Photo: Amal Berlin
06/09/2022

كليو شتراوب مستعدة دائماً.. مسلسل ألماني مميز على نيتفلكس!

مما يحسب لمنصة نيتفلكس أنها أعطت مساحة كبيرة للأفلام والمسلسلات من مختلف أنحاء العالم، ولم يعد الإنتاج والانتشار محصوراً بالولايات المتحدة. فقد قللت المنصة من الهيمنة الأمريكية، وأصبحنا نشاهد مسلسلات إسبانية وفرنسية وألمانية وحتى كورية. يتيح هذا التنوع التعرف على الثقافات المختلفة وأساليب الإخراج المتنوعة للبلدان المُنتِجة. كما أنه يقدم التاريخ من وجهة نظر غير أمريكية وهذا ما لم نعتد عليه مسبقاً.

كليو شتراوب تتولى المهمة

لم يعد القضاء على أعداء الدولة من قبل بطل أو بطلة واحدة حكراً على هوليوود! هذه المرة “كليو شتراوب” من ألمانيا الشرقية سوف تتولى هذه المهمة. في الأسبوعين الماضيين تصدر المسلسل الألماني “كليو” من بطولة يلا هازة وإخراج فيفيان أنديريغين قائمة المسلسلات في نيتفلكس ألمانيا. هذه ليست المرة الأولى التي يتصدر فيها مسلسلاً ألمانياً القائمة في نيتفلكس. فقد كانت المرة الأولى من نصيب مسلسل الغموض “دارك” بأجزاءه الثلاثة. ولكن لا داعي للمقارانات هنا فالمسلسلان مختلفان كلياً.

مستعد دائماً

تخيل أن تكتشف لاحقاً أن حياتك مبنية على كذبة كبيرة! أو أنه تم حشو دماغك بأفكار ومبادئ ومعتقدات منذ الصغر فقط ليتم استغلالها لتحقيق مآرب سياسية واقتصادية. فنحن في حالة مجابهة دائمة مع العدو الغاشم والقوى الإمبريالية! يجب أن تكون مستعداً دائما لخدمة الوطن وتحقيق أهداف الحكومة. وأن تكون رقيباً على جميع من حولك لضمان أمن واستقرار الدولة! قد يكون كل ذلك مألوفاً للسوريين بشكل خاص! ولكننا نتكلم هنا عن ألمانيا الشرقية التي استوحت أنظمة المنطقة وخاصة سوريا منها العمل الاستخباراتي وإحكام القبضة على الشعوب. أحياناً يصبح الأمر مربكاً فتعتقد أنك تشاهد التجربة السورية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي بلغة ألمانية.

8 حلقات

دون “حرق” للأحداث، تدور قصة المسلسل القصير حول قاتلة تعمل مع جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية، تنفذ عملياتها داخل ألمانيا الغربية. ولكن لسبب من الأسباب تتعرض كليو للخيانة، ويعتقلها جهاز أمن الدولة “الشتازي”. بعد سقوط جدار برلين يُطلق سراح المعتقلين من سجون ألمانيا الشرقية وتبدأ كليو بمطاردة من تآمر عليها من بلد لآخر لإيجادهم واحداً تلو الآخر. يتكون المسلسل من ثماني حلقات فقط مدة كل منها ٤٥ دقيقة.

أداء مميز

أعتقد أن مخرجة العمل استوحت العديد من المشاهد لتبدو وكأنها جزء من أفلام كوينتين تارانتينو، من خلال مشاهد العنف والحركة والإثارة التي تصاحبها موسيقى مميزة وبقالب ساخر قليلاً. أداء يللا هازة – والتي لسبب ما أعتقد أنها تشبه أنجيلا ميركل عندما كانت في العشرينيات من عمرها، رغم أني لا أعرف أنجيلا في عشرينياتها – أداء رائع حقاً. كما أن الشخصيات مرسومة ومكتوبة بدقة وعناية واختيار الملابس والديكور يعيد الكثير من الذكريات. بالطبع هناك بعض الأحداث أو الحركات غير المنطقية للزوم حبكة الدراما والأكشن. ولكن من دون شك، المسلسلات الألمانية التي تقدمها نيتفلكس مختلفة كلياً عما تقدمه المحطات التلفزيونية الألمانية وجديرة بالمشاهدة حقاً.