Foto: Privat
16/05/2021

الشاعرة اليمنية سماح الشغدري تنال جائزة وتهديها لمنصة أمل

رغم الصعوبات التي واجهت الشاعرة اليمنية سماح الشغدري، فهي فتاة قادمة من مجتمع محافظ وذكوري! ولا تشكل القبائل والتقاليد التي تتحكم بحياة الفتاة في اليمن التحدي الوحيد، بل أيضا العسكرة والسلاح المنتشر بين الجميع والحروب التي أنهكت اليمنيين!

رغم ذلك تقول سماح إن الدعم الذي تلقته من عائلتها أخويها – محمد ووليد- ووالدها جعلها تتجاوز كل التحديات، فوالدها هو من علمها الحلم وصناعة الحياة. تضيف: “شعرت بالوحدة في ذلك العام الذي فارقني فيه والدي معلمي بصناعة الحياة، إلا أن الإصرار جعلني أكمل دراستي بعد عام كامل من التوقف، فقد درست بعد المرحلة الثانوية دبلوم إدارة الإعمال ودبلوم سكرتارية لأتوظف بوزارة السياحة. لكن رغبتي في إكمال دراستي، لم تتوقف، لم أستطع دراسة الإعلام كما طمحت، فدرست الفلسفة وبعدها عملت بوزارة الثقافة كمديرة لدائرة الملكية الفكرية”.

دعم الشباب والثورة اليمنية

عملت سماح الشغدري في قناة سبأ منذ عام 2008 معدة لبرنامج “ملامح” الذي يدعم الشباب والمبدعين ممن لا يوجدون دعم، وهذا ما جعل البرنامج يستمر حتى انطلاق الثورة! لكن انحياز القناة للرئيس علي عبدالله صالح آنذاك كان واضحًا، تقول الشغدري: “وقوف القناة بشكل واضح إلى صف الرئيس المخلوع، دفعني لأستقيل وأتفرغ لقضايا أخرى، منها التركيز على إظهار الصورة المشرقة لمشاركة النساء في الثورة”. أطلقت الشغدري عام 2011 مؤسسة صوت، وأنتجت وثائقيًا عن مشاركة النساء في الثورة اليمنية تُرجم لعدة لغات منها اللغة الألمانية، وتلقت دعوة من جامعة هامبورغ للتحدث عن تجربتها الخاصة عام 2013.

الصراع والحنين!

عام 2014 عينت الشغدري مستشارة للشؤون الثقافية بسفارة اليمن في العاصمة الألمانية برلين، لكن الأحداث اليمنية كانت متسارعة، تقول: “بعد الأحداث المتسارعة، فضلت العودة إلى الوطن، لم يستهويني العمل الدبلوماسي كثيرا! بعد عودتي إلى صنعاء تبادر إلى ذهني عدة أسئلة! هل سأكون بوق لسلطة الحكم! أم سأكون وفق مبادئي؟ رجحت كفة المبادئ كما في كل مرة ورفضت العمل لحساب القوى المسيطرة والإنقلابيين”.

لاحقًا عادت الشغدري إلى ألمانيا، لكن هذه المرة كانت مختلفة! تقول: “الحياة ضمن مجتمع جديد صعبة، خصوصاً مع فكرة البداية من الصفر وبشكل مفاجئ، كما أن الجانب الصحي، والعيش على كرسي متحرك، ناهيك عن اللغة الجديدة التي تمثل العائق الأبرز لكل اللاجئين في ألمانيا، خصوصا لإنسان يعشق الكلمات والشعر! لتطفو على السطح منذ الأيام الأولى مشكلة وجودي في المنزل دون عمل، أنا التي عملت ولفترة تزيد عن 12 عاماً بمجال الإعلام والثقافة، أعود الآن للبحث عن العمل!”.

شاركت الشغدري بعد أشهر من وصولها إلى هامبورغ بتأسيس مجلة “wie hier”، وعملت كمدققة ومحررة للقسم العربي، فالمجلة كانت تنشر باللغتين العربية والألمانية. لكن بعد عام من تأسيس المجلة، توقف النشر باللغة العربية واستمر بالألمانية! لتعود الشغدري لإحياء مشروعها “مؤسسة صوت”، لكن هذه المرة من هامبورغ، ومؤخراً حصلت على التراخيص المطلوبة.

جائزة كوثر مهداة لأمل هامبورغ

لم تحصل الشاعرة الشغدري على أي جائزة في بلادها اليمن، إلا أنها تعتبر إنجازاتها التي حققتها هناك الجائزة الأكبر في حياتها. ومن خلال كتابتها لموقع أمل برلين وهامبورغ، استطاعت الشغدري رصد نجاحات وابداعات النساء العربية في ألمانيا. وقد حصدت إحدى موضوعاتها على منصة أمل هامبورغ جائزة مؤسسة كوثر، تقول حول ذلك: “أهدي هذه الجائزة لأمل برلين وأمل هامبورغ، فمن خلال هاتين المنصتين، تمكنت من الكتابة عن مآسي وأحلام ونجاحات النساء العربيات في المجتمع الألماني، والمقال الذي حصلت من خلاله على الجائزة الأولى كتبته قبل 11 شهراً، لأتفاجأ هذه الأيام بحصولي على الجائزة”.

تضيف سماح: “عند سماعي بالفوز تواصلت مع زملائي في أمل برلين لأخبرهم بحصولي على الجائزة، وبهذه المناسبة أهدي الجائزة لفريق عمل أمل برلين وهامبورغ ولإدارة المنصة، وأشعر أنني ممتنة لمشروع أمل الصحفي، كونه ساعدني لأكون حاضرة حتى وإن بالحدود الدنيا، في هذا المجال الذي أحبه، وأتمنى أن أقدم المزيد من النصوص والموضوعات لتغيير الصورة النمطية عن المهاجرين العرب من خلال منصة أمل”، وكانت الشغدري حصدت المركز الأول لجائزة “نجيبة الحمروني” من مركز المرأة “كوثر” للدراسات والتدريب في تونس.

في سطور..

كتبت سماح الشغدري العديد من الأعمال الشعرية منها ديوان “نسيج العتمة وزهرة الماس”، وصدرت أولى مجموعاتها الشعرية عام 2004. سينمائيًا أنتجت العديد من الأفلام الوثائقية، تُرجم بعضها لعدة لغات منها اللغة الألمانية. كما أسست “مؤسسة صوت للإنتاج والدعم الفني، قبيل الربيع العربي وثورة اليمن. كما عملت كمعدة ومخرجة لبرامج تلفزيونية بقناة سبأ، وهي عضو في اتحاد الكتاب اليمنيين.