“في مثل هذا اليوم الرائع، من المفترض أن أذهب. لكن ما يهم حياتنا أننا تمكنا من إحداث هزة وإيقاظ آلاف الناس”، هذه كانت كلمات صوفي شول (1921- 1943)، رمز المقاومة الألمانية في وجه النظام النازي، قبل إعدامها بالمقصلة من قبل النازيين وهي بعمر الـ 21 عاماً.
اعتلقت شول في ميونخ قبل أربعة أيام من تنفيذ الحكم! واتهمت بتوزيع منشورات تنتقد النظام في بهو جامعة ماكسميليان بمدينة ميونخ، بعد أن بلّغ عنها أحد العاملين في الجامعة، وسُلمت لجهازات المخابرات النازي الجستابو. بالإضافة إلى صوفي قُبض على أعضاء آخرين في مجوعة “الوردة البيضاء”، بمن فيهم شقيقها هانزل شول، وكريستوف بروبست!
التاسع من أيار/ مايو يصادف الذكرى المئة لولادة صوفي شول التي قاومت آلة البطش النازية
سياسيون يحتفون بمولد رمز المقاومة الألمانية
تفاعل السياسيون الألمان، وكذلك الإعلام الألماني، والمواطنون مع ذكرى مولد صوفي شول، والبعض منهم ربط بين ما قامت به شول مع مجموعتها الوردة البيضاء، من الوقوف بقدراتها المتواضعة بوجه أعتى الأنظمة الإجرامية على مستوى العالم آنذاك “النازية”، وبين ضرورة الوقوف بوجه الدعوات العنصرية والتمييز، التي تشهدها ألمانيا من قبل “النازيون الجدد”.
في هذا السياق غرد وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس (SPD) عبر صفحته على توتير: ” قالتها صوفي شول التي حاربت الإرهاب النازي: بعد كل شيء يجب أن يبدأ بها شخص ما”، وأضاف ماس: “يجب أن يبدأ شخص ما في التدخل، وهذا ينطبق أيضاً اليوم عندما نشعر بالعنصرية ومعاداة السامية والكراهية في الحياة اليومية”! وختم تغريده: “دعونا نقف بوجه هذا كله”.
„Einer musste ja schließlich damit anfangen“, sagte #SophieScholl, die gegen den Nazi-Terror gekämpft hatte.
Einer muss damit anfangen einzugreifen, gilt auch heute, wenn wir Rassismus, Antisemitismus und Hass im Alltag erleben. Stellen wir uns dem entgegen! pic.twitter.com/UPJFevDyPT— Heiko Maas 🇪🇺 (@HeikoMaas) May 9, 2021
وغرد الرئيس السابق لحزب الخضر، السياسي جيم أزدمير، أن صوفي شول بالنسبة له “واحدة من أشجع الناس على الإطلاق”. وأضاف أزدمير: “عندما أفكر في عدد أعياد الميلاد التي لم تستطتع الاحتفال بها؛ لأنها قُتلت على يد النازين عندما كانت شابة! يتضح لي أن المهمة يجب أن تكون: محاربة العنصرية والفاشية”.
Für mich ist #SophieScholl einer der mutigsten Menschen überhaupt. Sie wäre heute 100 geworden. Wenn ich daran denke, wie viele Geburtstage sie nicht feiern konnte, weil sie als junge Frau von Nazis ermordet wurde, kann das nur Auftrag sein, Rassismus & Faschismus zu bekämpfen!
— Cem Özdemir (@cem_oezdemir) May 9, 2021
السياسي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتين شولتز. الذي يرأس حالياً مؤسسة فيريدريش إيبرت. رأى أن ذكاء وشجاعة صوفي شول، يجب أن يكونا مثالاً: “قدوة لنا لكي لا نسمح أبداً لهذا الإرهاب النازي أن يتكرر مرة أخرى”.
#SophieScholl wäre heute 100 Jahre alt geworden. Sie erlebte aber nicht einmal ihren 22. Geburtstag. Die Nazis ermordeten sie vorher.
Ihre Klugheit und noch mehr ihr Mut müssen uns immer Vorbild sein, dass wir diesen Nazi-Terror nie wieder zulassen!
— Martin Schulz (@MartinSchulz) May 9, 2021
رئيس حزب CSU وحاكم ولاية بافاريا، ماركوس زودر، قال في تغريدة له على تويتر، إن صوفي شول بطلة وهي سفيرة الضمير. وأضاف زودر، الذي أرفق تغريدته بصور له وهو ينحني أمام نصب تذكاري لشول في بهو جامعة ماكسميليان بمدينة ميونخ: “لا تزال الشجاعة التي ناضلت بها شول هي وزملاؤها من أجل قيمهم، نموذجاً يحتذى به حتى يومنا هذا”، وأكد سودر على أنه يجب “ألا يكون للعنصرية ومعاداة السامية مستقبل في بلدنا مرة أخرى”!
Sophie Scholl ist Heldin und Botschafterin des Gewissens: Am 9. Mai wäre sie 100 Jahre alt geworden. Die Tapferkeit, mit der sie und ihre Mitstreiter für ihre Werte kämpften, bleibt bis heute Vorbild. Nie wieder darf Rassismus und Antisemitismus eine Zukunft in unserem Land haben pic.twitter.com/WCSLXmFklL
— Markus Söder (@Markus_Soeder) May 7, 2021
رموز الماضي دروس المستقبل!
لقد أثبتت الشابة العشرينية في ذلك الوقت، أن الفعل مهما صغر حجمه، فقد يكون له تأثير كبير. وكانت الوردة البيضاء، التي استطاعات أن تترك أثرها. على الرغم من سواد محارق النازيين، واللون الأحمر الذي صبغوا به وجه البلاد. والدليل على ذلك تمسك الكثيرين بنهج هذه الأيقونة، وتذكرها، وتذكر مقاومتها، وأخذها كنموذج يحتذى به لمواجهة العنصرية والفاشية والتمييز!
Photo : epd-bild / Michael McKee