خلال زيارته إلى كوريوكيفكا شمال أوكرانيا، اضطر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير للذهاب إلى ملجأ بسبب إنذار جوي! ووفقا لمعلومات موقع شبيغل، بعد وصول شتاينماير إلى المدينة الواقعة شمال شرق كييف، كان هناك إنذار جوي، وكان لا بد من إجراء محادثة مع السكان المدنيين بشكل عفوي بملجأ للغارات الجوية، وقال شتاينماير من كييف: “أنظر بإعجاب إلى شعب أوكرانيا”. وصل شتاينماير بالقطار صباحًا إلى كييف بعد أن أُلغيت رحلته الأسبوع الماضي لأسباب أمنية.
رسالة شتاينماير
وقال الرئيس الاتحادي لدى وصوله إلى كييف: “رسالتي إلى الأوكرانيين: نحن لسنا إلى جانبكم فقط، بل سنواصل دعم أوكرانيا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا”. ورسالته إلى الألمان في الداخل هي: “دعونا لا ننسى ما تعنيه هذه الحرب للشعب هنا في أوكرانيا، وكم من المعاناة، وكم من الدمار هناك. شعب أوكرانيا بحاجة إلينا”. وأضاف شتاينماير: “كان من المهم بالنسبة لي أن أرسل إشارة تضامن إلى الأوكرانيين، خاصة الآن في هذه المرحلة من الضربات الجوية بالطائرات دون طيار وصواريخ كروز(..) مثل العديد من الألمان، أنظر بإعجاب إلى الناس هنا في أوكرانيا. على شجاعتهم، على إصرارهم الذي يظهرونه ليس فقط عند الجبهة، ولكن أيضا بالمدن التي تتعرض للقصف، وكذلك في المناطق الريفية”.
انخفاض الضربات الجوية على كييف
كان من المقرر أن يعود شتاينماير إلى كييف في وقت لاحق اليوم ليلتقي بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وآخرين. لكن إلى أي مدى ستتأثر هذه الخطة الآن نتيجة الغارة الجوية الروسية، لا يزال الأمر غير واضح. وكان شتاينماير قد وصل بشكل مفاجئ إلى كييف في الصباح. ورغم أن الضربات الجوية الروسية انخفضت بشكل كبير في الأيام الأخيرة، إلا أنه كان هناك مرة أخرى تنبيه جوي في كييف هذا الصباح. وكما أعلن عمدة المدينة فيتالي كليتشكو، تم إطلاق عدة صواريخ في اتجاه كييف، لكن اعترضها الدفاعات الجوية الأوكرانية. ومع ذلك، يستمر صوت صفارات الإنذار، وكتب كليتشكو على تيليغرام، “ابق بمكان إقامتك، وتأكد من سلامتك”.
وفقا للمعهد الأمريكي لدراسات الحرب (ISW)، ربما يعود انخفاض حجم القصف إلى نقص الذخيرة لدى القوات الروسية، بعد حملة القصف العنيفة في الأسابيع الأخيرة.
ووفقا لمكتب الرئيس الاتحادي، يريد شتاينماير وزيلينسكي الآن توجيه نداء مشترك للمدن والبلديات الألمانية لإبرام شراكات جديدة مع البلديات الأوكرانية على المدى القصير ومساعدة الناس هناك خلال فصل الشتاء، خاصةً بعد السعي لتدمير البنية التحتية الأوكرانية للطاقة، وتكثيف الهجمات الروسية الأخيرة بالطائرات دون طيار والصواريخ.
المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار في برلين
تحدث المستشار أولاف شولتس (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) علنا لصالح وضع “خطة مارشال” لإعادة الإعمار قبل نهاية الحرب الروسية ضد أوكرانيا. “هذه مهمة أجيال يجب أن تبدأ الآن”، قال شولتس في مؤتمر دولي لإعادة إعمار أوكرانيا في برلين. ووعد شولتس أوكرانيا بتجديد الدعم طالما كان ذلك ضروريا: “أوكرانيا ليست وحدها في كفاحها من أجل الحرية والاستقلال والسيادة”. وقال شولتس إن المؤتمر يدور حول إيجاد طرق لتشكيل مستقبل البلاد، ليس فقط للأشهر المقبلة، ولكن للسنوات المقبلة. ولمواجهة هذا التحدي، لا بد من الجمع بين المستثمرين من القطاعين العام والخاص في جميع أنحاء العالم.
9 من 10!
بدوره، شكر رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال ألمانيا على مساعداتها المالية وكذلك إمدادات الأسلحة. وقال شميهال إنه يريد التعبير عن امتنان بلاده الأكبر لألمانيا للدعم الثابت والقوي جدا. مضيفاً أن الأسلحة الألمانية تعمل بشكل ممتاز: “يعد نظام الدفاع الجوي Iris-T أفضل نظام يستخدمه الجنود الأوكرانيون في ساحة المعركة (..) تسعة من أصل عشرة صواريخ كانت تصل إلى أهدافها”.
وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه (SPD) دعت إلى إلزام روسيا بالمساهمة بتكاليف إعادة الإعمار في أوكرانيا: “في الوقت الحالي، لا يوجد قانون دولي لجعل مثل هذا الشيء ممكنا، وأعتقد أنه سيكون من المنطقي جدا أن تشارك روسيا أيضا”.
بدعوة من المستشار الاتحادي أولاف شولتس (SPD) ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ، يجتمع خبراء دوليون في برلين لمناقشة إعادة إعمار أوكرانيا بعد إنهاء الحرب العدوانية الروسية. وتعليقا على المؤتمر، قال شولتس: “هناك الآن مبالغ لا تصدق قيد المناقشة، ولكن في الواقع لا يمكن لأحد أن يقول بالضبط مقدار المال المطلوب”.
ووفقا للحكومة الاتحادية، الأمر لا يتعلق بالتزامات مالية ملموسة، بل يتعلق بتقديم المشورة بشأن الأدوات الفعالة لإعادة الإعمار المستدام. فالاحتياجات المالية لأوكرانيا جراء العدوان الروسي، يقدر حتى الآن بأنه لا يقل عن 350 مليار يورو.