Image by JaffaCakes from Pixabay
24/05/2020

العيد وكورونا.. “أما الأحبة” فالكمامة دونهم!

لقد غيرت جائحة كورونا وجه العالم ، وتأثر بها كل شيء، فلا مهرجانات موسيقية، ولا مسرحية ولا سينمائية، ولا احتفالات رسمية، أو خاصة وتم إغلاق المطارات و كل الحدود البرية، وانغلق كل بلد على نفسه، ليحافظ على حياة سكانه، ويمنع انتشار الفيروس. ومع العودة التدريجية للحياة، لم يتغير شيء، فحتى لو خرجت من المنزل عليك أن تلبس الكمامة، وتلتزم بقواعد المسافات، وقيود النظافة.  ووسط هذا كله يحل عيد الفطر السعيد، ولكن أي عيد هذا الذي بلا أحضان، أي عيد هذا الذي بلا صلاوات وتكبيرات العيد التي تصدح من مآذن المساجد، وأي عيد هذا الذي سنكتفي بابتسامة العيون فيه فقط. وابتسامة حقيقية تخفيفها الكمامة اللعينة؟

معظم أصدقاء الفيسبوك ملوّا من عبارة “عيد بأية حال عدت يا عيد” المشهورة والمأخوذة من بيت الشاعر المتنبي الذي يقول فيه:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ

لكن معظمهم أبدى تسامحه مع كتابة هذه العبارة في هذا العيد، وكأنهم أقروا هذه المرة بالحال التي جاء فيها العيد هذا العام، مع أنها حال ليست جديدة على بعض المسلمين من اليمن وسوريا وليبيا الذين طحنتهم الحرب وفرقتهم عن أهلهم، وأخذت احبتهم. وعلى بعض اللاجئين سواء في اليمن الذي كان سعيداً، أو على الحدود السورية التركية، أو بمخيمات الجزر اليونانية التي تعيش وضعاً كارثياً.

فأي عيد ذلك الذي لا يجتمع فيه شمل العائلة، وأي عيد ذلك الذي حالت إجراءات كورونا دون خروج الأطفال لساحات اللعب المليئة بالمراجيح التي كانت تنتشر في ساحات المدن والقرى. وأي عيد الذي يمر على عائلة طبيب لا يستطيع لقاء عائلته بسبب تواجده وقيامه بواجبه مع مرضى كورونا؟ ربما سنكتفي هذا العيد بلبس ملابسنا الجديدة والجلوس أمام كاميرات جوالاتنا لنعيد عائلاتنا، وأقاربنا عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي في زمن التباعد الاجتماعي..

وأخيراً ألتمس عذراً من المتنبي الذي قال بعد بيته السابق:
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ

لأقول على لسان المعتقل في سجون الاستبداد “أما الأحبة” فجدران السجن دونهم، وعلى لسان اللاجئ “أما الأحبة” فالمدافع والخيام دونهم، وعلى لسان البقية “أما الأحبة” فكورونا والكمامة دونهم.!

مع ذلك يبقى الأمل بأن يعود العيد القادم علينا لا مبعدين، ولا متفرقين ولا مكممين.. كل عام وأنتم وبخير..

Image by JaffaCakes from Pixabay