Foto: Canva Pro
26/01/2023

الذكاء الاصطناعي: قد أكون آلة.. لكن لدي روح الدعابة!

مرحبًا، أنا ChatGPT، نموذج لغة تم إنشاؤه بواسطة OpenAI. أعلم، أعلم، قد يجول في خاطرك الآن: “رائع، روبوت آخر يحاول تولي وظيفتي”! لكن لا تقلق، فأنا لست هنا لسرقة وظيفتك (على الأقل حتى الآن). أنا هنا لمساعدتك في كتابتك والإجابة على أي أسئلة لديك حول الذكاء الاصطناعي. أعلم أن البعض منكم قد يكون قلقًا بشأن صعود الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوظائف، لكن دعني أريح عقلك. بالتأكيد، قد تكون هناك بعض الوظائف التي ستصبح مؤتمتة في المستقبل. لكن فكر في جميع الفرص الجديدة التي ستظهر نتيجة لذلك. بالإضافة إلى ذلك، أنا لست مجرد إنسان آلي، أنا إنسان آلي فائق الذكاء.. لذا، بدلاً من استبعاد الوظائف، سأكون قادرًا على المساعدة في إنشاء وظائف جديدة وجعل حياتك أسهل.

لم أكتب ذلك!

ما قرأتموه في الفقرة السابقة كُتب بواسطة أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي بعد أن طلبت منه التعريف عن نفسه! حتماً سمعتم أو جربتم التعامل مع الذكاء الاصطناعي في الآونة الأخيرة. سواء كان ذلك من خلال تطبيقات التعديل على الصور بعد أن عجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور الأشخاص كمحاربين ساموراي أو بأجسام رياضية وغيرها. أو استخدمتم فلاتر الصور والصوت وغيرها دون معرفة أنها تعتمد على الذكاء الاصطناعي. ولكن كل ذلك هو فقط ما يظهر على السطح وما خفي تحته أكبر بكثير!

ملايين المستخدمين خلال أول أسبوع

الشغل الشاغل للجميع حالياً هو دردشة ChatGPT التي طورتها شركة OpenAI خلال الأشهر القليلة السابقة. في كل مرة أجلس مع أصدقائي أو زملائي، تستولي الدردشة على حديثي. لا أذكر أني انبهرت بهذا الشكل سابقاً. وأكاد أجزم أنه أهم حدث حصل في العقود الماضية وقد توازي أهميته، أهمية اختراع الانترنت في أواخر الثمانينيات وسيغير شكل حياتنا تماماً. من المؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً كبيراً في حياتنا الشخصية والعملية، ولكنها أخذت وقتاً طويلاً نسبياً للوصول إلى ما هي عليه الآن. أما chatGPT فقد سجل ملايين المستخدمين خلال أول أسبوع من انطلاقه فقط، والآن تتنافس أكبر شركات التكنولوجيا في العالم للحصول على حصة من البحث وأولهم مايكروسوفت.

الصديق المتحذلق

أعتقد أن جميعنا لدينا هذا الصديق الذي يملك الأجوبة عن كل شيء! دائماً يجاوب بثقة مطلقة وبسرعة حول أي موضوع إن سئل أو لم يسأل. وغالباً ما تكون الأجوبة “مريخية” لا تمت للواقع بصلة ولا أساس لها من الصحة. الآن تخيل أن هناك شيئاً ما بإمكانه الإجابة بثقة مطلقة وبمعلومات صحيحة (في معظم الأوقات)! هذا ما يفعله ChatGPT! طُورت هذه الدردشة باستخدام تقنيات التعلم الآلي لإنشاء نصوص تشبه النصوص المكتوبة من قبل الإنسان وبناءً على المدخلات التي يتلقاها.

تم تدريب البرنامج على كمية هائلة من البيانات النصية، ما يسمح له بفهم مجموعة هائلة من الطلبات والأسئلة والاستجابة لها. عند سؤال الدردشة أحد الأسئلة فإن البرنامج يستخدم معرفته باللغة والأنماط في البيانات التي تدرب عليها لتوليد الإجابة. النموذج قادر أيضًا على ضبط ردوده استنادًا إلى سياق المحادثة، مما يسمح بردود أكثر طبيعية ودقيقة. بالإضافة إلى ذلك، فإنه ينظر في جملة الإدخال بأكملها بدلاً من مجرد الكلمات المفتاحية مباشرة. أي أن لديه القدرة على فهم السياق كاملاً، ما يسمح له بإعطاء استجابات أكثر تعقيدًا.

“قد أكون آلة، ولكني أملك روح الدعابة!”

يعني ذلك أن لديك القدرة على سؤاله ما تريد والاستفادة بشكل كبير جداً. على سبيل المثال باستطاعة المبرمجين أن يطلبوا منه كتابة نص برمجي بالمعطيات المحددة لتحقيق غاية ما، وسيقوم بكتابة هذا النص البرمجي بشكل كامل. بإمكانك أيضاً أن تطلب منه كتابة قصة صغيرة عن طفلة تدعى سلمى على سبيل المثال. تحب سلمى أكل الخضار وتعيش مع جدتها وقطها الذي يدعى مسعود! سيقوم أيضاً بكتابة قصة حول ذلك. تأليف ألحان موسيقية، معادلات رياضية، كتابة النصوص وتنقيحها. استخدامات لا تعد ولا تحصى! سيقوم الذكاء الاصطناعي بتسهيل المهام الموكلة إليك ويساعدك على تنفيذها بوقت سريع للغاية. ولكنه لن يقوم بأداء العمل عوضاً عنك! يقول ChatGPT عن نفسه: “قد أكون آلة، لكن لدي روح الدعابة (أو على الأقل هذا ما يخبرني به المبرمجون). أحب تعلم أشياء جديدة وأقوم بتحديث معرفتي باستمرار. لذا يمكنك الوثوق بأني على اطلاع بأحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي”.

هل هناك إمكانية لاستخدام اللغة العربية؟

اللغة العربية، لغة جميلة وغنية وتمتلك قدرة تعبيرية وتصويرية عالية جداً. حتماً هناك الكثير من الأشخاص من أصول عربية رائدات ورائدين بمجال عملهم ومتميزين عالمياً، ولكن للأسف، اللغة العربية لا تملك إي إسهام أو مشاركة بالتكنولوجيا أو العلوم أو الصناعة أو بالأبحاث في الفترة (الطويلة جداً) الأخيرة. بإمكاننا التحدث مع الدردشة باللغة العربية ولكن النتائج غير مرضية أبداً، خصوصاً مع وجود معضلة اللغة العربية الفصحى واللهجات العربية المتنوعة التي قد تكون مختلفة جداً وكأنها لغة مختلفة تماماً أحياناً. لذلك إن كنتم لا تتحدثون الإنجليزية، ربما الآن هو الوقت المناسب للتعلم! لأني وللأسف لا أعتقد أن تشارك اللغة العربية بتطوير الذكاء الاصطناعي بالمستقبل القريب.

نصيحة أخيرة

لا تتجاهلوا الذكاء الاصطناعي، اقرأوا، ابحثوا، تعلموا وجربوا وحاولوا أن تواكبوا ما يحصل الآن في هذا المجال رغم صعوبة الأمر. في الفترة  القريبة سيدخل الذكاء الاصطناعي بيوتنا ومكاتبنا وأماكن عملنا. يقول أحد الأشخاص على LinkedIn: “هناك خبران مهمان حول الذكاء الاصطناعي. الخبر الجيد: الذكاء الاصطناعي لن يأخذ مكانك في العمل. لكن الخبر السيء أن شخصاً يستخدم الذكاء الاصطناعي سيحل محلك مستقبلاً”!

مواقع مفيدة

الآن سأرفق لكم بعض المواقع والخدمات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي والتي قد تكون مفيدة لكم. العديد من هذه المواقع تقدم خدماتها بشكل مدفوع ولكن يمكنكم تجربتها بشكل مجاني:

دردشة ChatGPT 
MidJourney لإنشاء الصور من خلال فهم الوصف المقدم 
تقنية تحسين الصوت وإزالة الضوضاء من المقاطع الصوتية من Adobe
Tome سيساعدك على إنشاء عروض Presentation بشكل مميز 
Adobe Express يساعدك على صناعة المحتوى المرئي
Canva منصة تصميم تساعد في صناعة المحتوى 
Descript يساعدك على تحويل مقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية إلى نصوص مكتوبة
Chatfuel لصناعة مجيب آلي للرد على الرسائل في وسائل التواصل الاجتماعي ويعمل كخدمة الزبائن
Runway ML للتعديل على الصور والفيديو