Foto: Adnan Kadm
27/02/2022

مشروع تعلم اللغة العربية.. بصمة ثقافية بأيادٍ سورية

يعد تعليم اللغة العربية للأطفال العرب والمسلمين المقيمين في ألمانيا موضوعاً صعباً وشائكاً، خاصة أن اللغة العربية لاتعد لغةً رسميةً تقدم للأطفال في المناهج الدراسية، إلا أن الأهالي تنبّهوا إلى قضية الحفاظ على الهوية الثقافية العربية لهؤلاء الأطفال، لتنشأ مبادرات فكرية ملموسة وجدت آذاناً صاغيةً لدى أغلبية الأهالي،ولتتمخض عنها مشاريع تعليمية بناءة، منها على سبيل المثال مشروع تعلم اللغة العربية في مدينة نورتهايم بمقاطعة سكسونيا السفلى، والذي لاقى ترحيباً كبيراً على المستوى الأهلي والرسمي.

هوية ثقافية

السيدة منال عطايا مديرة المشروع والمنسقة العامة أوضحت أنه أنشىء المشروع بهدف تعلم الأطفال العرب والمسلمين اللغة العربية كي تترسخ العلاقة بينهم وبين لغتهم الأم وبالتالي تتحدّد هويتهم الشخصية فلا يفقدوا انتماءهم لدينهم وعروبتهم ويستطيعوا التواصل مع أقاربهم المتواجدين في مختلف أرجاء العالم التي فرضت عليهم الحروب تشتتهم في أصقاع المعمورة.

وأضافت عطايا قائلة : (يبلغ عدد التلاميذ أربعين تلميذاً وتلميذةً موزعين على أربعة صفوف، ثلاثة صفوف للتلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين (6-12) عاماً و صف للتلاميذ بين (13-17) عاماً، ويتألف الطاقم التعليمي من أربع معلمات يدرّسنَ اللغة العربية ، اضافة إلى ذلك تعلّم القيم الأخلاقية كالمحبة والتسامح والصدق والأمانة .. من خلال عرض قصة في كل درس تتضمن احدى القيم وتعرض القصص بواسطة العارض الضوئي (Projektor). وصرّحت السيدة عطايا أنها طرحت فكرة المشروع على المؤسسة المختصّة في مدينة نورتهايم، وهي مؤسسة (كافيه ديالوك) (Dialog Café) وتم الترحيب بالفكرة وقدمت-الجهة المذكورة- المكان المناسب.

وأشارت عطايا أنه بسبب جائحة كورونا توقف المشروع عن استيعاب أعداد اضافية ، ولا يزال كثيرمن الأهالي الموجودين في المدينة ومحيطها يرغبون في تسجيل أطفالهم.

تمكين الأطفال

مُدرسة اللغة العربية، نور حبال أوضحت قائلةً: “يتفاعل التلاميذ بشكل كبير مع الدروس التي نقدمها لهم، يتعلمون اللغة العربية من خلال الأحرف والكلمات، في البداية واجهوا مشاكل بتعلم الأحرف إلا أنهم تجاوزا هذه المشكلة بعد شهرين من بداية المشروع”. كما نوّهت حبال أن الهدف الأساسي من دروس اللغة العربية هو تمكين الطلاب من قراءة الجمل البسيطة وكتابتها، كي يستطيعوا التواصل مع أصدقائهم وأقاربهم من أبناء جلدتهم.

وحول المشاكل أشارت حبال أن الحصة الأسبوعية المقدمة مدتها ساعتين، وهي غير كافية لتعليم الأطفال أصول اللغة العربية، فلابد من زيادة الحصص لتعطى مرتين في الأسبوع على الأقل أواستغلال أيام العطل الصيفية.

المُعلمة ولاء البقاعي قالت من جانبها: “يعد المشروع ذو فائدة كبيرة، باعتبار أن الأطفال لم يتسنّ لهم تعلم اللغة العربية في مدارس أوطانهم بسبب ظروف الحرب. وجدتُ جديّة تامة لدى الأطفال لتعلم العربية، نظراً لكون اللغة العربية مرتبطة بلغة القرآن الكريم”. وتأمل البقاعي في زيادة الدعم المقدم للمشروع من قبل الجهات المعنية حتى يتمكن غالبية الأطفال العرب من تعلم لغتهم الأم.

براعم المستقبل

محمد الساري (11 سنة) قال: “قدمت إلى ألمانيا مع أهلي في 2015، استفدت كثيراً من الدروس، حيث استطعتُ بفضل المعلمة من تعلم القراءة والكتابة، وتمكنتٌ من التحدث مع الأصدقاء والأقارب بلغتي الأم”.

أما لجين العكاوي ( سنوات10)، فأكدّت أن المعلمة قدّمت لها الفائدة من خلال تعلم الأحرف والكلمات والجمل، بالإضافة إلى متابعة الأهل للدروس، حيث تساعدها والدتها بتأدية واجبها المنزلي ومراجعة ماتلقته من حصص درسية. مؤمّل الحسيني ( سنة 13) قال: “وصلت إلى ألمانيا وكان عمري ست سنوات، ولم يتح لي اكمال تعلم اللغة العربية في العراق نظراً لظروف الحرب هناك، فوجدت في هذا المشروع ضالتي بتعلم اللغة العربية، اليوم أستطيع أن اقرأ القصص القصيرة وأتابع القنوات العربية، لقد تغيرت حياتي راساً على عقب بفضل تعلم اللغة).

من اليسار إلى اليمين: مديرة المشروع منال عطايا، ولاء البقاعي، دانية سلمان، نور حبال

 

  • تقرير: عدنان كدم