذية لمركز “عيون” قولها “نحن نرى (طلب إدارة الثقافة) تدخلاً في عملنا وفي الحرية الفنية”. وذكرت الصحيفة أنه في وقت مبكر من حزيران/ يونيو 2021، بناءً على طلب من إدارة الثقافة في حكومة الولاية، ألغوا حدثاً  لـ Jüdische Stimme وLinke Neukölln ومجموعة فلسطين تتكلم. ومارست الحكومة ضغوطاً في مناسبات أخرى حول وجهات النظر الفلسطينية بما يخص الصراع في الشرق الأوسط، وأحياناً أيضاً عند العمل مع فنانين فلسطينيين!

تمويل بقيمة مليون يورو سنوياً

ونقلت الصحيفة عن المديرة التنفيذية لمركز “عيون” وصفها لتدخل حكومة الولاية في برنامج المركز الثقافي بـ “العنصري”. وتقول سبو إن مثل هذا التأثير على الأصوات الفلسطينية يضعهم تحت الشك العام بمعاداة السامية. بينما ترى سبو أن المركز الثقافي يقدم نفسه على أنه “مكان للنقاش النقدي، وفتح مساحة تتعامل مع العنصرية المناهضة للفلسطينيين”.

وترى سبو بحسب تقرير صحيفة تاتز، أن “عيون”، “مساحة شجاعة”، وهي مساحة يمكن فيها قول الأشياء في بيئة محمية دون تقييمها أو إدانتها على الفور. “نحن مكان يجعل الحوارات غير المريحة في أي مكان آخر ممكنة”. من جهتها قالت المتحدثة باسم إدارة الثقافة رداً على سؤال من الصحيفة ، “المؤسسات التي ندعمها يجب أن تعمل ضمن حدود واضحة ديمقراطياً”. وتدعم الإدارة مركز “عيون” بحوالي مليون يورو سنوياً. وقالت المتحدثة باسم إدارة الثقافة “إن استمرار التمويل يتم دراسته حالياً “بدقة شديدة”!

“إسرائيل لا تتحدث باسمنا”

تقول نيريت سومرفيلد من منظمة الصوت اليهودي “إسرائيل لا تتحدث باسمنا”. و “مع الصدمة والرعب الناجمين عن مذبحة حماس”، كان لدينا يقين بأن رد إسرائيل سيكون بلا هوادة” وتقول “إن العالم يشهد حالياً إبادة جماعية”. وأن هجمات حماس ليس مبرراً للتفجيرات”. وأن أصل الصراع يعود لما قبل “السابع من أكتوبر، نريد مناقشة الأمر” هذا ما صرّحت به سومرفيلد من منظمة الصوت اليهودي لصحيفة تاتس.

وشعر المشاركون بالفعالية التي أقيمت يوم السبت الماضي بقلق إزاء خطط إسرائيل المحتملة لإعادة توطين مليوني شخص من قطاع غزة في مصر.  ونقلت الصحيفة عن أحمد عابد، النائب اليساري من نويكولن، الذي تحدث على خشبة المسرح في ذلك المساء نيابة عن الجانب الفلسطيني “من حيث معدلات الوفيات والنزوح، فإن هذا يجعل النكبة تبدو ضئيلة للغاية”. ويشتكي العابد من “مطاردة” أنصار المقاطعة، على الرغم من أن هذا هو “الشكل الأكثر سلمية للمقاومة”.

قرار تعسفي

ووفقاً لصحيفة تاتس تقول المديرة التنفيذية لمركز”عيون” وزميلتها نينا مارتن. إنهما تريدان إعطاء المشاريع اليهودية مساحة، بغض النظر عن موقفهما من حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات. في المجموع ينظم المركز 600 حدث سنوياً. تقول سبو “إننا نقوم بحملة نشطة ضد معاداة السامية ولا نستثني فلسطين”. ولدى المركز مكلفون بمراقبة معاداة السامية، ثلاثة من كل عشرة أشخاص في المجلس الاستشاري هم من اليهود. “فإذا شكك شخص ما في حق إسرائيل في الوجود، فهذا أمر محظور تماماً بالنسبة لنا أيضاً” بحسب سبو.

وذكرت الصحيفة أن جمعية الصوت اليهودي ليست محظورة، ولا منظمة فلسطين تتلكم. وترى سبو أنه من التعسفي أن يحث مجلس الشيوخ المركز الثقافي على عدم عقد أية أحداث وفعاليات معهم.

ومع ذلك يتعرض الصوت اليهودي حالياً للانتقاد. ليس فقط بسبب قربه من حركة المقاطعة، ولكن أيضاً بسبب رد فعله على أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وكتبت الجمعية في بيان لها في 10 من الشهر الماضي. إن ما “حدث يشبه عملية هروب من السجن بعد الحكم على السجناء بالسجن المؤبد لمجرد أنهم فلسطينيون”.

سبو بدورها لا تريد الحكم على ذلك. وتقول “بالنسبة لنا، التجربة الحياتية هي محور عملنا. ليس من حقنا أن نحكم على كيفية تعبير مجموعة من المتضررين عن أنفسهم”. وتضيف زميلتها نينا مارتن “إن الديمقراطية على وجه الخصوص تحتاج إلى الخطاب. ويجب أن تتحمل المناقشات، وهو أمر مهم في نويكولن”.  فتواجد ناس في شارع زونن آليه يومياً للتظاهر والتضامن مع فلسطين، يجب أن يكون سبباً لفتح مساحات للنقاش”!