Photo: Boris Roessler/dpa
09/10/2023

انتخابات هيسن وبافاريا.. البديل يتقدم وحزب المستشار بمأزق!

على ضوء الأحداث الساخنة التي تجري في العالم. أجريت الانتخابات في ولايتي هيسن وبافاريا. وشكّلت النتائج صدمة كبيرة، بسبب النتائج المُخجلة التي حصلت عليها الأحزاب المُشكّلة للإئتلاف الحاكم في ألمانيا، والنتائج المتقدمة التي حصل عليها حزب البديل من أجل ألمانيا AfD، في ولايتين لا تشكلان حاضنة شعبية قوية له كما هو الحال في الولايات الشرقية! يبدو أن الناخبين في ولايتي هيسن وبافاريا يحاسبون حكومة إشارة المرور SPD، والخضر، وFDP  على سوء أدائهم في الحكومة الاتحادية وسط الأحداث التي تجتاج العالم، أو على المستوى المحلي وسط تضخم تجاري وأزمات تعاني منها عدة قطاعات. فما هي الرسائل التي وصلت للحكومة الألمانية بعد انتخابات الولايتين هيسن وبافاريا؟ هذا ما ذكره موقع تاغساشاو!

ولايتي هيسن وبافاريا.. نجاح انتخابي باهر لـ CDU!

لقد أثبت بوريس راين رئيس وزراء ولاية هيسن الحالي، أنه حتى لو تمتع بقبول وشعبية معتدلين، إلا أنه حقق نجاحاً انتخابياً باهراً لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. وطالما أن المتنافسين يقدمون أداء أسوأ، فإنهم يجعلون أنفسهم عرضة لخطر الخسارة. وهذا ليس النجاح الأول للاتحاد المسيحي، إذ تقدم مؤخراً أيضاً في شليسفيغ هولشتيان، وفي شمال الراين فيستفاليا. وذكر موقع تاغسشاو الإخباري أن السياسيين الثلاثة في الولايات الثلاثة يبلغ متوسط أعمارهم حوالي 50 عاماً، وبالتالي فهم ليسوا من الحرس القديم. والثلاثة لديهم خبرة حكومية في إئتلاف مع الخضر.

الحزب الاشتراكي الديمقراطي يخسر ثلاث مرّات

بنسبة 8.4% في ولاية بافارايا يقترب الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الولاية ببطء من الموت سياسياً. ولكن المرجح وبحسب النتائج الحالية لانتخابات ولاية هيسن (15.1%) أن تكون هزيمته في هيسن أشد ضرراً بكثير. وهكذا لم يخسر الحزب الاشتراكي الديمقراطي ولايتين يوم أمس الأحد فحسب، بل خسر أيضاً وزيراً قوياً (نانسي فيسر مرشحة الحزب في انتخابات ولاية هيسن، ووزيرة الداخلية الاتحادية في حكومة شولتز) . وما إذا كانت فيسر ستتمكن من الاحتفاظ بمنصبها كوزيرة داخلية اتحادية وإلى متى، وإلى متى سيتمكن المستشار الاحتفاظ بها هي واحدة من الأسئلة المثيرة في الأسابيع القليلة المقبلة.

FDP قائمة خسارات طويلة

زادت قائمة خسارات الحزب الديمقراطي الحر، فبعد ساكسونيا السفلى، وشليسفيغ هولشتاين، وشمال الراين فيستفاليا، وبرلين، وبريمن، تأتي الآن بافاريا وهيسن. ولم يتمكن حزب وزير المالية الحالي في حكومة شولتز، من تحقيق مكاسب إلا في ولاية سارلاند، لكن ذلك لم يكن كافياً لدخول البرلمان. وحتى لو تمكن الحزب من الوصول إلى برلمان الولاية في هيسن بقوة، فإن هناك أمراً واحداً يظل واضحاً. أنه منذ شارك الليبراليون في الحكومة الاتحادية، انحدرت نتائجه في الانتخابات.

حزب البديل من أجل ألمانيا قوي في الغرب أيضاً!

في بافريا، وكذلك في ولاية هيسن، يعد حزب البديل من أجل ألمانيا أحد اكبر الفائزين في الانتخابات ( في بافاريا حتى الآن حصل على 14,6% وفي هيسن حصل على 18,4%). بحسب موقع تاغسشاو الإخباري، فإن النتائج الكبيرة التي حصل عليها الحزب له علاقة أيضاً بأداء الحكومة الاتحادية. إذ ينجح البديل في ربط الساخطين وتحويل سخطهم إلى أصوات. وخاصة بسبب اتخاذ موقف مضاد للأحزاب الأخرى بشأن قضايا مثل حماية المناخ أو مساعدات أوكرانيا. لكن فهم هذه النتائج على أنه مجرد احتجاج يعتبر قصير النظر. فالمزيد من الناس يصوتون لصالح حزب البديل عن قناعة.

واستفاد الحزب أيضاً من الوضع الحالي، فسياسة اللجوء واللاجئين تهم الكثير من الناس، وموضوع تقييد الدعم لسياسة الهجرة يحصل على دعم كبير. وفي الوقت نفسه أصبح عدد الناخبين في كلا الولايتين الذين يواجهون مشكلة التصويت لصالح حزب يميني متطرف أقل. ولا يقتصر الأمر على سياسة الهجرة. فالمزيد من الناس بحسب موقع تاغسشاو الإخباري يعلقون آمالهم أيضاً على حزب اليمين المتطرف بما يتعلق بقضايا الأمن الداخلي والاقتصاد والعدالة الاجتماعية!

انتكاسة حزب الخضر

لقد تعرض حزب الخضر لانتكاسة. إذ خسروا الكثير من الأصوات في ولايتي هيسن وبافاريا. فيما حقق الخضر في الانتخابات السابقة نتائج قياسية. ومثلهم مثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر، فإن الاستياء من الأداء الحكومي الذين هم جزء منه، انعكس على نتائج الانتخابات التي أجريت في الولايتين الأحد. لكن هذا وحده لا يفسر النتائج السيئة التي حصل عليها الخضر. فالموقف الليبرالي في سياسة الهجرة أفقد الحزب الدعم. كما يشعر الكثير من الناس بالقلق الشديد بشأن التنمية الاقتصادية وهذا يقلل من استعدادهم لاتخاذ تدابير باهضة الثمن لحماية المناخ. وما يُسمى بقانون التدفئة هو مجرد مثال واحد.

إن النتائج الحالية لانتخابات ولايتي هيسن وبافاريا تبيّن أنه على الأحزاب المُشكلة للحكومة الاتحادية الكثير من العمل. وإلا ستجد ألمانيا نفسها بمأزق سياسي. ووسط الانتكاسات والإخفاقات التي تقوم بها هذه الأحزاب، قد يظهر حزب البديل  كمنقذ. وهذا ما لن تُحمد عُقباه على الجميع وليس فقط على المهاجرين واللاجئين!