غالبا ما يتم استغلال الأشخاص من أصول مهاجرة أو لجوء في سوق العمل، حسبما قالت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في البرلمان. وفي برلين، يؤثر هذا بشكل متزايد على لاجئي الحرب من أوكرانيا. يمكن ملاحظة استغلال العمل خاصة عندما يتعلق الأمر بأشخاص من دول أخرى ليسوا على دراية باللوائح القانونية في ألمانيا، كما قال عضو البرلمان المسؤول عن العمل والشؤون الاجتماعية والاندماج كانسل كيزيلتيبي (SPD) يوم الأربعاء خلال زيارة إلى مركز برلين الاستشاري للهجرة والعمل (BEMA) في تمبلهوف.
حالات الاحتيال في الأجور شائعة أيضاً. فبمساعدة BEMA، فُرض أكثر من 100 ألف يورو في مطالبات الأجور المعلقة، وفقاً لموقع ميغاتزين. وعن تمويل الهيئة، فهي تحصل على الأموال من إدارة العمل والشؤون الاجتماعية. إذ حصلت لمشروعها الذين يمتد حتى 2025، على حوالي 1.2 مليون يورو لكل سنو، و165 ألف يورو أخرى لتقديم المشورة للاجئين من أوكرانيا!
استشارات بإحدى عشرة لغة
يقول يوناس آيشهورن وهو مقدّم استشارات في BEMA “أنه في خريف العام الماضي، لوحظ بوضوح أن هناك المزيد من اللاجئين الأوكرانيين دخلوا سوق العمل”. وهذا ما يفسّر بحسب آيشهورن ازدياد عدد الاستفسارات حول قضايا قانون العمل بشكل كبير، وأضاف آيشهورن “نتوقع أن تستمر هذه الزيادة بشكل كبير العام المقبل.” حالياً، هناك حوالي 40 شخصاً من أوكرانيا يطلبون المساعدة من BEMA شهرياً.
الاحتيال بالأجور مشكلة متكررة
وفقا لتجارب مقدّم الاستشارت آيشهورن فإن ما يتكرر في كثير من القضايا: “الاحتيال في الأجور”. وكذلك الفصل غير المبرر دون سابق إنذار، والفصل اللفظي، والعمل بدون عقد، والفصل في حالة المرض وتجاهل استحقاقات الإجازة، وهذه القضايا تعتبر متكررة أيضاً. وخاصة في المهن التقليدية “كخدمات البريد السريع، والتنظيف، والرعاية والبناء، وفي أنواع من العمل المؤقت”.
وذكر أيشهورن مثالاً عن الاستشارات التي يقدّمها، وهو حول عرض قدّمته وكالة العمل، لوظائف مؤقتة، العرض كان مقدّماً لمواطني الدول الثالثة في أوكرانيا، أي اللاجئين القادمين من أوكرانيا لكنهم ليسوا أوكران. وكذلك وفّرت لهم سكناً، وبعد بضعة أشهر تم إنهاء عقودهم، تحت مبررات واهية، وكما تم خصم مئات اليورهات من أجورهم الشهرية. يصف ذلك آيشهورن “يعتقد العديد من أصحاب العمل أنهم يستطيعون فعل ما يريدون دون رقيب”!
المهاجرون في وضع غير مؤات
من وجهة نظر النقابة العمالية، لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به، فبحسب كاتيا كارغر، مسؤولة برلين وبراندنبورغ في اتحاد النقابات العمالية الألماني (DGB) “عادة ما يكون العمال المهاجرون هم الخاسرون عندما يتعلق الأمر بالعمل الجيد والأجر الجيد والمفاوضة الجماعية والمشاركة في اتخاذ القرار” وغالباً ما يكون يتعرضون للحرمان ىفي سوق العمل.
لذلك فالاستشارة مهمة. في الطرف المقابل هناك قوانين يجب العمل على تطبيقها بشدة “فالحد الأدنى للأجور ينطبق على الجميع، لكن مدى الالتزام به هو مسألة تحكم، ولا يزال هناك مجال للتحسين.”