Photo: Samer Masouh
09/12/2019

نجاة عبد الصمد: العذرية لا تعني غشاء البكارة

بين العيب والحرام نشأنا في مجتمعاتنا في كثير من الأمور، منها أمور الجنس حيث يتطور الأمر من العيب إلى العار، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأنثى، فجسدها هو شرف العائلة وربما القرية أو العشيرة، كل تلك المحرمات جعلت من الكلام عن الجنس عيباً، مما ولّد مفاهيم خاطئة، وأصبحنا بحاجة ملحّة لتصحيحها من قبل المختصين.
ضمن هذا الإطار نظمت مؤسسة VIA، بالتعاون مع مكتبة بيناتنا، ندوة عن الثقافة الجنسية، واستضافت د. نجاة عبد الصمد، الاختصاصية في التوليد وأمراض النساء وجراحتها.

في بداية الندوة ذكرت د. نجاة فكرة أنّ لكل إنسان حقّه في جسده، وهو وحده المعنيّ بحياته الجنسية سواء أكانت مع نفسه، أو مع شريك من جنس آخر أو من جنسه نفسه. وليس من حق الآخرين أن يتدخلوا في حياته، وما علينا سوا إخباره المعلومة الطبية ومن ثم هو أو هي تختار المناسب له أو لها. وأضافت “هناك عدد هائل من المؤسسات نشأت عبر الزمن إلا أن جميعها انهارت، ولم يبقَ سوى مؤسستي الدين والأسرة، أن مؤسسة الأسرة قد بقيت عبر الزمن كمؤسسة لضرورة الحفاظ على الجنس البشري، وهي في الوقت الحاضر، قيد إعادة النظر في كثيرٍ من الأوساط، فهناك تيار قوي ضد الزواج كمؤسسة، وقد لا يريد إنجاب الأطفال، أو يريد إنجابهم خارج مؤسسة الزواج.

غشاء البكارة مفتوح منذ الولادة!
ثم انتقلت الدكتورة نجاة إلى تحديد مفهوم العذرية: قالت: ”في اللغة هناك كلمة أعذر وكلمة عذراء، أي أن مفهوم العذرية يطال الرجال والنساء على السواء. وخارجاً عن تصنيفات الدين والتقاليد، العذرية تشمل كل إنسان لم يبدأ حياته الجنسية بعد، وليست مرتبطة بالضرورة بغشاء البكارة. وبالتالي من خبروا القبلات والمداعبة والجنس الخارجي، هؤلاء خارج مفهوم العذرية. حيث يمكن أن تمارس الإناث الجنس لسنوات دون اختراق غشاء البكارة، وقد يكون العكس صحيح مثلاً في عملية الاغتصاب. أي من دون رضا المرأة. وغشاء البكارة مفتوحٌ منذ الولادة، وعبره يخرج دم الطمث في الدورة الشهرية، وعندما يتعرض لاختراقٍ خارجي، يتوسع فقط لا غير. ولا يتمزق هذا الغشاء إلا باختراق جسم أجنبي كالقضيب الذكري مثلاً. والأمر الطبيعي أن ينزل منه قطرات معدودة من الدم، بالإضافة إلى أنّ بعض الأشكال من غشاء البكارة واسعةٌ أصلاً، ولا ينزل منها أي قطرة دم عند الإيلاج. وعلى الأنثى أن تعرف هذه المعلومات ثم تقرر هل هي تريد هذا الغشاء أم لا”.

الجماع عن طريق الشرج ممتع وضار
بعد ذلك انتقلت عبد الصمد للحديث عن الجماع عن طريق الشرج وقالت” بداية لابدّ من الإشارة أن فتحة الشرج تحوي نهاياتٍ عصبية مماثلة تقريباً لتلك الموجودة في المهبل لدى الإناث، وفي القضيب لدى الذكور، بالتالي تمنح المتعة لمن يمارس الجنس عن طريق الشرج، هناك أناس يمارسونه، كنوع من التغيير في حياتهم، وهناك رجالٌ يمارسونه كنمط حياةٍ باعتبار أنهم مثليون، وهذا موضوع شخصي ولكن دوري كطبيبة أن أقول أن كل جزء من جسم الإنسان موجود لأداء وظيفة معينة، وفتحة الشرج هي نهاية الجهاز الهضمي التي مهمتها، افراغ فضلات الإنسان. وتحوي داخلها على عضلات ملساء لا يتحكم بها الإنسان، بينما معصرة الشرج هي عضلة يستطيع الإنسان التحكم بها بالشدّ والإرخاء أثناء عملية التغوط. وهي مبرمجة أن تتمدد كي تٌخرج الفضلات من الداخل ثم تعود لتغلق، ما يحدث أثناء الجماع من الشرج أن الدفع يأتي من الخارج، أي أنها تعمل بغير الألية المصممة، إضافةً إلى الجروح المجهرية التي تتعرّض لها مع كل جماعٍ جديد، وما تتعرض معها إلى عمليات التهابٍ متكررة.. ما أود قوله أنه في حال تكرر هذا الموضوع بكثرة، سوف تتضرّر الألياف العضلية في فتحة الشرج، ومع الوقت سوف يحدث ارتخاء وانفلات للغازات، وربما للبراز دون أن يستطيع الإنسان أن يتحكم بهذه العملية.
وللذين يعرفون هذه المعلومة، ومع ذلك يختارون هذا الطريق، فهناك من أجلهم أيضاً معلوماتٌ طبية حول استخدام المزلقات أو اللجوء إلى عملية توسيعٍ مدروسٍ للشرج تحت إشراف الطبيب الجرّاح، وما إلى ذلك..
وأشارت الدكتورة عبد الصمد إلى أنه على الشركين أن يتحدثا ويتناقشا قبل العلاقة على نوع العلاقة تماماً والوضعيات، وإذا كانا يرغبان بالحمل أم لا، و في حال عدم الرغبة بالحمل عليهما أن يتفقا على طريقة منعه، سواء باستخدام الواقي الذكري أو حبوب منع الحمل…ألخ.

يذكر أن الطبيبة النسائية نجاة عبد الصمد، درست الطب في روسيا، وأكملت دراستها في سورية، وهي روائية أيضاً وحاصلة على جائزة كتارا، للرواية عن رواية ( لا ماء يرويها).