Photo: Fahrschule- Sonne
17/10/2021

هل تحتاج قيادة السيارة في برلين لقلب من حديد؟

شهدت ألمانيا خلال السنوات الخمس الماضية إقبالاً كبيراً من اللاجئين العرب للتسجيل في مدارس تعلّم قيادة السيارات، خاصةً بعد حصول معظمهم على شهادة اللغة الألمانية المناسبة، ودخولهم مجالات العمل المختلفة في بلدهم الجديد.

تعريب اختبار القيادة النظري!

الفرحة بالحصول على رخصة القيادة – Photo: Fahrschule- Sonne

أكّد كثيرون ممن خاضوا تجربة إصدار رخصة قيادة، أن دخول “اللغة العربية” باختبارات القيادة سهّل الأمر عليهم جداً! فاختبار القيادة النظري لم يكن متاحاً “باللغةالعربية” قبل عام 2016، ما جعل إقبال اللاجئين على التسجيل في مدارس القيادة متأخراً بعض الشيء. ثم بدأ التسجيل للحصول على الرخصة يتزايد في غضون ثلاثة أشهر، حيث سجّل أكثر من 10 آلاف قادم جديد أنفسهم بمدارس تعليم القيادة، وكان معظمهم من الرجال.

أولى التحديات!

بعد تجاوز تحدي اللغة الألمانية، كان على المتقدم تجاوز تحدٍ آخر، وهو إيجاد آلية للتوفيق بين ما تعلّمه ودرسه طوال حياته في بلده الأصلي، وبين ما يدرسه ويختبره في بلده الجديد! حتى اللاجئين الذين يجيدون القيادة وكان لديهم رخصة قيادة صادرة من بلدانهم، كان عليهم اجتياز الاختبار النظري والعملي للحصول على رخصة القيادة ألمانية، لأن رُخص القيادة الخاصة ببلادهم غير معترف بها في ألمانيا.

السواقة في برلين تحتاج لقلب حديدي!

تقول شيرين، من سوريا: “سجّلت في إحدى مدارس تعليم القيادة في برلين، إذ لم تكن لدي رخصة قيادة من قبل، وهذا ما سهّل الأمر عليّ أكثر، إذ بدأت من الصفر بالتعلّم، دون الخلط بين قوانين المرور ببلدان أخرى، كما حصل مع الكثيرين”! تتابع شيرين: “أكثر السلبيات التي وجدتها في البداية، صعوبة الحصول على موعد أو دور في مدارس القيادة، ثم عدم التطابق بين ما درسته نظريًا، وما هو موجود على أرض الواقع في دروس العملي! فقوانين السير هنا صعبة جداً، ولا بد من التركيز الدائم والانتباه على كل شيء، خاصةً سائقي الدراجات! باختصار.. أرى أن القيادة في برلين تحتاج لامرأة بقلب من حديد”!

نظريًا شيء.. وعمليًا شيء آخر!

أما عبد الجبار من العراق، فيقول: “عانيت في بداية الأمر من المماطلة والتأخير لقبولي بإحدى المدارس، لكنّي حققت هدفي بعد ستة أشهر من الصبر، الإيجابية الوحيدة التي أجدها في هذا الموضوع هي إمكانية حصول اللاجيء أيّاً كان على حقّه بالقيادة بحريّة بعد تعديل شهادته! لكن من أهم السلبيات التي شاهدتها، هو عدم حصول المتدرب على مدرّب جيد في بعض الأحيان، ثم عدم التزام الكثيرين بقوانين السير، كالتقيد بالإشارات الضوئية، والتقيد بحدود السرعة المطلوبة، هذا عدا عن مشكلة الحصول على موقف خاص لركن السيارة بسبب الازدحام والضغط الكبيرين في برلين”.

التحاق العديد من القادمات والقادمين الجدد بمدارس تعليم القيادة في ألمانيا للحصول على الرخصة، لم يكن بالأمر المستحيل، لكنه بالطبع لا يخلو من التحديات.

  • تقرير: خلود فاخرة