مازال الكثير من الناس عالقين على الحدود والطقس يزداد سوءاً، والمحزن أن عدداً أكبر بكثير من الأوروبيين لا يبالون بما يجري! لا يبالوا إن كان هناك من تتجمد أطرافهم أو من ينهار جوعًا، أو من يعاني من الرعب؛ من أن يفقد آخر فرصة له للنجاة! وكأننا لسنا جميعاً لسنا على نفس الكوكب الذي تتلاشى انسانيته شيئاً فشيئاً..
مواجهة العجز
تنتشر الآن حملة على الانترنيت ومواقع التواصل بعنوان “شارك عارك”! وهي محاولة عدد من الأوروبيين لمواجهة نُظرائهم وتعرية ما ينتابهم من خجل جراء عدم أخذهم لموقف يساعد من تقطعت بهم السبل على حدود بلادهم. لذا نظم العديد من النشطاء والمدافعين عن حقوق الانسان “مسيرة العار” بالإضافة لكونهم قد نظموا أيضاً العديد من المظاهرات الدولية في السنوات الماضية وقرروا توحيد الجهود مع الوافدين الجدد.
يطالب ريكو فوربيرغ -أحد المنظمين- الناس: ‘امشوا معنا في العار. قد نشعر بالعجز، لكننا سنواصل الاتصال ولن نبقى صامتين. وسنعمل معًا ونقف معًا ونتحدث معًا ونتشارك معًا. سواء كان ذلك عبر الإنترنت، كما نفعل يوميًا مع الأصدقاء والعائلة والأحباء، أومن خلال المسيرات التي ننظمها في دول أوربية مختلفة.”
يُضيف فوربيرغ :”الفكرة بسيطة، يمكنك الانضمام إلى الأشخاص المتنقلين لمدة أسبوع في مكان ما على الحدود. لقد قمنا بتنظيم العديد من هذه المسيرات ودائمًا ما تبين أنها تعيد لنا إنسانيتنا حقًا، وبكل أشكالها. قمنا بتنظيم العديد من جولات المشي في مسيرة العار والآن في البوسنة من 13 إلى 18 فبراير/ شباط”. هذه هي المرة الخامسة التي تنظم المبادرة مثل هذه الجولات وفي كل مرة على حدود بلد أوروبي مختلف.
أما من هم غير قادرين على ذلك وخطر على بالهم القيام بأمر ما، تقول المبادرة: “شاركنا بالكتابة على هذه الصفحة، يمكنك الكتابة عن اللحظات التي شعرت فيها بالخجل، بشكل خاص وشخصي قدر الإمكان. الاعتراف العلني بالخزي يعيد العدالة ويقربنا من بعضنا البعض. ويمكنك أن انضم Walk Of Shame Talks. تُجرى العديد من المحادثات مع العالقين بمخيمات اللاجئين في أوروبا والذين أصبحوا فيما بعد أصدقاء. هي دعوة لإعادة الإنسانية للعلاقة بين سكان أوروبا والأشخاص المتنقلين”.
بعض ما كتب على الصفحة
نحن مواطنون في أوروبا ونشعر بالخجل. شهد كل منا أن سياسات الهجرة الأوروبية أدت إلى نزع منهجي للإنسانية عن الأشخاص العالقين على حدود أوروبا. نحن لا نوجه أصابع الاتهام إلى أي شخص. نعتقد أن هذا علينا جميعًا.
ليس الأمر أننا لم نحاول. أحضر بعضنا خيامًا وطعامًا، ووقع بعضنا على عرائض وانضم إلى الاحتجاجات، وسيواصل البعض منا القيام بذلك. لكن علينا أن نواجه حقيقة أنه على الرغم من كل جهودنا، فإن الوضع قد ازداد سوءًا خلال السنوات الماضية: لم تكن هناك محاولة على مستوى أوروبا لحل الأزمة منذ قرارات النقل الأوروبية لعام 2015.
حان الوقت للاعتراف بحقيقة أن أوروبا فشلت بالحفاظ على بعض قيمها ولا يمكن توقع أي تغيير في المستقبل القريب. لذلك سوف نعترف علنًا وشخصيًا بأننا، كأوروبيين، فشلنا بالتصرف وفقًا للمعايير الأوروبية التي عملنا بجد لوضعها في الماضي. فليكن هذا احتجاجنا وليكن معروفًا من قبل الأشخاص العالقين بمخيمات اللاجئين، من قبل العائلة والأصدقاء وصناع القرار.. للمزيد من الاقتباسات.
فن العار
يمكن للفنانين أيضاً المشاركة في مادة “مسيرة العار” من خلال “تحديات الفن”، وبالتالي، إنشاء فن العار. يؤكد الفن على تركيز المشروع على أن تكون في محادثة وأن تكون حاضرًا مع الأشخاص العالقين على الحدود الأوروبية. يمكن عرض العمل الفني الخاص هنا.
ما الفائدة؟
قد يتساءل البعض عن مدى جدوى هذه المبادرة، يجيب فوربيرغ: “نحن نؤمن بالعمل التراكمي من قبل كل الأشخاص الذين يشعرون بمأساوية الوضع على الحدود الأوروبية، وما نقوم به على الصعيد الانساني أفضل من لا شيء. نحن لسنا سياسيين وأصحاب قرار بما يجري على الحدود، لكننا فقط نريد أن نكون بجانب من يعانوا وأن نتشارك الوقت وهو مانملكه”.
يقول الشاب القادم من أفغانستان عادل راندهوا، والعالق في اليونان: “كان من الجيد أن ألتقي مع ناس يُشعروك بإنسانيتك وبأنك موجود، وأن نصبح فيما بعد أصدقاء”. قد تكون هذه المبادرة أيضاً دعوة للمواطنين الجدد لتقديم المساعدة، فالطريق لم ينتهي بعد!