“هل روابيصنا أو أحلامنا وكوبيسنا تغيرت عند وصولنا إلى برلين أم لا؟” من هذا السؤال ينطلق المخرج السوري رأفت الزاقوت وفريق عمله في مسرحية “روابيص”، التي يتحدث فيها عن طبيعة الأحلام والكوابيس بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في المنفى، “بشكل أوبآخر نحن” بحسب ما قاله الزاقوت في حديثه مع أمل برلين!
ويرى مخرج العمل الذي أخرج عدة أعمال مسرحية عُرضت على مسارح برلين والمسارح الأوربية والعربية أن هذه الروابيص “لها علاقة كبيرة جداً ببرلين المدينة التي استقبلنا نحن المنفيين، وكذلك لها علاقة بالمدينة التي قدمنا منها وهي دمشق”، كما يتطرق العمل بحسب الزاقوت :”إلى علاقتنا في المنفى، ورحلتنا منذ وصولنا إلى اللحظة التي استطعنا فيها الوقوف مجدداً على قدمينا، ككل السوريين الذين استطاعوا أن يتابعوا حياتهم في المنفى”.
عمل قائم على الارتجال وبدون كلام

المخرج رأفت الزاقوت
درس رأفت الزاقوت بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وتخرج من قسم الإخراج والتمثيل عام 2003، وله عدة أعمال مسرحية سواء في سوريا أو بلد إقامته الحالي ألمانيا، حيث يعيش في برلين منذ 2015، وعن تجربته السابقة مع الأعمال المسرحية الراقصة والموسيقية قال الزاقوت: “تخصصت في المعهد بالحركة واللوينة والإيماء، وقمت بتدريس هذه الموضوعات بالمعهد وفي أماكن أخرى، ولدي ثلاثة أعمال راقصة وموسيقية أخرجتها وقدمتها في دمشق”. روابيص بحسب الزاقوت عمل تجريبي، قائم على الارتجال، ويعتمد على الموسيقى والحركة المسرحية والرقص، ولا يوجد أي نص مسرحي! يعتبر الزاقوت أن هذا العمل يعتمد على أشياء جديدة، يحاول التجريب فيها وهو بذلك يختلف عن الأعمال المسرحية التي أخرجها وتم عرضها على مسارح برلين ومسارح أخرى كمسرحية “يا كبير” ومسرحية “حبك نار”.
المسرح في زمن كورونا
تأثر المسرح والحياة الفنية بشكل عام بانتشار فيروس كورونا! في الموجة الأولى توقفت الحركة المسرحية بمعظم مسارح العالم بشكل عام، وألمانيا وبرلين بشكل خاص لمدة تجاوزت الشهرين! والآن وبعد ارتفاع أعداد الإصابات مجدداً، وفي ظل ما بات يُعرف بالموجة الثانية من الوباء قررت الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات أيضاً إغلاق المسارح ودور السينما.
ولدى سؤالنا عن تأثر المسرح بانتشار كورونا قال الزاقوت: “الفيروس تسبب بمشكلة كبيرة جداً بالنسبة للفنانين المسرحيين، كون المسرح قائم أساساً على تواجد الجمهور والتجمعات، وهذا أمر بات يشكل خطراً في ظل انتشار الوباء، وبالتالي كان له أثر كبير على الحركة المسرحية وحتى المعارض الفنية والنشاطات الأخرى”! لكن بعض الفعاليات الفنية أوجدت بدائل وتحولت من التواصل المباشر مع الجمهور، إلى التواصل عبر تقنيات الفيديو والبث المباشر عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي! أما بالنسبة للمسرح وبحسب الزاقوت فالأمر صعب جداً للحديث عن بدائل وخاصة أننا ما زلنا “وسط الحدث” حسب تعبيره! وإيجاد طرق لاستمرار العمل المسرحي في حال طال الإغلاق يحتاج لوقت وتفكير أيضاً.
روابيص!
“روابيص” إخراج رأفت الزاقوت، ويشارك في العمل الراقص الإيراني كافي غيمي، والموسيقي السوري علي حسن، والأزياء تصميم أريانا فانتين، ومنتجة العمل هي كريستين لوتيش. يعرض العمل في العنوان التالي: Friedrichshain-Kreuzberg, 10999 Berlin، وسيستمر العرض على مدى 3 أيام الجمعة والسبت والأحد عند الثامنة مساءً، مع التأكيد على الالتزام بالقواعد المتبعة للحد من انتشار كورونا. يمكنكم شراء التذاكر بالضغط هنا.