قبل منتصف ليل الأربعاء بقليل، هبط ثمانية نساء ألمانيات من أنصار تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي في مطار فرانكفورت مع أطفالهن البالغ عددهم 23. ووفقاً لموقع شبيغل تم سجن الجهاديات المزعومات اللاتي تتراوح اعمارهن بين 30 و 38 عاماً مع أطفالهن لسنوات في مخيم الهول لمكافحة الإرهاب في شمال سوريا، والذي يحرسه المقاتلون أكراد. وكجزء من عملية إنسانية، تمت إعادتهن الآن إلى وطنهن.!
عملية سرية
نجحت العملية السرية بحسب وصف موقع شبيغل، التي تم التخطيط لها منذ شهور، بدعم من الجيش الأمريكي، الذي نقل النساء الألمانيات مع أطفالهن من سوريا على متن طائرة عسكرية. وفي قاعدة أمريكية في المنطقة، تم تسليمهم إلى دبلوماسيين ألمان، وتم نقلهم جواً تحت حراسة من الشرطة الجنائية الألمانية. ومن هناك سافرت النساء اللواتي انطلقن إلى سوريا للزواج من عناصر داعش بين عامي 2014 و 2016 إلى ألمانيا على متن طائرة مستأجرة. بالإضافة إلى 8 نساء من ألمانيا، كان على متن الطائرة أيضاً 3 دانمركيات من أنصار تنظيم الدولة مع أطفالهن الأربعة عشر.
وذكر موقع شبيغل أن السلطات القضائية أصدرت مذكرات توقيف بحق 6 نساء من أصل 8 نساء من ألمانيا وتم توقفيهن في مطار فرانكفورت ونقلهن إلى مرافق إصلاحية. وفي بيان لوزير الخارجية هايكو ماس مساء أمس، تم اعتقال “جزء كبير” من النساء.
في معظم حالات ما يسمى بـ “نساء داعش”، تحقق السلطات بسبب دعمهن لتنظيم داعش الإرهابي، ولكن الأدلة ضد الجهاديات المزعومات تتباين بشكل كبير.
المدعي العام يحقق مع 3 سيدات
العائدات بحسب شبيغل هن من برلين وبريمن وبافاريا وهامبورغ وهيسن وساكسونيا السفلى وشمال الراين-فيستفاليا. وأشار الموقع إلى أن المدعي العام الاتحادي في كارلسروه حصل على مذكرات توقيف بحق 3 منهن لأن هناك أدلة ملموسة على دعمهن لمليشيا داعش الإرهابية. يذكر أن الجماعة الإرهابية تمت هزيمتها في سوريا والعراق في عام 2019، وبدعم أمريكي هائل بحسب وصف الموقع.
وأشار الموقع إلى أن هناك تهم لبعض الناس. ذاكراً على سبيل المثال فيرينا م من ولاية شمال الراين-فيستفاليا. التي انتقلت إلى سوريا في عام 2015. وتلقت تدريبات على الأسلحة لدى داعش. وربما كانت نشطة لاحقاً في الشرطة الأخلاقية التابعة للتنظيم. حتى بالنسبة لابنها البالغ من العمر الآن 12 سنة. والذي أسمته محمد. كانت تخطط لضمه إلى صفوف المقاتلين في التنظيم في عام 2016. وتم التقاط صور للطفل وهو يبلغ 7 سنين حينها، حاملاً السلاح ومردداً لقسم الولاء لتنظيم الدولة الإسلامية.!
سبعون ألمانياً ما زالوا في سوريا!
قصص النساء العائدات مختلفة، بعضهن انتقل إلى سوريا من ألمانيا بمفردهن وتزوجن هناك من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وأخريات سافرن إلى منطقة الحرب مع شركائهن وبعد وفاتهم تزوجن من مقاتلين آخرين من ميليشيا داعش. وبعد سقوط التنظيم، الذي سيطر بشكل مؤقت على أجزاء كبيرة من سوريا، تم القبض على النساء من قبل المقاتلين الأكراد. واقتيادهن إلى مخيم الهول.
وبحسب موقع شبيغل ما يزال في شمال سوريا، ما يقرب من 70 ألمانياً. يقبعون في معسكرات لمقاتلي داعش، حوالي نصفهم لديهم مذكرات توقيف سارية في ألمانيا.
التعامل مع العائدين من الجهاد ليس بالأمر السهل على ألمانيا. على الرغم من تشديد القوانين ذات الصلة بشكل كبير في السنوات الأخيرة. حيث تم اعتبار الطهي لمقاتلي داعش أو إدارة منزل لتنظيم الدولة الإسلامية عملاً داعماً للتنظيم. ومع ذلك فإن الأدلة المتاحة غير كافية لإدانة النساء اللاتي يُشار إليهن غالباً باسم “عرائس الجهاديين” في وسائل الإعلام الشعبوية.
Photo :Boris Roessler/dpa