Foto: Milad Atfeh
19/12/2022

سيدة سورية تفوز بجائزة القصة القصيرة في هامبورغ

قصة بعنوان “الفضيلة الغائبة” لناريمان دركشلي تفوز بجائزة كتابة القصة القصيرة للسلام وضدّ العنصرية التي أطلقتها منصّة “أمل هامبورغ” في إطار الأسابيع الثقافية العربية في هامبورغ. تحكي ناريمان في مقابلة معها عن السيّدة التي استلهمت منها قصتها وعن مسيرتها بالكتابة. كما تحدّثت عن ألمانيا والاندماج مع هذا المجتمع.

ناريمان

عاشت ناريمان في أجواء عائلية محافظة ونالت الشهادة الثانوية العامة. لم تكمل دراستها، بل تزوجت بعد ذلك مباشرة لتصبح ربّة منزل. إلا أن شغف القراءة التي استمدته من والدها ومما قرأته من مكتبة المنزل المتواضعة لم يفارقها.  فكانت تواظب من حين إلى آخر على المشاركة في مسابقات كتابية، واستطاعت أن تحصل على جائزة الهيئة العامة السورية للكتابة الأدبية في عام ١٩٨٨ وعملت في مناصرة حق الطفل والقضاء على العنف الأسري مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة.

تؤكّد ناريمان على أن تشجيع مدرستها لها كان من أهم الأسباب التي نمّت ثقتها بنفسها. في أثناء مشاركتها بهذه المسابقات حيث إنها كانت الداعم الأساسي لها. ولكن كان عليها أن تستعد لمعارك أكبر منها عندما تعرض زوجها لجلطة دماغية جعلته طريح الفراش لا يستطيع الحركة. وهذا ما دفع بها للخروج مع زوجها وابنها من سوريا واللجوء إلى ألمانيا عام ٢٠١٦ لتترك ابنتيها المتزوجتين خلفها.

مصدر إلهام القصة

حاولت ناريمان بهذه القصة أن تجسد حالة صديقتها الألمانية أنجلينا. المرأة الخمسينية ساعدتها عند مجيئها إلى ألمانياـ لتندمج مع المجتمع الألماني. تقول ناريمان إن لدى أنجلينا قدرة كبيرة على التعاطف مع الحالات الإنسانية البعيدة منها والقريبة. التقتا في مركز إيواء لللاجئين بهامبورغ، حيث كانت أنجلينا تبحث هناك عن أشخاص تساعدهم. وهكذا تعرفت على ناريمان وعرفت وضعها فبادرت لمساعدتها بتأمين بيت لعائلتها، إلى جانب مساعدتها في الأمور البيروقراطية.

سبع سنوات مرّت على لقائهما وما زالت هذه الصداقة قائمة “بل واشتدت قوة”. تقول ناريمان إن لهذه الصداقة تأثيرٌ واضحٌ على عالم الاثنتين، فكلٌّ منهما تعرّفت على ثقافة وقيم الآخر. وساعدت أنجلينا ناريمان على الانفتاح وتوسيع نظرتها للحياة. وفي هذا السياق تقول ناريمان: “لماذا ندسّ رؤوسنا في حفرة عازلة للصوت والضوء والتفكير مليئة بتراب المبررات التي تبعدنا عن الشفافية وعن العمل. الأفق أمام أعيننا يجب علينا فقط أن نخرج من حفرة تراب الجبن هذه (..) علمتني أنجلينا كيف أحول الأحداث المؤلمة إلى فرصة للتعلم، إذ لا يمكننا أن نتخذ من الأقدار المؤلمة ذريعة للتمسك بذات ضائعة تجهل وجهتها لأننا بذلك نضحي بإرادتنا على مذبح الاستسلام لابد من الوصول إلى ذات واقعية متمسكة بمسؤوليتها وثابتة على قيمها”.

الكتابة والأعمال المستقبلة

تؤكّد ناريمان أنها تهتم بقراءة الكتب التي تعنى ببناء الإنسان على أساس العلم المقرون بالقيم والمسؤولية. وتأثرت بالعديد من الكتّاب والروايات وأهمها “ذكرى الابنة المفقودة لـ كيم ادواردز، رواية السجينة لميشيل فيتوسي وماليكا أوفقير، ورواية “الدنية المسافرة” لكافكا، ورواية “نهر الجنون” لتوفيق الحكيم.

وتواظب ناريمان على الكتابة وتتمسك بالجزء الإنساني لديها كما أنها تتعلم اللغة الألمانية التي تعتبرها: “معبراً يمهد صعوبات الطريق للتواصل بين ما نحمله من ثقافة أقدم مدينة في العالم وبين المجتمع الألماني الذي تشكّلت جذور ثقافته بواسطة تيارات فكرية كبيرة في أوروبا”. ولتصبح كتاباتها جسراً للتواصل بين هذين العالمين لديها الآن فكرة مشروع جديد لكتابة قصة باللغة الألمانية.

الأجواء بالصور..

  • إعداد وتقرير: Shereen Sayda
  • تصوير: Milad Atfeh
, amalhamburg