ZDM
02/03/2020

ما هي لجنة “رصد مظاهر العداء للمسلمين” في ألمانيا

استضافت رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي، ووزيرة الدفاع انيغريت كرامب كارينباور، وفدا للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا يوم الخميس الماضي في مقر الحزب. كان اللقاء التشاوري حول سبل التنسيق والتعاون المؤسساتي من أجل الإستجابة لحاجيات المواطنين المسلمين في ألمانيا ومتطلباتهم. شارك باللقاء رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أيمن مزيك، مصحوبا بالأمين العام للمجلس عبدالصمد اليزيدي، ورئيس المجلس بولاية شمال الراين-وستفاليا، سمير بوعيسى.

لجنة رصد مظاهر العداء للمسلمين

كما أعلن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، بعد مشاورات أجراها مع رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أيمن مزيك في وقت سابق، عن تأسيس لجنة للخبراء تعنى بمتابعة ظاهرة العداء ضد الإسلام والمسلمين. تعنى اللجنة برصد وتحليل مظاهر العداء ضد المسلمين، وغيرها من أشكال الإقصاء، والأحكام المسبقة المرتبطة بالاقليات المسلمة في ألمانيا. كما ستقوم اللجنة بإعداد تقرير يقدم توصيات في مجال محاربة الكراهية، والعداء للمسلمين من أجل اتخاذ إجراءات وقائية ضد الكراهية، اضافة لتشجيع قيم الديمقراطية من قبل وزارة الداخلية. وكان أيمن مزيك علق على الموضوع قائلا: “لقد كانت جلستنا مع وزير الداخلية مثمرة، ولجنة الخبراء هي أول خطوة قوية لتحليل داء عداء الإسلام الذي تجذر في مجتمعنا، إننا بأمس الحاجة إلى خطوات وقائية وأمنية أخرى تحفظ المواطن المسلم، وتؤمنه في مجتمعه”.

ZDM

جانب من اللقاء

وأجاب الأمين العام للمجلس الاسلامي عبد الصمد اليزيدي على أسئلة امل برلين حول اللقاء، مشيراً إلى التحولات التي تقع في ألمانيا بعد أحداث مدينة هاناو الإرهابية التي راح ضحيتها شباب مسلمون على يد عنصري يميني متطرف. “فخطاب الكراهية أصبح يُترجم إلى عدوان يؤدي إلى ازهاق العديد من الأرواح. وأضاف اليزيدي أنه حان دق نافوس الخطر لمراجعة الخطاب واللغة المستخدمة من قبل السياسيين وفي الإعلام والتي تتضمن عنصرية وتمييز بقصد أو بدون قصد، فهي تترجم إلى عداوات وتصفية جسدية لمواطنين أبرياء”. وأشار السيد اليزيدي إلى أن كارينباور أكدت على ضرورة التعاون المشترك بين الأحزاب الديمقراطية، والمؤسسات الإسلامية من أجل مواجهة المد العنصري اليميني الذي أصبح يظهر في أبشع صوره في ألمانيا، بالإضافة إلى أن حزبها لن يسمح للتطرف اليميني أن يؤثر عليه، وسيظل رافضا لأي تعاون أو تحالف مع “حزب البديل من أجل ألمانيا”.

تأمين ووقاية

كما طلبت كارنباور خلال اللقاء بتقديم مقترحات للعمل عليها لادماج المواطنين المسلمين في المجتمع، وكانت المقترحات التي قدمها المجلس الأعلى للمسلمين ذات شقين، “الأول يتعلق بتأمين المسلمين من خلال مراقبة المساجد ودور العبادة، والثاني من باب الوقاية، بحيث يتعين مفوض حكومي من أجل الحياة الاسلامية في ألمانيا والعمل ضد الاسلاموفوبيا وتقليص هذه الظاهرة، بحيث يقوم برصد الاعتداءات والمطالبة بقوانين خاصة لحماية المسلمين”. وأشار اليزيدي لأمل برلين أن هذا أمر موجود عند اليهود.

رعاية الجنود الألمان المسلمين

اتفق الطرفان على ضرورة مواجهة العنصرية في ألمانيا من خلال إبراز واقع التعددية في المجتمع، وتقوية المجتمع المدني بجميع مكوناته المختلفة، واعتبار المؤسسات الدينية روافد إثراء وتنوع. وكانت قد اتفقت وزيرة الدفاع مع رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا على تنظيم لقاء عمل بمقر وزارة الدفاع لتدارس ملف الرعاية الروحية للجنود المسلمين في الجيش الألماني الذي يتجاوز عددهم 3000 جندي.
وفي رد الأمين العام للمجلس الأعلى السيد عبد الصمد اليزيدي على قرار حكومة هيسن أن حظر ارتداء الحجاب على المتدربات داخل قاعات المحاكم أمر لا يتعارص مع الدستور الألماني، يقول: “إن القرار بمثابة تمييز مباشر ضد المسلمات المحجبات، وأنهن نساء درجة ثانية، وهذا أمر لانتفهمه فهو ضد حرية الاعتقاد ويُعد تمييزاً ضد أحد مكونات المجتمع”. كما أكد اليزيدي على مشاركته بقمة الإندماج التي ستنعقد ظهر اليوم، مشيراً إلى “وجود تحركات ايجابية واقتراحات يجب تفعيلها من أجل تغيير المسار السلبي الذي سارت عليه ألمانيا في الآونة الأخيرة”.

 

Photo: ZDM