Photo: Amloud Alamir
13/10/2022

مسار التحقيق بأكبر سلسلة اغتصاب في ألمانيا

في فضيحة اغتصاب بيليفيلد، وفقا لبحث أجرته مجلة Kontraste و”Kölner Stadt-Anzeiger”، ربما لا تزال العديد من النساء لا تعرفن أنهن كن ضحايا. وهذا ينطبق على النساء اللواتي يقال إن الطبيب أساء معاملتهن خارج العيادة.

كانت سونيا م. وياسمين ج. (تم تغيير الأسماء) مريضتين في Evangelisches Bethel-Klinikum بمدينة بيليفيلد نهاية عام 2019، ووضعتا في غرفة واحدة. بعد أكثر من عامين، علمتا أنه قد تم تخديرها واغتصابهما عدة مرات من قبل طبيب مساعد. وهذا جعلهما ضحايا لواحدة من أكبر سلاسل الاغتصاب في ألمانيا، والتي شغلت القضاء والجمهور لأكثر من عامين.

المدعي العام لم يخبر الضحايا

بين فبراير/ شباط 2019 وأبريل/ نيسان 2020، تمكن الطبيب المساعد (فيليب. جي) من تخدير واغتصاب حوالي 30 مريضة بعيادة بيثيل في بيليفيلد. صوّر الجاني أفعاله بهاتفه المحمول، حيث عثر المحققون على قرص صلب يحتوي على مقاطع فيديو وقائمة بأسماء النساء في شقته. قُبض على فيليب في خريف عام 2020. وعندما انتحر بعد فترة قصيرة من احتجازه السابق للمحاكمة، أوقف مكتب المدعي العام في بيليفيلد التحقيق، وقرر عدم إبلاغ العديد من النساء المعنيات باغتصابهن.

هل يصيب الجناة الضحايا بأمراض تناسلية خطيرة؟

تقرير تشريح جثة الجاني أورد أنه كان يعاني من أمراض تناسلية، بما في ذلك ما يسمى “Mycoplasma genitalium”. ويشتبه في أن هذا المرض يسبب الولادة المبكرة والعقم إذا ترك دون علاج. وهذا ما يثير غضب الضحايا حتى يومنا هذا، تقول ياسمين. ك: “أنا أُحمل المسؤولية على مكتب المدعي العام في بيليفيلد، لأنهم لو أبلغوني في وقت سابق، ما كُنت لأواجه كل هذا الألم لمدة عامين تقريبا”.

وتعاني ياسمين من نفس الأمراض التناسلية التي اكتُشفت عند الجاني فيليب بعد تشريح جثته. ولديها العديد من الخراجات في رحمها التي قد تحتاج إلى إزالتها بالكامل. وحقيقة أنه قد أُبلغت الآن، هي أيضا بفضل وزير العدل السابق في NRW بيتر بيسنباخ (CDU). لأنه قرر إعادة فتح القضية وإعطائها لمكتب المدعي العام في دويسبورغ.

وزير العدل: “عدم إبلاغ المتضررين كان خطأ”

“كان قرار عدم إبلاغ المتضررين خاطئا منذ البداية، وعندما تبين وجود المرض التناسلي، كان من الواضح أنه غير قانوني. فللمتضررات الحق بالحصول على المعلومات”، كما يقول بيسنباخ في مقابلة حصرية مع Kontraste. وفي وقت سابق، وبعد شكوى قدمها محامو المتضررات، قرر مكتب المدعي العام المشرف في هام أيضا وقف التحقيق.

وللحفاظ على موضوعية مكتب المدعي العام، قام بعد ذلك بإحالة القضية إلى دويسبورغ بنهاية سبتمبر/ أيلول 2021. وتجري أيضا تحقيقات ضد المسؤولين عن العيادة. واستجابة لطلب كونتراست، أعلنت عيادة بيثيل أنها تتعاون تعاونا كاملا مع السلطات منذ البداية، وستكون الأولوية العليا هي مساعدة الضحايا، الذين أنشئ لهم صندوق للدعم.

29 امرأة على علم بالاغتصاب في العيادة

ويؤكد مكتب المدعي العام في دويسبورغ، الذي يحقق الآن بالقضية، أنه تم إبلاغ جميع النساء الـ29 الآن، وبعضهن ممن خضعن للتخدير واغتصبن عدة مرات في عيادة بيثيل على يد فيليب. ومع ذلك ربما يوجد من لم تُبلغ حتى الآن.

ووفقا للملاحظات الداخلية للمحققين، المتاحة لكونتراست و”كولنر شتات أنزيغر”، أشارت ملفات الفيديو إلى أن الجاني كان يخدر النساء منذ عام 2014 للقيام بأعمال جنسية. ووفقا للملفات، عثرت سلطات التحقيق السابقة على ملفات تحتوي على وثائق شخصية لنساء وصور ومقاطع فيديو للاعتداء الجنسي.

عدد الضحايا في النطاق المكون من ثلاثة أرقام؟

يفترض أن يكون عدد الضحايا بين عامي 2014 و2019 في نطاق رقم من 3 خانات! ويقال إن الجاني احتفظ بقائمة منذ عام 2013 تضم 80 اسما مختلفا لنساء. وكانت الملفات والأسماء متاحة بالفعل لمكتب المدعي العام في بيليفيلد، ولكن يبدو أنه لم يُجرى تقييم شامل للوضع إلا العام الماضي، أي منذ تولى مكتب المدعي العام في دويسبورغ التحقيق.

وعندما سُئل مكتب المدعي العام في دويسبورغ عن الوضع الحالي للتحقيق، أجاب: “إن فحص ما إذا كانت الجرائم التي ارتكبها المتوفى خارج المستشفى لا يزال جاريا. وهذا يعني أنه لا يزال من غير الواضح عدد الضحايا، وإذا كان الأمر كذلك، فكم عدد الضحايا الآخرين الذين يحتمل أن يكونوا متضررين”.

Photo: Amloud Alamir

المصدر