Image by Tumisu from Pixabay
12/07/2023

قلق من ارتفاع نسب العنف ضد النساء في ألمانيا

“يتزايد عدد حالات العنف الأسري منذ سنوات” قالت عالمة الاجتماع مارين كوستر وأضافت: “هذا يرجع أيضًا إلى جهل اجتماعي كبير جدًا”.

أرقام جديدة مخيفة تظهر كل عام!

في ألمانيا ثقافة اجتماعية قديمة لا تريد الاعتراف بوجود عنف هيكلي ضد المرأة. وفي الوقت ذاته يتقبل مجتمعنا العنف ضد المرأة بشكل ما! حتى في السنوات الأخيرة بعد أن تغير الكثير بالمجتمع، لكن لسوء الحظ تظهر الدراسات أن ألمانيا ليست تقدمية كما تتمنى.

يفترض بعض الرجال المرتبطين بعلاقة أنهم قادرون على التحكم بالمرأة واستخدام العنف إذا لم تتصرف بالطريقة التي تروقهم. لكن عندما تتطور الأمور وتصل إلى أخطر لحظة وهي اللحظة التي تحاول فيها المرأة ترك الرجل، حينها تظهر احتمالات كبيرة أن تتعرض للعنف أو يتم الإعتداء عليها ويصل الموقف إلى القتل أحيانا!

وتؤكد كوستر أن الجهل الاجتماعي كبير جدًا، ويمكن إلقاء اللوم على التغطية الإعلامية في تناول الدراما العائلية أو المأساة. كما لو أن شيئًا ما قد حدث بشكل مخيف جدًا فجأة. بينما في معظم الحالات تكون بوادر العنف بالعلاقة موجودة منذ فترة طويلة! وغالبًا تكون السلطات على دراية بالعنف، لكن لا إجراء يُتخذ، لأنه يعتبر مسألة خاصة.

صعوبة الخروج من العلاقات!

يصعب على النساء المتضررات الخروج من العلاقات العنيفة بسبب إرادة الرجل للسيطرة والسلطة. فغالبًا ما يعزل الرجل المرأة وعلى سبيل المثال يقول لها: “أنا لا أحب صديقاتك، فلنبق بالمنزل”. وبهذه الطريقة رويدًا رويدًا تفقد المرأة الأصدقاء الذين يمكنهم تعزيز شعورها بالأمان وبأن شيئًا ما في العلاقة ليس على ما يرام.

دور إيواء النساء بحال يرثى لها!

في الواقع دور إيواء النساء تشهد يأسًا كبيرًا نظرًا لوجود عدد قليل جدًا من الأماكن الشاغرة للنساء المتضررات، كما يتعين على ملاجئ النساء إخطار النساء المتضررات أنه لا يمكنهن استقبالهن في الوقت الحالي. حينها يتعين عليهن البحث عن مكان آخر، لكن في الواقع هذه كلها مجرد حلول مؤقتة.

نحن بحاجة إلى مزيد من الوقاية على المدى الطويل قالت كوستر وأضافت: “بالمقام الأول وقبل كل شيء نرى أن تمكين الفتيات من العمل يمكن أن يحمي الفتيات والنساء من أن ينتهي بهن الأمر في علاقات عنيفة ويعزز من ثقتهن بأنفسهن كما يجب أن نبحث بشكل وبنظرة أعمق قضية الذكورية، وكيفية انتقال العنف في المجتمع بداية من مرحلة الطفولة وبين الشباب”.

ضرورة إيجاد حلول

يجب النظر إلى المشكلة عن قرب وتحمل المسؤولية بشكل جماعي، فالعنف موجود في بيئتنا الأقرب، ويؤثر علينا بشكل كبير، ولدى كل منا نموذج عنيف في حياته وبين دائرته القريبة. هناك غمامات كبيرة على أعيننا بخصوص العنف الأسري وهي منطقة مراوغة وتحدي، بحسب كوستر.

لا يزال الإطار القانوني لتمويل دور إيواء النساء مفقودًا، كما لا توجد استراتيجية شاملة للجمهورية الاتحادية. هناك حاجة إلى إعادة النظر في قوانين ردعية تتعلق بعقوبة الجاني، لأنه لا يزال هناك قضاة، حتى في حالات العنف الجماعي، يقررون أنه يُسمح للجناة برؤية أطفالهم.