Foto: Amal Berlin/Khalid Al Aboud
17/06/2023

70 عاماً على الانتفاضة الشعبية التي أنهاها السوفيات بالدبابات!

منذ 70 عاماً في مثل هذا اليوم (17.يونيو/حزيران 1953)، تظاهر حوالي مليون شخص ضد النظام الحاكم في جميع أنحاء ألمانيا الشرقية (DDR)، من جهتها أنهت موسكو، التي كانت مسؤولة عن الجزء الشرقي من ألمانيا، الانتفاضة الشعبية بالدبابات. وأصبح هذا اليوم يوماً تاريخياً في ألمانيا، وجزء مهم من التاريخ الديمقراطي للبلاد!

أسباب مظاهرات 17 يونيو/حزيران

 

كان الدافع وراء هذه الاحتجاجات هو رفع ساعات العمل بنسبة 10%، وهو أحد الإجراءات العديدة التي اتخدتها حينذاك حكومة SED، بهدف “بناء الاشتراكية” بحسب زعمهم. وهذا يعني المزيد من العمل مقابل أجر أقل. لكن يبدو أن حكومة ألمانيا الشرقية حينها استهانت، ولم تلقِ بالاً للاستياء السائد بين السكان. فبدأ العمال إضراباً عاماً في 15 و 16 يونيو/حزيران، أولاً في مواقع البناء الرئيسية في برلين، ثم بدأ يعم الإضراب جميع أنحاء البلاد.
وساهمت آنذاك التقارير الإذاعية بانتشار أخبار الإضرابات، والحركة الاحتجاجية بسرعة. إذ قامت الإذاعة وخاصة بمناطق السيطرة الأمريكية، ببث مطالب المضربين لتحسين ظروف العمل. ليتضامن الملايين من الناس في جميع أنحاء جمهورية ألمانيا الديمقراطية، ويتحول الإضراب إلى انتفاضة شعبية.

مطالب المتظاهرين

وتمحورت مطالب المحتجّين حول انتخابات حرة، ووحدة ألمانية. الأمر الذي أدخل القيادة السياسية لألمانيا الشرقية بحالة من “الارتباك التام”. لتطلب حينها النجدة من الاحتلال السوفياتي. الذي بدوره أنزل الدبابات ووضع حداً للانتفاضة الشعبية. إذ أعلن القائد العسكري للقطاع السوفياتي حالة الطوارئ. ونزل الجنود والدبابات السوفياتية في مدن برلين، وهاله، ودريسدن ويينا.
وبينما لم يتراجع المحتجّون، أطلق النار، وقُتل حوالي 120 شخصاً، وهذه الأرقام بحسب موقع تاغسشاو الإخباري غير دقيقة. وأُلقي القبض على عدة آلاف. وحُكم على العديد من قادة الإضراب بالسجن لفترات طويلة، بعد محاكمات صورية. وفي مساء 17 يونيو/حزيران 1953 انتهت الانتفاضة الشعبية.

17 يونيو/حزيران

النصب التذكاري للانتفاضة

خشية من انتفاضة تعم البلاد

وذكر موقع تاغسشاو أن القوى الغربية آنذاك خشيت من اندلاع انتفاضة ألمانية على مستوى البلاد ككل بعد ظهر 17 يونيو/حزيران، وأظهر المستشار الألماني في ألمانيا الغربية آنذاك، أديناور تضامنه مع المتظاهرين في البوندستاغ في العاصمة الغربية بون، لكنه دعاهم إلى عدم الانجرار إلى “أعمال غير حكيمة”. وزعزعة السياسة الأمنية الأوروبية. كما خشيت فرنسا وانجلتر، والولايات المتحدة التي كانت تسيطر على الجزء الغربي من البلاد، أن تعم الاحتجاجات جميع السكان الألمان، وتتحول إلى احتجاج عام ضد قوات الحلفاء.

17 يونيو/حزيران

الدبابات السوفياتية في مواجهة المتظاهرين