Foto: Screenshot from Google.de
25/07/2023

لماذا يحتفل محرك بحث غوغل بالطبيب محمد حلمي؟

يحتفل موقع غوغل بالطبيب المصري الألماني محمد حلمي، بوضع صورته على واجهة محرك البحث. بسبب إيواء وتخبئة العديد من اليهود في برلين أثناء الحقبة النازية.

من هو الطبيب محمد حلمي!

ولد الدكتور محمد حلمي، والمعروف أيضاً باسم مو حلمي عام 1901 في الخرطوم. ووصل إلى ألمانيا بعد اجتيازه الثانوية عام 1922 لدراسة الطب. وبعد سبع سنوات نجح بامتحان الدول. وبدأ العمل كطبيب أخصائي في الطب الداخلي بمستشفى موابيت البرليني، والذي كان يُعرف حينها باسم معهد روبرت كوخ. لكن في عام 1937 حُظر من العمل في الرعاية الصحية العامة كونه “غير آري”!

في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1939، اُعتقل مع مجموعة من المصريين الآخرين في برلين، وتم احتجازه بمعسكر اعتقال في نورمبيرغ، لكن أُفرج عنه بعد عام بسبب مشاكل صحية. وكانت هناك علاقة حميمة بينه وبين فريدا شتورمان، مريضته على مدى طويل. وهي التي آوت جدة آنا اليهودية، بعد أن طلبت الأخيرة مساعدة حلمي.

الطبيب المسلم واليهودية

أصبح محمد حلمي قادراً على العمل كطبيب مرة أخرى بشكل قانون عام 1942. إذ تم استدعاؤه للعمل بالإكراه ضمن التجنيد الإجباري آنذاك. وبالتالي، أصبح لديه إمكانية للوصول إلى الأدوية، الأمر الذي سمح له بتقديم المساعدة الطبية للمُضطهدين من قبل النظام النازي حينها. وقدم حلمي دعماً طبياً للعديد من اليهود الذين كانوا يختبئون عن أنظار النازيين، وساعد بتوفير أماكن إقامة لهم، وكذلك الطعام. بالإضافة إلى ذلك، قام بحماية الألمان من التجنيد للعمل الشاق، عبر كتابة تقارير طبية تعفيهم من ذلك. وفعل ذلك مع الكثير من العمال الأجانب!

وفي 10 آذار/ مارس 1942، طلبت منه آنا بوروس، التي كانت تبلغ من العمر 17 عاماً، المساعدة. وكانت إحدى مرضاه. حينها أمرها الجيستابو بمغادرة ألمانيا والعودة إلى رومانيا. فأخذها حلمي مع عائلتها في حمايته. وقام أولاً بإخفائها بالمنزل. وبعد اتنتهاء الحرب هاجرت العائلة التي نجت بأعجوبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واستمر حلمي مع شريكته فريدا شتورمان بالعيش في برلين. وعمل كطبيب أمراض المسالك البولية، وكان ناجحاً بحسب وصف الصحافة الألمانية له. وتوفي عام 1982 عن عمر يناهز 81 عاماً، وتم دفنه بمقبرة شارولوتنبورغ البلدية. وتم وضع لوحة تذكارية أمام منزله Krefelder Straße 7 في حي موابيت ببرلين!

العربي الوحيد

عام 2013 تم تكريم حلمي وشتورمان بلقب “الصالحين بين الأمم” في معرض الهولوكوست ياد فاشيم بعد وفاتهما. وتسلم شهادة التكريم د. ناصر قطبي، ابن أخ حلمي، الذي قدم خصيصاً من القاهرة لهذه المناسبة. هذه التكريمات هي أعلى تكريم تقدمه “اسرائيل” لغير اليهود. ويتم منحه منذ عام 1963 من قبل ياد فاشيم للأشخاص الذين خاطروا بحياتهم أثناء النازية لإنقاذ اليهود. وحلمي هو العربي والمصري الوحيد ممن حصلوا على هذا التكريم. واليوم من المفترض أن يحتفلع بميلاده الــ 122!