Image by M. Maggs from Pixabay
16/07/2023

انتشار واسع للمخدرات في ألمانيا.. هل يُدق ناقوس الخطر؟

تصدرت برلين الشهر الماضي حزيران/ يونيو، المرتبة الأولى بين مدن ألمانيا في استهلاك القنّب! الأمر الذي دفع الكثيرون للتظاهر أمام بوابة براندنبورغ في العاصمة للتذكير بمخاطره الصحية. إذ يُعتبر من أهم العوامل المسببة لمرض فصام الشخصية، وهو ما يعاني منه قرابة المليون شخص في ألمانيا!

تقرير صادم

ولم يقتصر الأمر على ذلك، ففي تقريرٍ صدر مؤخراً عن المرصد الأوروبي للمخدرات والإدمان EMCDDA. تبيّن أن سكان دول الاتحاد الأوروبي معرّضين لتعاطي مجموعة واسعة من المواد التي تؤثر على العقل! فالكوكايين جاء في المرتبة الأولى بنسبة 416%، ثم القنب الهندي بنسبة 260%، والميثامفيتامين بنسبة 135% ثم الهيروين بنسبة 126% ثم الإكستاسي أو ما يُعرف بمخدر الهلوسة بنسبة 123% ثم الماريغوانا بنسبة 77% وأخيراً عقاقير الأمفيتامين بنسبة 42%.

زيادة واردات الكوكايين

ستيفان فيديمان

عن رأيه فيما وصلت إليه الأمور، ودور الحكومة في التصدي لهذا الخطر. قال ستيفان فيديمان، رئيس قسم مؤسسة فيستا Vista المعنية بالشؤون الاستشارية والعلاجية لمدمني المخدرات: “فوق كل شيء، نشهد حالياً زيادة حادة في الكوكايين النقي جداً. إذ أبلغت الشرطة عن زيادة الواردات منها. لا أستطيع القول ما إذا كان هذا مرتبط بالحرب الروسية. والتي من المرجح أن يكون لها تأثير على طرق تهريب الهيروين أو المخدرات الكيماوية من أفغانستان! فمن المحتمل أن يكون الكوكايين مسؤولاً أكثر عن زيادة الإنتاج في أمريكا الجنوبية، وعن سلوك أكثر عدوانية للمنظمات المعنية فيما يتعلق بالتهريب. وبشكل عام، سيكون LKA (مكتب الشرطة الجنائية بالولاية) أو المرصد الأوروبي لإدمان المخدرات أفضل من يُعطينا إجابة وافية حول موضوع التغييرات في طرق تجارة المخدرات”.

توفير وسائل الرعاية الطبية والعلاج

وعن إمكانية معالجة المشاكل الصحية والاجتماعية للمدمنين في مؤسسته Vista، قال فيديمان: “فيما يتعلق بتقديم المشورة للأشخاص الذين يتحدثون الأوكرانية أو الروسية، فإننا نقدم مستشارين يتحدثون اللغة الأم. هناك مشكلة أساسية مع اللاجئين عند إحالتهم إلى الرعاية أو العلاج النفسي والاجتماعي. فالقيود التي يفرضها قانون مزايا طالبي اللجوء يشكل عقبة رئيسية، ولكن هذا لا ينطبق على اللاجئين من أوكرانيا. إنه أسهل هنا بسبب بدل الجنسية”.

وتابع: “رعاية الأشخاص من دول الاتحاد الأوروبي مثل بولندا ودول البلطيق ورومانيا وبلغاريا.. معقدة بشكل خاص، حيث لا يحق لهم في كثير من الأحيان الحصول على المزايا الاجتماعية والرعاية الطبية في ألمانيا (..) لدينا مجموعة كاملة من النصائح والخدمات ذات العتبة المنخفضة كنصائح الإدمان، وفحص المخدرات. وغرف تعاطي المخدرات متاحة بشكل أساسي للجميع، بغض النظر عن أصلهم ومطالبات الضمان الاجتماعي. نحن على اتصال دائم بالسلطات المسؤولة ونحاول توسيع نطاق هذه العروض، وعلى وجه الخصوص. جعل الرعاية الطبية والعلاج البديل أكثر سهولة”.

إمكانيات دعم المدمن!

نهى موافي

وفي جمعية العمل التكاملي الاجتماعي والعلاجي التابعة لمشروع “فيستا”، قالت أخصائية علم النفس نهى موافي: “نحن نقدم استشارات مجانية للإدمان وللحصول على معلومات عن الكحول والأدوية والمواد المخدرة وسوء استخدامها. مع الحفاظ على سرية المعلومات والبيانات الشخصية. كما يمكن أيضاً تقديم استشارة دون المطالبة بمعرفة البيانات الشخصية للراغبين بالحصول على الاستشارة”.

وأضافت موافي: “ندعم الشخص المدمن في حال رغبته التحكم في الاستهلاك أو الإقلاع التام عن المواد المخدرة. ولا بد هنا من تقديم معلومات عن الوقاية من العدوى عن طريق تغيير الحقن، وإيضاح طرق العدوى وتقليل مخاطر أنواع الاستهلاك المختلفة. إضافةً إلى التوسط للحصول على علاج تعويضي عن طريق منح مواد نقية قانونية كمواد بديلة في حالة إدمان الأفيونات من قبل أطباء متخصصين”.

وخمت بالقول: “نحن نقدم الاستشارة لأفراد العائلة والمتضررين باللغات الألمانية والإنجليزية والعربية والبولندية”.

  • إعداد وتقرير: خلود فاخرة