Foto: Obada Ashraf
06/09/2023

نيجيريا والنفط.. ودعوة من برلين للنقاش حول قضايا المناخ!

تستقطب برلين العديد من الحركات والناشطين البيئيين من مختلف أصقاع الأرض. خاصةً مع ازدياد الحديث عن التغيير المُناخي، والمخاوف من ارتفاع درجة حرارة الأرض، والحاجة لإجراءات سريعة لضمان مستقبل البشر. وضمن نشاطه الفني والتوعوي، إلتقينا الناشط والفنان النيجيري تايو أوجندن يعقوب، ليتحدث عن جهودهم في طرح القضية النيجيرية، وقصة النفط الذي كان نقمة على البلاد..

محاولات لإحداث فرق!

يقول يعقوب: “معظم عروضنا الحية في أماكن عامة ونحن هنا في برلين اليوم لتقديم عرض (اووي بيري) وهو اسم المكان الذي وجدوا فيه الكثير من النفط في نيجيريا. اليوم نحن هنا لطرح تساؤلات عدة عن تغير المناخ والعدالة المناخية! على سبيل المثال كيف اصبح جنوب نيجيريا اليوم ملوث من نفايات التعدين والتنقيب عن النفط؟ وكيف يعيش سكان المنطقة الغنية بالبترول؟ وكيف أن النفط في نيجيريا أصبح لعنة عليها؟”.

وأضاف يعقوب: “وضعنا بالاعتبار أن موضوع التغير المناخي مهم للغاية وكيف يمكن للناس هنا في أوروبا استقبال هذه الأفكار. أنا استخدم نيجيريا كحالة للدراسة بينما واحد من الأسئلة التي نسألها: ما هي المناهج والطرق الاستراتيجية التي يمكننا استخدامها للحد من عواقب تغير المناخ؟ وما هي تأثيرات الرأسمالية على تغيير المناخ وكيف يعيش الناس وتتأثر حياتهم بالتغيرات المناخية، وهل لهم أي دور يلعبون في المناقشة؟”.

النقاش من أجل المستقبل

ويؤكد يعقوب أن الحديث عن المخاطر البيئية هنا، يعتبر بمثابة نقاش بين الناس في أوروبا وأفريقيا. فمن المهم تشجيع الناس على التفكير بالموضوع، خصوصا أنه من تداعيات تأثير الإمبريالية على المجتمعات في عصرنا الحالي، بحسب يعقوب.

ويتابع يعقوب: “ما يهم الأشخاص في غرب أفريقيا اليوم هو النجاة والبقاء على قيد الحياة. وهنا يمكننا أن نطرح السؤال مرة أخرى. هل سكان غرب أفريقيا لهم الحق بالدخول إلى نقاش يهتم بالمناخ في الدرجة الأولى؟ المناقشة متعددة الدرجات وتراكمية ومركبة، وإذا كنت أنا هنا اليوم في الغرب، فسؤالي هو كيف يلعب الغرب دورا في فهم المشكلة وتصور النقاش لوضع حد للمأساة”.

كيف بدأت الحكاية النيجيرية؟

تعود القصة إلى شركة شل النفطية واكتشاف البترول في أولويبيري/ نيجيريا. قبل هذا الحدث، كان الناس يعيشون بسلام ووئام، سعداء بالمحاصيل الوفيرة التي توفرها أرض ومياه أولويبيري، إضافةً إلى الحيوانات والطيور وجميع أشكال الحياة.

وكانت الوعود التي قدمها صُناع قطاع النفط والحكومة النيجيرية في ذلك الوقت مغرية. كان الناس يحملون بحياة أفضل، وفرص عمل، والحصول على التعليم، والمستشفيات، والطرق جيدة البناء، والكهرباء، ومستقبل متحرر من القبضة القمعية للحكم الاستعماري. كان الشعب يتوق إلى الاستقلال الاقتصادي ويحلم بمجتمع خالٍ من الصراعات العرقية والأزمات الدينية.

لكن الواقع الذي انكشفت كان بعيداً عن الوعود التي تشبثوا بها. انخرطت نيجيريا في حرب أهلية وحشية استمرت من عام 1967 إلى عام 1970، والمعروفة باسم الحرب الأهلية النيجيرية أو حرب بيافران.

دارت رحا هذه الحرب بين نيجيريا وجمهورية بيافرا، وهي دولة انفصالية أعلنت استقلالها عن نيجيريا. في عام 1967 نشأ الصراع بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك التوترات العرقية والنزاعات السياسية والفوارق الاقتصادية. حطمت الحرب أحلام وآمال العديد من النيجيريين الحالمين بمستقبلً أفضل.

وعلى الرغم من وعود الأمل، شهدت السنوات اللاحقة العديد من التحديات التي واجهت نيجيريا، بما في ذلك الفساد، وعدم المساواة الاقتصادية، وأوجه القصور بالبنية التحتية، والاضطرابات الاجتماعية والسياسية المتكررة. كما واجهت صناعة النفط، التي كان يُنظر إليها ذات يوم كمنارة للأمل، انتقادات بسبب تأثيرها البيئي والتوزيع غير العادل للثروة.

  • تقرير وتصوير: عبادة أشرف