03/12/2022

كافيه ديالوج.. تبادل ثقافي يعزز الاندماج واللغة الألمانية

تسعى مؤسسات رعاية الأجانب إلى حل مشكلات اللاجئين ودمجهم بالمجتمع الألماني، عبر مشاريع تفاعلية عديدة تقام في مدن ألمانية مختلفة، وتعد مؤسسة ( Werk-statt-Schule) أو ما يعرف بكافيه ديالوج (Café Dialog)، واحدة من تلك المشاريع بمدينة نورتهايم بمقاطعة سكسونيا السفلى.

 جسور للتواصل

نبيلة درويشي مديرة مشروع (Projekt Assistent) تقول: “يسعى المشروع  لتنظيم النشاطات لشريحة النساء اللاجئات من جنسيات سورية وعراقية وأفغانية وتركية وألبانية وغيرها، يكون فحوى النشاطات، عقد زيارات إلى الأماكن السياحية في المدينة من متاحف ومعارض، إضافة إلى زيارة المدن المشهورة بالمراكز السياحية بالمقاطعة كمدن هانوفر وبراون شفايغ وهلدزهايم (قبل جائحة كورونا)، إضافة إلى تنظيم احتفالات عديدة كأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية”.

وبيّنت الدرويشي أن هدف هذه النشاطات بناء جسور التواصل الثقافي للنساء من مختلف الجنسيات حيث يتبادل النسوة الأفكار والآراء والمقترحات ويشرحن عادات مجتمعاتهن وما فيها من ميزات وجوانب إيجابية وأيضاً ما فيها من جوانب سلبية: “ترى النسوة بالمجمل أن المشروع يجني ثماراً كبيرة في زيادة الوعي واكتساب قوة الشخصية، كما تتعلمن اللغة الألمانية باعتبارها جسر التواصل بين الثقافات الأخرى”.

عربة متنقلة

يان كورد فوغمان مدير مشروع (Gemeinsam für die Südstadt) أشار أن هدف المشروع مساعدة جميع الناس المقيمين في نورتهايم  من خلال الدردشة مع عدد كبير من السكان، حيث يتم الوصول إلى الأحياء المختلفة والتكلم والاستماع لحاجاتهم  ومطالبهم.

وأضاف فوغمان: “أعددنا خطة لكسر حاجز العزلة بين إدارة كافيه ديالوج والساكنين، واستطعنا الوصول إليهم بواسطة عربة متنقلة تسحب باليد تسمى (Böller Wagen) يتم من خلالها تقديم قهوة ومشروبات للكبار وبعض الحلوى للصغار وأثناء الوقوف مع الكبار تتم الدردشة والاستماع لمطالبهم ونقل مطالبهم للزملاء المختصين”.

ويوضح فوغمان قائلاً: “تمكنت من التواصل مع عدد كبير من الساكنين وفهمت مبتغاهم خلال احتساء القهوة، فمن خلال هذه العربة  استطعت تبادل الحديث مع عدد كبير من الناس وتقديم المشورة لهم، تحديد مشكلاتهم، ما هي حلولها، ماذا يجب أن يفعلوا، وأين يجب أن يذهبوا؟”.

وقد أثبت مشروع (Gemeinsam für Südstadt) جدارته على أرض الواقع من خلال حل العديد من المشكلات منها على سبيل المثال لا الحصر، المراسلات البريدية التي تأتي من مركز العمل (Jobcenter) أو مشكلة تراكم النفايات والقمامة في الأحياء والتي استطعنا التواصل مع هيئة ترحيل القمامة في البلدية وحل مشكلتها”.

طعام ثقافي

وبيّن يان كورد: “يعتبر مشروعSüdstadt-Treff  من أفضل وسائل التواصل بين الثقافات حيث يجتمع الناس في كافيه ديالوج، اللذين ينتمون لثقافات مختلفة ويتبادلون أطراف الحديث ويتحاورون، فمن خلال الحوار يتعرفون على ثقافات بعضهم البعض، وفي كل مرة يتم التنسيق مع مجموعة من اللاجئين ينتمون إلى بلد معين، يقوم هؤلاء بإعداد وجبة طعام مشهورة في بلدهم – بعد تأمين مواد الطبخ الضرورية لهم- وأثناء اعداد  طعام الغداء الذي يقام يوم الثلاثاء في الأسبوع الثالث من كل شهر، يتبادل الناس الحديث و الحوار, فعلى سبيل المثال كان اللقاء الأخير مجموعة من اللاجئين العراقيين أعدّوا وجبة الدولمة، هذه الوجبة لم تكن معروفة لدى البلدان الأخرى وتم الحديث حول هذا الطعام ومكوناته وتاريخه إضافة إلى مواضيع عديدة عن العراق وموقعه وتاريخه وعاداته”.

تعلم اللغات

مسؤولة مشروع الاندماج في (Werk-statt-Schule) أوسا تيلاندرس قالت إنهم يقدمون دروس تعلم اللغة الألمانية لثلاث مراحل إبتداءاً من محو الأمّية إلى مستوى بي 1، وقد تمكن عدد كبير من المتدربين من الاندماج والدراسة والعمل  بعد إتمام الدورات، بحيث يتم مساعدة الطلاب بعد الانتهاء من الدورة على كتابة السيرة الذاتية وتقديمها فيما بعد إلى مؤسسات مختلفة بهدف عمل تدريب عندهم، وذلك وفقاً لخبرة الشخص ودراسته في بلده الأم, وبالفعل قدمت عدة مؤسسات عروض عمل لبعض الطلاب بعد أن أثبتوا جدارتهم وخبرتهم”.

مؤيد الصقر القادم من سوريا، أكد أنّ موظفي كافيه ديالوج ساعدوا أعداد كبيرة من اللاجئين على مختلف جنسياتهم، هذه المساعدات المقدّمة استطاعت حل عقبات كبيرة تعرّض لها اللاجئين  أثناء قدومهم إلى ألمانيا، كمشكلة المراسلات البريدية القادمة من سلطة إدارة شؤون اللاجئين، أو مراسلات مركز العمل، أو المكتب الاتحادي للهجرة وشؤون اللاجئين (BAMF)، ويضيف الصقر: “القادمون الجدد تمكنوا عبر دورات تعلم اللغة الألمانية من الاندماج في المجتمع الألماني, فقد كانت اللغة الألمانية هاجساً كبيراً يقض مضجع اللاجئين، باعتبارها من بين أصعب لغات العالم، وبفضل مشاريع كافيه ديالوج وفي مقدمتها (Südstadt-Treff) استطاع اللاجئ واللاجئة كسر حاجز الخوف والتحدث باللغة الألمانية  والانسجام مع الثقافات الأخرى والاندماج بالمجتمع الألماني، وهذا الأمر يعد إنجازا كبيراً لدى العديد من اللاجئين”.

تقرير وتصوير: عدنان كدم

 

 

adnankadm15@gmail.com