Photo: Thomas Lohnes/epd
02/03/2020

استعدادات ودعوات لاستقبال لاجئين جدد في ألمانيا

بعد تصاعد وضع اللاجئين على الحدود بين تركيا واليونان، تتالت تصريحات السياسيين في ألمانيا مطالبين بحل أوربي، حيث طالبت منظمة “برو أزول” في بيان صحفي بمناسبة قمة الاندماج اليوم في المستشارية، بأن تستعد ألمانيا للقبول المستمر لأولئك الذين يسعون للحماية، وتخطط لتدابير الاندماج وقبول اللاجئين من اليونان. “يمكننا، بل يجب علينا، قبول عدد كبير من اللاجئين الذين هم يائسون اليوم في مخيمات الأحياء الفقيرة في الجزر اليونانية وفي أماكن أخرى على الحدود الخارجية الأوروبية، ليس أقلهم القصر وأفراد أسر أقاربهم الذين يعيشون في ألمانيا. من الخطأ الاعتقاد أنه يمكنكم إغلاق الحدود أمام اللاجئين، والاستسلام للأصوات العنصرية، وفي الوقت نفسه استقبال أشخاص مؤهلين تأهيلا عاليا بأذرع مفتوحة”.

الخضر يطالبون بتسجيل بمرافق استقبال أولية عند الحدود

كما تحدثت زعيمة حزب الخضر أنالينا باربوك، لصالح تخصيص حصص اللاجئين وتقسيمها على دول الاتحاد الأوروبي، وأكدت باربوك في ضوء الوضع المأساوي بمخيمات الجزر اليونانية أنه “لم يعد بإمكاننا التظاهر بأنها ليست من شأننا، إنها ليست مشكلة بالنسبة لليونان وحدها، ولكنها تتعلق بالاتحاد الأوروبي بأكمله”، وأوضحت أهمية إقامة مرافق استقبال أولية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي: “يجب تسجيل اللاجئين الذين يعبرون الحدود هناك بسرعة، وإخضاعهم لفحص أمني ومقارنة للبيانات”، وبالتالي ينبغي توزيع وحدات اللاجئين بسرعة في الاتحاد الأوروبي من أجل بدء إجراءات اللجوء هناك”، وأضافت باربوك: “يجب على ألمانيا أن تعيد تنشيط قدراتها الخاصة لإيواء اللاجئين ببصيرة”.

دعوات لعدم الرضوخ للابتزاز التركي!

في حين دعا وزير داخلية بافاريا يواكيم هيرمان إلى توسيع وكالة حماية الحدود الأوروبية، ووصف الوضع على الحدود التركية بأنه خطير: “من الواضح أن تركيا تريد استخدام أساليب غير عادلة وعلى ظهر اللاجئين لزيادة الضغط على الاتحاد الأوروبي للحصول على المزيد من الأموال”، وأضاف هيرمان: “يجب ألا نسمح لتركيا بابتزازنا”، وطالب الاتحاد الأوروبي بحماية الحدود في أسرع وقت ممكن مع قوات فرونتكس الإضافية. كما أعربت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لين عن قلقها إزاء التطورات الأخيرة، وأكدت على ضرورة إرسال المساعدات الأوروبية لليونان وبلغاريا، وغردت على تويتر: “فرونتكس مستعدة لدعم السلطات المحلية، وأنها سترسل معدات وقوات إضافية إلى اليونان”.

برلين مستعدة

في هذه الأثناء تستعد برلين لقدوم لاجئين جدد، لذا يعمل مجلس الولاية بالفعل للتحضير لأزمة محتملة. عمدة برلين ميشائيل موللر قال لصحيفة برلينر تسايتونج: “لقد تعلمنا من تجارب أزمة اللاجئين 2015-2016 ونحن مستعدون جيدًا إذا جاء اللاجئون إلى برلين (..) سنواصل مساعدة المحتاجين”، وكان حزب الخضر، الشريك بحكومة ولاية برلين، طالب يوم السبت بأن تستعد المدينة لتدفق جديد محتمل للاجئين، ويريد الخضر إثارة القضية في مجلس الولاية المحلي. كما صرحت كارين ريتز من الإدارة الاجتماعية بمجلس الولاية يوم الأحد بأن المدينة قادرة على مواجهة زيادة أعداد الوصول في المدى القصير من خلال استخدام المساحات الحرة والمواقع الاحتياطية: “يوجد حاليا حوالي 2000 مكان متاح في مرافق مكتب الدولة لشؤون اللاجئين وهي متوفرة على الفور، هناك أيضًا أماكن إقامة شاغرة يمكن استخدامها كاحتياطي في غضون مهلة قصيرة”.

اللاجئون ورقة ضغط بيد الأتراك

تركيا أعلنت أنها سمحت بالفعل لآلاف اللاجئين بعبور حدودها نحو الحدود الأوروبية، وأكد وزير الداخلية التركي عبور أكثر من 36 ألف مهاجر الحدود عبر مدينة أدرنة التي توجد فيها معابر حدودية مع اليونان وبلغاريا. وكان الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان علّل ذلك بالقول إن الاتحاد الأوروبي لم يلتزم بوعوده في اتفاقية اللاجئين مع بلاده، وأن تركيا لا تستطيع رعاية الكثير من اللاجئين، فهناك ما يقرب من أربعة ملايين سوري في تركيا، وكان القتال الدائر الآن على الحدود السورية التركية أدى إلى زيادة عدد الفارين على الحدود. في هذه الأثناء حاولت اليونان منع الناس من عبور حدودها، حيث استخدمت الشرطة اليونانية خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع أمس، وقال مسؤولون حكوميون في أثينا إن الرئيس التركي كان يستغل ملايين المهاجرين في بلاده لإجبار الاتحاد الأوروبي على دفع المزيد من المال له.

عمدة بوتسدام يزور مخيم للاجئين في اليونان

عمدة بوتسدام مايك شوبرت زار مساء الخميس مع وفد من الكنيسة الإنجيلية جزيرة ليسبوس اليونانية لدراسة ظروف اللاجئين القصر غير المصحوبين في مخيم موريا، حيث يسعى شوبرت والوفد المرافق لإلتماس قبول الأطفال غير المصحوبين بذويهم من النقاط الساخنة المزعومة ووفقًا للتقديرات الحالية، يعيش حالياً 20 ألف لاجئ في مخيم موريا للاجئين في ليسبوس، وفي بساتين الزيتون المحيطة بها، بما في ذلك 1100 طفل غير مصحوبين بذويهم! في حين كان من المفترض استيعاب 3000 شخص فقط في المخيم المذكور. شوبرت سلم الأدوية التي تبرع بها سكان بوتسدام، لعيادة متنقلة للأطفال بمخيم موريا يوم الجمعة الماضي! وكان مجموعة من الساسة الألمان دعوا بوقت سابق لإيجاد فرص استقبال غير معقدة للاجئين القصر غير المصحوبين بذويهم. الجدير بالذكر أن بوتسدام و123 مدينة وبلدية أخرى بالإضافة إلى ولايتي ساكسونيا السفلى وبرلين، ينتمون لتحالف “الموانئ الآمنة” الذي يقوم بحملات لقبول الأطفال من مناطق النزاع.

Photo: Thomas Lohnes/ epd