Photo: Khaled Barakeh
16/07/2020

بالتضامن ننجو.. معرض للفنانين السوريين في برلين

“الفنانون دائماً بحاجة لأن ينجو، حتى لوكان ذلك دون مقابل”.. هذا ما قاله الفنان السوري خالد بركة، منظم المعرض الفني “بالتضامن ننجو”، والذي هو معرض في الفضاء العام، الذي ينطلق اليوم اعتباراً من الساعة السادسة مساءً، ضمن معرض جامعة الفنون في برلين “فن، مساحة، مدينة”! الذي يتضمن تداخلات فنية اعتباراً من الساعة السابعة مساءً للفنانينـ/ ـات فهد حلبي، نور صفدي، رزان صباغ، ربا سلامة، أمام جامعة الفنون في برلين.

كيف نستطيع التضامن مع بعضنا البعض؟

“بالتضامن، ننجو” بحسب ما نُشر في صفحة الفعالية على مواقع التواصل الاجتماعي، مبادرة تهدف لزيادة الوعي بالآثار الاجتماعية والسياسية والثقافية التي أحدثها وسيخلفها فيروس كوفيد 19على المجتمعات! وخلال حديثه مع أمل برلين أضاف خالد بركة منظم المبادرة والمعرض: “المشروع بدأ بالمجمل مع بداية تفشي فيروس كورونا، وفي فترة التباعد الاجتماعي، والحجر الذي نتج عن تفشي الوباء، أردنا الإجابة على سؤال (كيف نستطيع التضامن مع بعضنا البعض؟) كفنانين، وكمجتمعات، لأن فكرة المشروع هي أن الفنانين السوريين يريدون التواصل مع أشخاص من محيطهم، للحديث عن تبعات انتشار الفيروس، فهناك آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية وسياسية، والتي ستمتد لما بعد فترة الوباء، من هنا جاءت فكرة المشروع، وقمنا بعمل حملة تمويل جماعي، وتقسيم المبلغ على جميع الفنانين المشاركين”.

14 فنان سوري مشاركون في المعرض

تلقت المبادرة بحسب المعلومات التي زودنا بها بركة، 25 مشاركة من أكثر من ثماني دول، كاستجابة لدعوتهم المفتوحة للفنانينـ/ ـات السوريينـ/ـات، وبعدها تمت مراجعة الأعمال المقدمة من قبل لجنة متخصصين تتألف من الفنان وأستاذ التصوير الفوتوغرافي في جامعة هامبورغ للفنون الجميلة آدم برومبرغ، والأكاديمية والباحثة الفنية ماريانا ليوسي، وتم اختيار أعمال 14 فنانـ/ ـة وهم: “علاء حمامة، عمار حاتم، عمار خطاب، ديالا برصلي، فادي الجبور، فهد حلبي، مايكل داود، ندى علي، نغم حموس، نور صفدي، تامر ملاك، ياسر كساب، بريفان حسن، زينة العبد الله”.

جُمع في حملة التمويل الجماعي 10 آلاف يورو، سيتم تقسيم المبلغ ليكون نصيب كل مشارك ومشاركة 600 يورو لمن تعرض أعمالهم، و150 يورو لبقية المشاركينـ /ـات! ووفقاً للمعلومات ذاتها تم خلال فترة الحملة تطوير شراكتين إضافيتين مع Oslo World، وبرنامج تدريب الفنان في جامعة الفنون البرلينية، ونتج عن الشراكة مع هذه الأخيرة تنظيم لقاءات فردية عبر الإنترنت بين الفنانين/ات المختارين/ات وبين مصممة الغرافيك المعروفة سارة بوربس لتطوير أعمالهم الفنية والتي ستعرض بمعرض “بالتضامن، ننجو”.

لن يقتصر الأمر بحسب بركة على المعرض الذي ينطلق اليوم ويستمر حتى يوم غد، بل ستعمل منظمة coculture بالتعاون مع برنامج “تدريب الفنان” على اطلاق حملة المدينة، ستوزع خلالها البوسترات في الأماكن العامة ببرلين (النوافذ، والشرفات، واللوحات الإعلانية، والجدران). كما سيتم عرض الملصقات في معرض وحملة مدينة في أوسلو خلال مهرجان Oslo World من 27 تشرين الأول/ أكتوبر إلى 1 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

بدائل الفنانين التشكيليين في زمن التباعد الاجتماعي

وعن البدائل التي يلجأ لها الفنانون التشكيليون أثناء أزمة كورونا، والتي فرضت قيوداً على العديد من الفعاليات الفنية، ومن ضمنها معارض الفن التشكيلي، قال عمّار حاتم، وهو فنان سوري مشارك في المعرض: “غالبية الفنانين يتوجهون الآن للعمل على مشاريع رقمية أكثر من السابق، ويعرضون أعمالهم عبر الإنترنت، حتى أن هناك توجه لدى كثير من المعارض بأن يقوم الفنان أثناء عملية الابداع الفني، بتسجيل مراحل العمل، وهناك أيضاً حلول أخرى بإمكاننا تسميتها حلول هجينة، بين العمل أون لاين والديجتال، وبين أن يتم العرض بمعارض تأخذ بعين الاعتبار قواعد التباعد الاجتماعي، وبأمكان مفتوحة كمعرضنا هذا”.

دور الفنانين في الأزمات.. كورونا مثالاً

أثناء فترة الحجر الصحي، طالعتنا وسائل التواصل الاجتماعي بكثير من الفيديوهات، والمبادرات الفنية عبر الإنترنت، البعض كان يراها لا تتعدى أنها تسلية في زمن الحجر الصحي، والبعض الآخر رأى فيها حلاً لعدم الانقطاع عن العمل الفني، أما خالد بركة وأثناء حديثه مع أمل برلين فكان له رأي مغاير! حيث يرى بركة في مثل هكذا أزمات أن الفن لا يرتبط فقط بالتسلية والترفيه: “الموضوع أعمق أكثر، ودور الفنانين بمثل هذه الأزمات دور أساسي جداً ومحوري كذلك”. وعن المبادرات الفنية التي انتشرت في فترة الحجر الصحي، وزيادة الطلب لدى الجمهور بشكل عام على سماع الموسيقا، وقراءة الكتب، ومشاهدة الأفلام، والأعمال الفنية، أضاف بركة: “الفن والثقافة بهذه الفترة كانا أداة لمساعدة الناس على تجاوز المحنة” موضحاً أن الفن كان شيئاً أساسياً من متطلبات الحياة بتلك الفترة، فالفنان برأيه قادر على اتخاذ خطوات إيجابية تجاه المجتمع وخصوصاً بمثل هذه الأوقات أي زمن الأوبئة!

أما فيما يتعلق بكون تلك المبادرات كانت حلاً لعدم الانقطاع عن العمل، فيرى بركة أن الفنان الحقيقي، لا يتعلق الأمر بالنسبة له فقط بمصدر الدخل، بل بالانتاج الفني الذي هو بحسب رأيه “جزء أصيل من شخصية الفنان”.

  • معرض “بالتضامن، ننجو”  ينطلق اليوم 16 تموز/ يوليو على العنوان التالي:
    Udk Konzertsaal Berlin
    Hardenbergstr. 33 10623 Berlin
    16.07.2020 من الساعة 6 مساءً حتى الساعة 10 مساءً
    وغداً من الساعة 10 صباحاً حتى الساعة 4 مساءً
    مع الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.
  • Photo : Khaled Barakeh