-Photo: Screenshot youtube
22/08/2021

ملامح سياسية أولاف شولتز المرشح “الأوفر حظًا” لخلافة ميركل!

تساوى الحزبان التقليديان الاشتراكي الديمقراطي SPD والاتحاد المسيحي CDU في استطلاع الرأي الأسبوعي الذي أجراه معهد Insa ونشرته اليوم صحيفة بيلد أم زونتاغ. إذ حصل كل حزب على 22% من أراء المشاركين. وبحسب موقع تسايت، فإن الحزبين يتساويان لأول مرة منذ 2017!

هذه النتائج تُظهر ميل الناخب الألماني إلى الاشتراكيين الديمقراطيين في ظل الانتقادات الواسعة التي يواجهها الاتحاد المسيحي ومرشحه لمنصب المستشار آرمين لاشيت. لكن في نفس الوقت جاءت هذه النتائج مفاجئة بالنسبة للبعض، خاصة أن الأسبوع الماضي، وبعد سيطرة طالبان على كابول، وظهور مشاكل تتعلق بسوء تقييم الأوضاع هناك، وترحيل الموظفين الألمان والأفغان المتعاونين معهم، شهد إنتقادات واسعة لهايكو ماس وزير الخارجية الألماني المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، وصلت إلى حد المطالبة باستقالته.

وبحسب الاستطلاع أصبح أولاف شولتز الأكثر شعبية لخلافة ميركل بمنصب المستشار! إذ تجاوز لاشيت مرشح الاتحاد المسيحي، وأنالينا بوربوك مرشحة حزب الخضر المتقدمة هي أيضاً على لاشيت بنقطة مئوية.

العقد الاجتماعي وفقاً لشولتز!

قبل الانتخابات المقرر عقدها في الـ 26 من الشهر القادم، تتواصل حملات المرشحين لمنصب المستشار، وفي ضوء ذلك يقيم المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية (DIW) جلسات حوارية مع المرشحين الـ 3 تحت عنوان “خطاب برلين”. الجلسة الأولى استضافت مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتز يوم الاثنين الماضي، وقدم فيها خططه للمجتمع مستقبلاً.

تحدث شولتز خلال الجلسة عن أهمية التضامن الاجتماعي. وأبدى سروره وفرحته بالتضامن الذي أظهر المجتمع الألماني خلال جائحة كورونا، والكوارث الطبيعية التي تعرضت لها بعض المدن في غرب ألمانيا. وتحدث عن “الاستعداد الكبير للمساعدة من قبل عدد لا يحصى من المواطنين”.
وأضاف شولتز خلال الجلسة التي تم بُثت مباشرة عبر موقع يوتيوب: “التضامن يعد شرطاً أساسياً ليكون المجتمع قادراً على التعامل بنجاح مع التحديات الكبرى”! وضرب مثالاً على ذلك تغير المناخ.

واعتبر شولتز التضامن عنصراً أساسياً في بناء الديمقراطية الاجتماعية، وأنه بدون “التضامن وبدون وعي مشترك بالتآزر، لا يمكن على المدى الطويل تشكيل مجتمع ديمقراطي اجتماعي حر ومتساو”. وأكد أن التماسك والتضامن الاجتماعي هما سببان أساسيان لنمو القوة الاقتصادية للمجتمع.

لحظة إنسانية عظيمة

وعرج شولتز، المرشح الذي بات أكثر حظاً بين المرشحين الثلاث لمنصب المستشار، على التشوهات التي تطال الصورة المثالية للمجتمع الألماني. كالمتطرفين اليمينيين، ومواطني الرايخ، ومنظري المؤامرة أو ما يعرفون باسم “المفكرين الجانبيين”. وأشار إلى أن هؤلاء يحاولون تحقيق مكاسب سياسية خاصة على حساب “محن الآخرين”. وتحدث شولتز عن حركة اللاجئين عام 2015، التي رأى فيها السياسي الاشتراكي الديمقراطي “لحظة إنسانية عظيمة بالنسبة للبعض في ألمانيا”. بينما رأى البعض الآخر أنها لحظة فقدان سيطرة من الحكومة آنذاك!

الطريق إلى الحل هو المزيد من الاحترام

شولتز الذي يشغل منصب وزير المالية حاليًا، شدد على ضرورة محاربة جميع أشكال التمييز. وأشار إلى ضرورة الاستفادة من درس جائحة كورونا. ففي وقت الوباء تساوى الجميع، ولا يوجد “مهن أعلى ومهن أدنى، لأن أمين الصندوق في السوبرماركت، والممرضة، وعامل النظافة، وموظف خدمة توصيل الطرود، وسائق القطار.. كل واحد من هؤلاء يقدم مساهمة لا غنى عنها لمجتمعنا”. فمن الضروري وفقاً لشولتز استمرار مكافحة العنصرية والتمييز على أساس الجنس وكل شكر آخر من أشكال التمييز.

الحق بالمشاركة الكاملة

يرى مرشح منصب المستشار عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن مفهوم الاحترام مهم بشكل خاص بالنسبة له “عندما يتعلق الأمر بالمواطنين من أصول غير ألمانية”! فهم وفقاً له يشكلون ما يقرب من ربع السكان ولهم جميعاً حق المشاركة الكاملة بالحياة الاجتماعية في البلاد. وأضاف شولتز: “ألمانيا بلد هجرة، لكن علينا أن نصبح بلد الاندماج الأفضل (..) كل من يناضل من أجل مستقبله الشخصي هنا في ألمانيا، أنا أقف إلى جانبه”. ولم يتحدث شلوتز عن المهاجرين بصفتهم مجموعة منفصلة بل كجزء طبيعي من المجتمع!

Photo: Screenshot – youtube