لطالما سمعنا اسم إنانا (عشتار) ذلك الاسم المرتبط في أذهاننا بحضارة بلاد الرافدين وعن المرأة (عشتار) المرتبطة بالحب والجمال، الجنس والرغبة، السلطة والسياسة، المرأة التي عبرت عن معنى التضحية قبل سبعة ألاف عام!
ولا يزال أثر إنانا حاضراً معنا من خلال عيون حفيداتها اللواتي يعبرن عما عاشوه ويعيشوه في بلاد الرافدين (العراق) حتى يومنا هذا. فكرة “عيون إنانا” هي عبارة عن لم الأقلام النسوية، وتسليط الضوء على نتاج الأديبة، القاصة، الشاعرة، العراقية عند مجتمعها الداخلي خاصة وظهورها في الآفاق الخارجية عامةً.
ريشٌ أحمر!
عنوان بدأت فيه قصتها الكاتبة تمارا عطية، وهي واحدة من 9 كاتبات جُمعت أعمالهن في باب القصة القصيرة. ركزت عطية في عنوانها على اللون أحمر كرمزية للقصة التي تتمحور حول الرغبة الجنسية والغواية من خلال وصفها لسبعة ملائكة وتبادلهم القضايا الاجتماعية بصورة واضحة بعيدة عن النمطية.
التحديات وإثبات الوجود
بصورة عامة ليس فقط بالعراق وإنما في كل الشرق الأوسط، تواجه الكاتبات الكثير من التحديات، قالت عطية وأضافت: “هناك صورة نمطية مسبقة لكل امرأة كاتبة وهذه الصورة معززة أكثر بمجتمعاتنا ووجودنا في هذا الوسط هو تحدٍ بحد ذاته”.
شاعرة الوجع!
أنا البابليةٌ
أنا من ملأتُ ليلَ الأرضِ، شلالات ضوء
هو ذا قلبي يشيرُ إليك..
هكذا عبرت الشاعرة فرح دوسكي عن حياة إنانا التي عاشتها بكل تفاصيلها وأكملت: “هذه الكلمات هي بداية من ملحمتي بعنوان (بكاء الرقيم) وهي عبارة عن تسع حلقات شعرية وصفت فيها حياة إنانا قبل سبعة ألاف سنة”.
هم الوطن!
وتتابع دوسكي: “لُقبتُ بشاعرة الوجع لأنه يكفيني ما رأيت من حال وطني، فالشاعر يحتاج فقط إلى وخزة ألم، أو مشهد فرح كي يكتب ويبدع. أنا أكتب في الشارع، في المطبخ بالرغم من كثرت المسؤوليات التي أعيشها كامرأة عراقية ولكن الكتابة هي فكرة لا تؤجل والمشهد الأدبي في العراق للأسف بحسب ظروفه والأشياء التي عاشها يقتصر غالبيته على الذكور والمرأة الأديبة لا مكان لها في هذا الوسط إلا القليل (..) كتبت وأنا عندي 11 عاماً، ونُشِرت أول قصيدة لي بمجلة المواصلات”.
وأضافت دوسكي: “كانت فرصة جميلة أن أحضر إلى برلين لكي أقدم نص بعنوان (تراتيل وطن). وهو جزء بسيط جداً من نتاجي الشعري البالغ سبع دواوين شعرية. قدمت هذا النص في العدد الثاني مع الشاعرات البالغ عددهن 17 شاعرة حيث شاركتهن بالألم واصفة العراق وهو ينزف. والشيء الذي يجمع بين العددين الأول والثاني هو الوطن الموجوع، فغالبية الشاعرات والكاتبات عشن قصص في زمن كثر فيه الألم”.
كيف كانت تجربتك في عيون إنانا؟
تقول إيناس فيليب: “تجربتي بدأت عام 2018 عندما قررت الانضمام لإحدى ورشات الشعر لدى عيون إنانا، حيث جُمعت الكاتبات الهواة من كل محافظات العراق ولم أكن أعلم أن هناك مسابقة في ختام الورشة، فكانت مثل مفاجئة لي إلى أن حصلت على المركز الثالث وكنت من إحدى اللواتي فُزن بورشة الكتابة الإبداعية لنص بعنوان (سرير الماء) الذي يحكي عن أشياء عشتها عندما كنت غارقة في المشاكل بالرغم من ذهابي لملجأ راحتي ألا وهو سريري”.
برعاية غوته
معهد غوته دعم الأقلام النسوية في العراق ضمن بلدهن وخارجه، من خلال إصدار نتاجهن الفكري الذي يلخص معاناة الكاتبة العراقية والظروف التي عاشتها في ظل الحرب وحب الوطن، وذلك من خلال عددين تحت عنوان (عيون إنانا) مترجم لعدة لغات منها الألمانية. ودعم المعهد أيضاً جولتين لبعض الكاتبات في أوروبا، الأولى كانت إلى فرنسا، والثانية كانت من نصيب مدينة برلين مؤخرًا.
حفيدات إنانا في برلين
الشاعرة فرح دوسكي: شاعرة و إعلامية عراقية من دهوك. لها عدة دواوين شعرية منها: (تائه بذاتي ـ أحاول دحرجة الأيام ـ فارغة من التصفيق يدي ـ اسمك الضوء) متفردة بكتابة النثر والومضة والشعر الشعبي.
الكاتبة تمارا عطية: من مواليد البصرة حاصلة على شهادة الماجستير بالترجمة. تكتب القصة القصيرة وهي عضو مؤسس لمنظمة (لاراك) الخيرية. شاركت بالعديد من البرامج الدولية وحائزة على جوائز تقديرية.
الشاعرة إيناس فيليب: شاعرة من مواليد بغداد تميل لتوظيف السرد في قصائدها النثرية. عملت محررة بمجلة (ومضة) الإلكترونية ومجلة (ستلايت) الورقية. نُشرت قصائدها في عدة صحف إلكترونية وورقية.