27/05/2021

التعليم الرقمي وأثره على الاندماج في ظل جائحة كورونا!

للتعرف على مدى تأثر عملية الإندماج خلال جائحة كورونا في مجال التعليم الرقمي، عقدت مؤسسة كوربر شتفتونغ ندوة حوارية رقمية امتدت ساعة من الزمن، شارك بالإعداد لها صحيفة هامبورغ آبند بلات ومنصة أمل برلين وهامبورغ. شارك في الحوار هيفا عثمان وهي طالبة سورية، أنهت دراسة الثانوية العامة العام الماضي، وتدرس حالياً في قسم العلوم الإسلامية بجامعة هامبورغ، بالإضافة لرئيس قسم “التصميم وتطوير الدروس والمبادئ والشؤون الدولية” في BSB، راينر كوكر.

وإلى جانب كوكر وعثمان شاركت أيضاً عضو مجلس إدارة جمعية SchlauFox غير الربحية، السيدة يانا هيلغر. حاورهم كل من بيتر أولريش ماير، رئيس قسم السياسة المحلية في صحيفة هامبورغ آبند بلات، والصحفية الأفغانية والمحررة بمنصة أمل هامبورغ نيلاب لانغر!

حضور متواضع وموضوع مهم!

لم يكن عدد المشاهدين للبث المباشر مرضياً، رغم أن الموضوع كان مهماً جداً. فقد تحدثت هيفا عثمان والتي أسست مبادرة الأيدي الملونة، عن تجربتها مع التعليم الرقمي. وقالت: “كان للجائحة تأثير كبير علي، وعلى نشاطات المدرسة، سواء حفلات التخرج من الثانوية العامة، او فعاليات الوداع مع الطلاب! كان هناك إلغاء للكثير من الامتحانات، تم التعويض عنها بواجبات منزلية. الأمر الذي زاد من العبئ المنزلي علي أكثر من العادة وهذا كان صعباً خاصة أن عائلتي ليس لها خلفية أكاديمية، ولغتها الألمانية ليست كافية لتقديم الدعم لي”.  وأضافت عثمان أنها شعرت بالوحدة، الأمر الذي ترك عبئاً نفسياً زائداً عليها حسب وصفها، فقدراتها اللغوية لم تكن قوية، ما أخافها من الامتحانات أكثر من غيرها!

هيفا محظوظة فلديها لابتوب!

الحظ حالف هيفا حسب قولها، فقد كان لديها لابتوب، الأمر الذي سهّل عليها الالتحاق بحصص التعليم الرقمي. وأوضحت عثمان أن المدرسين وفروا قنوات للتواصل معهم، لكن بعض المدرسين لم يكونوا مستعدين للتواصل عبر البريد الإلكتروني. فالبعض منهم أيضاً ليس لديه خبرة تقنية، الأمر الذي ترك أثره أيضاً على سير العملية التعليمية.

راينر كوكر أكد الفجوة بالمعرفة الرقمية بالقول: “وجد المدرسون أنفسهم أمام معضلة التدريس الرقمي، والمدرسة تعين عليها أن توجد نظام رقمي للتواصل بأقصى سرعة ممكنة” وقد كان ذلك بحسب كوكر تجربة صعبة، وتتطلبت إيجاد حلول إحترافية بسأرع وقت ممكن.

بدورها دائرة التعليم قامت بتوفير المساعدة للمدارس. وكذلك المعهد الإقليمي المسؤول عن تقديم الدورات التكميلية للكوادر التدريسية، قدم عدة دورات ليتمكن المدرسون من تطوير مهاراتهم التقنية. وأنهى كوكر حديثه بقوله: “لقد كنا في سباق مع الزمن”!

توزيع أجهزة لابتوب

وزعت إدارة التعليم بولاية هامبورغ 40 ألف جهاز لابتوب. وأشار كوكر إلى أن 70% من الطلاب والتلامين في هامبورغ لم يستطيعوا الاشتراك بالعروض التعليمية الرقمية. خاصة اولائك الذين يحتاجون لدعم خاص كأبناء الأسر المهاجرة. وأوضح كوكر أن 3 آلاف طالب من أبناء الأسر المهاجرة موجودون في هامبورغ، أغلبهم في المدارس المهنية. وهناك 1500 آخرين يتم تحضيرهم للمراحل الدراسية العليا.

حلول ابتكارية!

بدروها يانا هيلغر أشارت أنهم كجمعية، حاولوا أن يوفروا الدعم عبر تأمين المتطوعين. سواء بالدروس الإضافية أو للمساعدة بمراجعة المواد الدراسية المخلتفة. كما زودت الجمعية بحسب هيلغر 50 طالباً بأجهزة لابتوب محمول، مع توفير الإنترنت! لكن لم تكن هذه كل التحديات التي واجهها الطلاب من الأسر المهاجرة، فهناك تحديات أخرى: “عدم توفر حيز مكاني لمتابعة الدروس، وكذلك ضعف المهارات اللغوية لدى هذه المجموعة من الطلاب” وعليه حاولت الجمعية من خلال المتطوعين أن تبتكر حلول، كاللقاء مع الطلاب خارج المنازل، والذهاب للتنزه معهم، للتواصل عبر اللغة الألمانية والمحافظة عليها واستخدامها!

حلول مستقبلية!

أثناء الندوة تم عرض فيديو لأحد أولياء الأمور، والذي لديه 3 أطفال، وعند سؤاله حول ما تحتاجه العملية التعليمية برأيه قال: “تأهيل الكوادر التعليمية وزيادتها، فذلك سيكون رائعاً بالنسبة للمدارس”. وأجاب كوكر أنه حالياً يدمج التعليم الرقمي في المناهج التعليمية الجامعية. وسيكون هناك بحسب كوكر المزيد من الامتحانات الرقمية لزيادة خبرة المدرسين بهذا المجال.

لا اندماج دون المدرسة!

في ختام الندوة روت هيفا عثمان قصة صديقتها. التي تقوم حاليا بتدريب مهني، ولم تتمكن من حضور الدروس الرقمية؛ لعدم توفر جهاز لابتوب لديها لأكثر من عام، لكن المدرسين لم يلاحظوا ذلك. وفي النهاية قالت عثمان إن على الطلاب من الأسر المهاجرة والوافدين الجدد، أن يتحدثوا عن مشكلاتهم، وحاجاتهم، والدعم الذي يريدونه. حتى تتمكن المدرسة من تقديم الحلول. الأمر الذي وافقها عليه كوكر وشدد على ضرورة عدم تجاهل هذه الفئة. ووجوب السعي الدائم لتوفير واستيفاءات احتياجاتها، ومراعاة العوائق التي يواجهونها بشكل جاد، والاستفادة من دروس الجائحة!