Foto: Canva Pro
08/08/2023

أكثر من 500 شخص مفقود في برلين وبراندنبورغ حالياً!

خرج/ت ولم ي/تعد! هكذا يُعلن عن المفقودين في برلين، وآخرهم، طالبة مكسيكية، غادرت شقتها في 22 تموز/ يوليو ولم تعد. لكن وللأسف عُثر على جثتها في حي أدليرسهوف تطفو في قناة تيلتو قبل أيام. قضية الفتاة التي انتشرت صورتها بمعظم مناطق برلين، لطلب المساعدة في البحث عنها ليست الوحيدة. فهناك ريبيكا التي ما تزال مفقودة منذ سنوات، وآخرون ليس في برلين وحسب بل في ألمانيا ككل!

يومياً يُفقد عشرات الأشخاص في ألمانيا

سيناريو خرج/ت ولم يعد/ تعد المرعب، يمر به يومياً أقارب 200 إلى 300 شخص في ألمانيا. وهذا هو عدد عمليات البحث التي تقوم بها الشرطة يومياً بحثاً عن الأشخاص المفقودين وفقاً لموقع rbb24. وفي برلين يوجد حالياً 93 شخصاً بعداد المفقودين و448 شخصاً في براندنبورغ، هذه الاحصائية نُشرت مطلع تموز/ يوليو هذا العام. وتشير الأرقام إلى أن 40% من المفقودين في برلين هم من القصر. وفي براندنبورغ أكثر من الثلثين قاصرون/ات. وتم تمييز القاصرين والقاصرات، كونه يُسمح للبالغين بالتواجد بأي مكان يرغبون به، وعدم عودة الشخص إلى المنزل قد لا يعني أنه مفقود!

التمييز بين الكبار والمراهقين والأطفال

من جهتها تفرق الشرطة بين 3 مجموعات من الأشخاص عند تلقي بلاغ عن شخص مفقود: بين الأطفال (حتى سن 13 عاماً) والشباب (بين 14 و17 عاماً) والبالغين، بهدف تقييم مدى أولوية البحث، ولأن الوضع القانوني يختلف بالنسبة للقصر عن البالغين!

بحسب الموقع الإلكتروني للمكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، “يحق للبالغين الذين يتمتعون بعقل سليم وقدرة بدنية اختيار مكان وجودهم دون إخبار العائلة أو الأصدقاء”. وهذا يعني أيضاً أنه إذا عُثر على شخص تم الإبلاغ عن فقدانه، فلا يمكن للشرطة إخبار أي شخص في حال لم يُرد هو ذلك. ولا تبدأ الشرطة عمليات البحث إلا إذا كان هناك ما يُسمى “خطر على الحياة أو أحد الأطراف”. وهذا يشمل، على سبيل المثال، الحالة العقلية الحرجة والنوايا الانتحارية أو العجز، مثل أمراض الخرف!

الوضع مختلف بالنسبة للقصّر

أما بالنسبة للقصّر الوضع يختلف، إذ تفترض الشرطة مباشرةً أن هناك خطراً على حياة المفقود/ة. وتبدأ عمليات البحث بعد الإبلاغ عنه/ها. على عكس البالغين، لا يُسمح  للقصّر اختيار مكان وجودهم بحرية. وتعتبرهم الشرطة في عداد المفقودين إذا خرجوا من دائرة حياتهم المعتادة ولم يعد مكان تواجدهم معروفاً. وقالت متحدثة باسم الشرطة لـ rbb يوم الاثنين، إن كل حالة يتم النظرإليها على حدة: فإذا فُقد طفل، تتخذ الشرطة إجراءات مختلفة عمّا إذا أُبلغ عن فقدان مراهق.

العثور على معظم المفقودين العام الماضي

وبحسب موقع rbb، من بين 11452 شخصاً أُبلغ عن فقدانهم في برلين العام الماضي، تم حل لغز 11266 منهم، أي بمعدل 98% من حالات المفقودين. وفي براندنبورغ، تم حل لغز حوالي 95% من حالات فقدان الأشخاص التي أُبلغ عنها. وهذه الأرقام حتى 31 كانون الأول/ ديسمبر 2022. وبحسب متحدثة باسم شرطة براندنبورغ، بلغ متوسط عدد الأيام التي بحثت فيها الشرطة عن المفقودين 6 أيام. وفي برلين غالبية حالات الفقدان تم حلها في أقل من 3 أيام!

أسباب مختلفة للاختفاء

وذكر الموقع أن شرطة برلين وشرطة براندنبورغ لا تقومان بجمع إحصاءات حول أسباب اختفاء الأشخاص فجأة. ونقل الموقع عن المتحدثة باسم شرطة براندنبورغ قولها: “غالباً ما يعاني البالغون من مشاكل مع شركائهم، ومشاكل في العمل، وخطر الانتحار، ومشاكل مالية ونفسية أو أمراض مثل الخرف. وهناك أيضاً أشخاص يغادرون بوعي أماكن عيشهم ليبدأوا في مكان آخر”. أما بالنسبة للأطفال والمراهقين، فإن المشاكل تكون مع الأسرة أو في المدرسة، وقد تكون المشاكل النفسية سبباً لهروبهم!

من جهتها ذكرت شرطة برلين أنه في معظم الحالات، تأتي تقارير الأشخاص المفقودين من أفراد الأسرة، ولكنها تأتي أحياناً من إدراات العمل “لأن الأشخاص لم يحضروا للعمل لفترة طويلة من الوقت دون عذر”!

30 سنة!

خلال جولة في موقع شرطة برلين، هناك حالياً 8 حالات يتم البحث عنها بشكل علني. يعود بعضها لعام 1995. ونقل موقع rbb عن المتحدثة باسم شرطة برلين قولها إن الحد الأقصى للوقت الذي يمكن أن يظل فيه ملف الأشخاص المفقودين مفتوحاً هو 30 عاماً. “بعد ذلك، بالكاد يمكن العثور على أي رفات، في حالة وفاة الشخص”. ومع ذلك يمكن أن يحدث أيضاً أنه بعد عقود من تقديم الأقارب إبلاغ عن الشخص المفقود، يتم تلقي معلومات من أشخاص آخرين.

مع مرور الوقت، تقل فرصة العثور على الأشخاص المفقودين. في حالات مثل حال ريبيكا التي خرجت أو تم فقدانها من البيت في 18 شباط/فبراير عام 2019. لم تعد شرطة برلين تفترض أنه يمكن العثور عليها وهي على قيد الحياة. في مثل هذه الحالات يتولى مكتب التحقيق في جرائم القتل مهمة البحث!