Photo : Dawod Adeel
04/03/2020

مطالبات شعبية بفتح الحدود.. وإصرار رسمي على إغلاقها!

مع تصاعد الأوضاع الصعبة على الحدود التركية اليونانية، بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان فتح حدود بلاده مع أوربا أمام مئات الآلاف من اللاجئين المتواجدين على الأراضي التركية من سوريين وأفغان وجنسيات أخرى، يعقد وزراء داخلية الاتحاد الأوربي في بروكسل اجتماعاً خاصاً لمناقشة طرق مساعدة حكومة أثينا لحماية الحدود الخارجية، كما سيناقش بالاجتماع نوع المساهمة التي يمكن أن تقدمها كل دولة من دول الاتحاد الأوربي لليونان، في ضوء تردي الأوضاع هناك، مع ازدياد تحركات شعبية من سكان الجزر اليونانية رافضة لاستقبال اللاجئين.

700 مليون من الاتحاد الأوربي لدعم اليونان

الحكومة اليونانية بدورها لم تنتظر ما ستنتج عنه الجولات الدبلوماسية التي بدأها مسؤولون كبار في الاتحاد الأوربي، حيث سعت لتأمين حدودها بقسوة، واستخدمت بحسب ما أظهرت فيديوهات ناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي قنابل الغاز المسيل للدموع، واستخدمت كذلك الرصاص الحي بحسب وسائل إعلام ألمانية! من جهتها تعهدت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوربي أورسولا فون دير لاين بدفع ما يصل إلى 700 مليون يورو لدعم إدارة الهجرة اليونانية، كما أعلنت منظمة حرس الحدود في الاتحاد الأوربي فرونتكس توسيع مساعدتها بشكل كبير، فيما رحبت بروكسل بأي مساهمة يمكن أن تقدمها أي دولة من الاتحاد الأوربي لهذا الغرض.

مظاهرات شعبية للمطالبة بفتح الحدود والحكومات ترفض!

ردود الفعل الألمانية جاءت وفق مسارين، الأول شعبي طالب بفتح الحدود وتحمل الاتحاد الأوربي لمسؤولياته تجاه حماية اللاجئين، والثاني حكومي تمحور حول الاستمرار بإغلاق الحدود مع تركيا، حيث غرّدت وزارة الداخلية الألمانية باللغتين العربية والفارسية على حسابها في تويتر بقولها “نحتاج إلى النظام على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. سوف ندعم اليونان بكل ما أوتينا من قوة في هذا الصدد. إن حدود أوروبا ليست مفتوحة أمام اللاجئين من تركيا، وينطبق هذا على حدودنا الألمانية أيضًا”

وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر دعم المسار الذي اختارته اليونان بعد لقاء مجموعة الاتحاد الأوربي، وقال بوضوح شديد إن حدود أوربا لن تكون مفتوحة، الأمر الذي وافقته عليه وزيرة الدفاع الألمانية إنغريت كرامب كارنباور، مشيدة بإدارة الأزمة حسب تعبيرها من قبل أوربا، مضيفة أن تصرف اليونان وحرس حدود أوربا فرونتكس كان سريعاً وبشكل أفضل من عام 2015، كما أشارت كرامب- كارنباور إلى أن تركيا ستستمر بتلقي الدعم الأوربي، مؤكدة على أن ما حدث في 2015 يجب ألا يتكرر، وشددت كرامب- كارنبارو على أنهم (أي الأوربيون) يأملون بأن يفهم أردوغان أن الناتو والاتحاد الأوربي على عكس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شريكان موثوقان لتركيا، وأن الاتفاق مع الاتحاد الأوربي بشأن اللاجئين يشكل أساساً لهذه الشراكة مضيفة: “نحن الأوربيون ندرك الإنجاز الكبير الذي حققته تركيا بقبولها على أرضها ملايين اللاجئين، وسنواصل مساعدة أنقرة على تحمل الأعباء التي ينطوي عليها الأمر”.

ولايات ألمانية أعلنت استعدادها لاستقبال اللاجئين

لم يقتصر الرد الحكومي الرسمي على تصريحات زيهوفر وكارمب-كارنباور، بل تعداها إلى قادة الولايات الألمانية، فوفقاً لموقع شبيغل أون لاين، عبر رئيس حكومة ولاية شليسفيغ هولشتاين، دانييل غونتر CDU عن استعداد ولايته لقبول اللاجئين القصر من المخيمات اليونانية، وقال غونتر لشبكة التحرير في ألمانيا: “الوضع بالمنطقة الحدودية بين تركيا واليونان ازداد سوءاً بشكل كبير منذ نهاية الأسبوع”، وأضاف أن ولايته أعلنت في الماضي استعدادها لمساعدة المحتاجين والمشاركة بإيجاد الحلول والحصص التي تتفاوض عليها الحكومة الألمانية مع شركائها الأوربيين، مؤكداً على ضرورة أن يكون استقبال اللاجئين خاضعاً للسيطرة والرقابة، حتى لا يتكرر ما حصل عام 2015 حسب تعبيره.

كذلك أعلنت ولاية براندنبورغ استعدادها لاستيعاب اللاجئين الذين يريدون المجيء إلى ألمانيا من اليونان أو تركيا، جاء ذلك على لسان رئيس مكتب الهجرة المركزي في الولاية أولاف يانس، والذي أشار إلى أن براندنبورغ استقبلت حوالي 1482 لاجئ من أصل 3000 شخص يمكن استقبالهم بمراكز الاستقبال الأولية الأربعة في الولاية، ويمكن زيادة سعة هذا المراكز وبشكل سريع لاستيعاب 5000 شخص.

Photo: Dawod Adeel