Photo: Khalid Al Aboud
26/09/2023

“أمل برلين” بعد 7 سنوات.. التحدي مستمر والأمل يكبر كل يوم!

كان يوماً برلينياً غائماً كالعادة، دخلت قاعة التدريب التي تحوّلت فيما بعد إلى مكان العمل الذي قضينا فيه 6 سنوات. لم أكن أعرف أحداً من الموجودين سوى زميلي عبود، إذ تقدمنا بطلب للالتحاق بتدريب أمل برلين سوية. وكنّا حينها مترددين كثيراً، ففي ذلك الوقت، وبعد قدوم الكثير من اللاجئين، كانت تتم الدعوة لكثير من الدورات، لكن معظمها لم تستمرأو لم تفتح لنا أبواب العمل في البلد الجديد. وبعد كأس شاي دافئ قررنا بعث طلبات للالتحاق بالتدريب. وتم قبولنا إلى جانب زملاء من سوريا ومن مصر ومن إيران وأفغانستان.

خوف البدايات تحول إلى تحدي

“jeder ِAnfang ist schwer” كل بداية تكتنفها الكثير من الصعوبات، وخاصة إذا كانت البداية مع أشخاص لا تجمعك معهم لغة، لا يجمعك معهم سوى المهنة، وهمومها، والشغف للانطلاق مجدداً ودخول سوق العمل. وكلما تقدمنا في التدريب زاد شغفنا، ونبت داخل كل واحد/ة منّا تحدي، لإثبات أنفسنا، ولنعطي رسائل للقائمين على المشروع بأننا نستحق هذه الفرصة.

التدريب شمل التاريخ، والقوانين، والقواعد الأساسية للعمل الصحفي في ألمانيا. تعرفنا على صحفيين ذوي خبرة. طوّرنا أنفسنا في عدّة مجالات، تعلّمنا من مدربينا، وتعلمنا من بعضنا البعض. وكلما اقتربنا من نهاية التدريب كلما زاد التحدي والخوف من أن يكون مجرد تدريب فقط! لكن الأمل لم يكن اسماً اخترناه فقط، بل كان رفيقنا الذي  كَبُر معنا مع كل ساعة تدريب!

امل برلين

الفريق في أول اجتماع منذ 7 سنوات

مئات آلاف الزيارات وجائزتان

اليوم وبعد سبع سنوات، نتذكر ذلك، ونحن فخورون بما أنجزنا. سبع سنوات تردد فيها اسم أمل برلين في كبريات الصحف الألمانية، وكذلك على معظم القنوات التلفزيونية والإذاعات في ألمانيا وأوروبا والعالم العربي. غطّينا معظم الفعاليات العالمية التي تُقام في برلين، من الأسبوع الأخضر، ومهرجان برلين السينمائي، واستقبال برلين لدببة الباندا. إلى مهرجان الحمص، ومهرجان الثقافات، والعديد من الندوات ومعارض الكتاب، والحفلات الموسيقية، والمسرحيات.

روينا حكاياتكم التي هي حكاياتنا. روينا قصص نجاحكم، ومعاناتكم. تنوع محتوانا بين المعلومة الصحيحة والموثقة وبين الخبر الدقيق. حصلنا على جائزة “ألمانيا أرض الأفكار” بعد انطلاقنا بعام واحد. ومنذ عامين حصلنا على جائزة “Netzwende Award”. تقاريرنا وقصصنا المصوّرة حققت مئات آلاف المشاهدات، وموقعنا الإلكتروني حققت ملايين الزيارات. والتحدي مستمر..

أمل برلين

أمل برلين

من برلين إلى هامبورغ شمالاً وفرانكفورت جنوباً

الأمل لا يعرف الحدود. لذا انطلقنا إلى هامبورغ وأسسنا أمل هامبورغ. وصرّنا جزء مهم من المشهد الإعلامي في المدينة الهانزية. وبعدها انطلقنا إلى فرانكفورت أم ماين منذ بداية هذا العام انطلق موقعنا هناك. وبجهود الصحفيين/ات العاملين هناك بدأنا بتغطية معظم الفعاليات والموضوعات المهمة في ولاية هيسن.

أما الخطوة التي كانت مهمة وكنّا من الأوائل في العمل عليها، إضافة اللغة الأوكرانية إلى العربية والفارسية. فوجدنا من آمن بالفكرة وأهميتها وضرورتها، للقادمين/ات الجدد من أوكرانيا، الباحثين عن الآمان، بعيداً أصوات الأسلحة والانفجارات!

من يعرف أكثر يمكنه أن يُسهم بالتغيير

غالباً ما يُطرح علينا سؤال في المؤتمرات والندوات والجلسات التي نشارك بها كفريق عمل، بأن ما الجدوى من مشروع مثل أمل برلين ينشر وبتحدث باللغة الأم للقادمين الجدد، في حين المطلوب من اللاجئين الاندماج، الأمر الذي يحتاج لاتقان اللغة الألمانية؟ وغالباً ما يكون جوابناً من يعرف أكثر يمكنه المشاركة بشكل أكبر. وهذا ما أدركه المسؤولون والكثيرون ممن استغربوا من إطلاق موقع باللغة الأم للقادمين الجدد، في فترة الوباء، الذي لم يمنعنا من الاستمرار.

إذ كانت منصة أمل برلين وأمل هامبورغ في ذلك الوقت الصعب مصدراً للمعلومة الموثوقة. ومنصة لنشر الأخبار والمعلومات الصحية الموثوقة ووصلنا حينها لملايين المتابعين في أوروبا وألمانيا والوطن العربي.

في النهاية وبهذا اليوم الذي نحتفل به بذكرى انطلاقنا السابعة، مازال أملنا يكبر كل يوم، وكذلك التحدي في وقت باتت تتحكم فيه خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي. كل عام والزملاء والزميلات الأعزاء بخير. وكل الشكر لكم أنتم، فلولاكم  لم يكن لنا صوت يُسمع. والشكر موصول لمن آمن وما زال يؤمن بأننا نستحق هذه الفرصة لنكون جزء من المشهد الإعلامي في بلد كألمانيا!