في الفترة التي تسبق الانتخابات، يطرح السؤال بشكل متزايد حول من يتحكم في الخطاب على وسائل التواصل الاجتماعي؟ وكيف تؤثر على قرارات تشكيل الرأي والتصويت؟ وهل المعلومات المضللة تؤثر على الديمقراطيات؟
من الممكن أن يعلم البعض أن عناوين البريد الإلكتروني الخاصة لأعضاء البوندستاغ قد تعرضت للهجوم منذ بداية العام. الحكومة الاتحادية ألقت باللوم على المخابرات العسكرية الروسية، ويخشى أنها تستخدم البيانات المسروقة للتدخل في عملية تشكيل الرأي العام. هذه المعلومات لا تتعلق بالأكاذيب اليومية مثل “لم أستطع القدوم كانت حرارتي مرتفعة”! وإنما بالأكاذيب السياسية. الأكاذيب التي من المفترض أن تخدع الناس، وتجعلهم يشعرون بعدم الأمان، ويشكون بالديمقراطية! باختصار: نتحدث عن التضليل..
المعلومات المضللة!
النائب عن الحزب الديمقراطي الحر، كونستانتين كوهلي، قدم اقتراحًا مع أعضاء المجموعة البرلمانية الآخرين ببداية الحملات الانتخابية، دعا فيه لإنشاء فريق عمل ضد التضليل، يتم فيه تجميع المعلومات من وزارة الخارجية إلى وزارة الداخلية وجهاز المخابرات الاتحادية. مطالباً المنصات بتقديم مزيد من المعلومات حول حملات التضليل: “الحكومات الاستبدادية تستخدم الإنترنت كمنصة اتصالات، ولكن أيضًا كمنصة للهجمات الإلكترونية. فهي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، وتستخدم التمويل السري، للتأثير على عملية صنع القرار في الدول الأوروبية الديمقراطية من خلال قنوات مختلفة تمامًا. وذلك للسبب التالي: كلما زاد شك الناس في قدرة المنظمات والمؤسسات الحكومية على التصرف، كان من الأسهل على بوتين وأردوغان تقديم نفسيهما كقادة أقوياء”.
كان خطاب كوهلي في البوندستاغ له سبب محدد للغاية، ففي آخر تقدير منذ فبراير/ شباط هذا العام، كان هناك هجوم قرصنة منسق ضد أعضاء بالبوندستاغ! الهدف: نشر معلومات مضللة على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ويفترض أن روسيا تقف وراء تلك الهجمات! وحسب كوهلي هناك ما لا يقل عن سبعة أعضاء من البوندستاغ استُهدفوا بهجمات التصيد الاحتيالي خلال الأسابيع والأشهر القليلة الماضية! بالاضافة للبحث عن كلمات المرور التي يمكن استخدامها لتسجيل الدخول بمواقع التواصل الاجتماعي للنواب، لنشر معلومات مضللة.
هل لروسيا دور في تغذية المعلومات المضللة؟
“Ghostwriter” هو اسم العملية التي تكمن وراءها عمليات التضليل، إن Ghostwriter عملية طويلة الأمد وواسعة النطاق من قبل المخابرات الروسية ضد بولندا ودول البلطيق، وضد ألمانيا: “الهدف هو زعزعة الاستقرار، وبث الخوف، والغضب، وتحريض الفئات الاجتماعية على بعضها البعض أو ضد الأفراد” حسب ماقاله ستيفان كرامر، والذي كان رئيسًا لمكتب حماية الدستور في تورينجيا! لذلك عندما يتحدث عن شكل من أشكال الحرب هنا، يلاحظ المرء وجهة نظر السياسة الأمنية للمعلومات المضللة!
مخاوف حزب البديل من التزوير الانتخابي!
سياسيون من حزب البديل أشاروا إلى مخاوفهم من التزوير الانتخابي في ألمانيا! وكتب عضو البوندستاغ عن البديل، ماركوس فرونماير بحسابه على فيسبوك: “عام 2021 يمكن أيضًا سرقة انتخاباتنا”! وقالت المجموعة البرلمانية لحزب البديل في مكلنبورغ أن الإعلان عن المزيد من الأصوات البريدية أثناء الوباء يعني أنه “تحت ستار الحماية من العدوى، من الواضح أن خطر حدوث مخالفات انتخابية يزداد”. لكن ليس جديداً أن يزعم هؤلاء أن الانتخابات في ألمانيا يتم التلاعب بها على نطاق واسع! خاصة بعدما شاهدناه في انتخابات 2020 الأمريكية.
زادت ادعاءات التزوير من حزب البديل ومن يدور في فلكه، بعد فوز حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في انتخابات ولاية سكسونيا أنهالت تحت قيادة مرشحه راينر هاسيلوف في يونيو 2021. حيث حصل الحزب على 37.1% من الأصوات، تلاه حزب البديل من أجل ألمانيا بنسبة 20.8%. لكن في آخر استطلاعات الرأي قبل الاقتراع آنذاك، توقع استطلاع أجراه معهد أبحاث الرأي INSA فقط فرقًا ضئيلًا بين CDU وAfD.
يمكن تفسير ذلك على أن الناخبين الذين أرادوا بالفعل التصويت لصالح حزب آخر، قرروا التصويت لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بهدف منع حزب البديل من الفوز في انتخابات سكسونيا. هذا التناقض بين الاستطلاعات والنتيجة اتخذه سياسيون من حزب “داي بيسيس” الشعبوي، كفرصة للترويج لمزاعم حول تزوير انتخابي.
شائعات وقت الانتخاب
من التقارير الكاذبة، والتي ظهرت عام 2017، بأنه يُطلب من الناخبين إحضار أقلامهم الخاصة إلى كوة الاقتراع، لأنه يتم وضع أقلام رصاص فقط أو أقلام أخرى قابلة للمسح في مقصورات التصويت من أجل التلاعب بأوراق الاقتراع أثناء عملية الفرز! بالإضافة إلى ذلك، الروايات المتعلقة بوباء كورونا، وأن الفيروس وجد أو حتى اخترع لجعل انتخابات البوندستاغ تصويتًا بريديًا بحتًا أو لإلغائه قبل وقت قصير من موعد الانتخابات!
يدّعي معارضو التطعيم أنه يجب استبعاد الأشخاص غير المطعمين من التصويت عن طريق إدخال قاعدة 3G بمراكز الاقتراع، وبعد ذلك فقط أولئك الذين تم اختبارهم أو تطعيمهم أو شُفيوا يحصلون على حق الوصول!